أنهت عملها الصحفي بتهمة "معاداة السامية"
المتصهينون الأمريكان يسعون لترحيل هيلين توماس لدعوتها لرحيل الصهاينة من فلسطين
هيلين توماس
الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية
لم تهدأ العاصفة التي أثارتها "المراسل الأقدم" في البيت الأبيض هيلين توماس، بعد أن صرحت بأنه "على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة إلى بيوتهم في ألمانيا وبولندا".
ويبدو أن إجبار توماس على مغادرة الكرسي الأمامي في البيت الأبيض لم يهدئ من هذه العاصفة التي قادها صهاينة متطرفون داخل الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم آري فليشر الذي كان ناطقا رسميا بلسان البيت الأبيض إبان فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
توماس والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من البيت الأبيض منذ عام 1961، وفي تصريحات صحفية على هامش احتفال أجراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار ما يسمى "شهر التراث اليهودي"، وبعد سؤالها عن الصهاينة قالت: "ليخرجوا من فلسطين إلى الجحيم". وعن الشعب الفلسطيني أجابت: "هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فلسطين ليست ألمانيا ولا بولندا". ولدى سؤالها "إلى أين سيذهب اليهود؟"، أجابت "ليعودوا إلى البيت إلى بولندا وألمانيا، إلى الولايات المتحدة، إلى أي مكان آخر".
ووصفت توماس الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني في هجومه على أسطول الحرية مطلع الأسبوع قبل الماضي بـ "المجزرة"، وذلك ردا على سؤال وجه إليها في البيت الأبيض.
ويبدو أن الحملات المضادة لها لم تقف عند حد طردها من البيت الأبيض، بل إن المطالبات بدأت تشمل ترحيلها من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما وصف بميولها الليبرالية بسبب خلفيتها العربية كونها من أصول لبنانية ومعاداتها للسامية.
فقد دعا الصحفي الأمريكي المنحاز للصهاينة جيف دونتس إلى ترحيل توماس لـ "معاداتها للسامية بسبب ميولها الليبرالية وتراثها اللبناني" مؤكدا أن توماس "قذفت السم في الحرب الأمريكية على الإرهاب" وأن عليها أن "لا تتخذ جانب الحياد في هذه الحالة".
تصريحات دونتس والحملة التي يقودها فليشر ومن خلفه التيار المتصهين في الولايات المتحدة الأمريكية ضد هيلين، والسعي وراء ترحيلها ردا على مطالباتها بترحيل الصهاينة من فلسطين، يكشف مدى الإنحياز الأمريكي الرسمي والإعلامي لصالح الصهاينة، واعتبار الكيان الصهيوني خطا أحمر تجاه أي نقد يوجه له.
والمثير أن المطالبين بترحيل هيلين من الولايات المتحدة، كعقاب لها على (تجرؤها) على المطالبة بترحيل الصهاينة من فلسطين، نسوا تماما أن لا وجه مطلقا للمقارنة بين هذه وتلك، فهيلين أمرأة من أصول لبنانية جاءت إلى أمريكا وسكنت فيها بأوراق رسمية وعملت وأبدعت في عملها ووصلت إلى أهم منصب إعلامي وهو "المراسلة الأقدم في البيت الأبيض"، في حين أن الصهاينة مغتصبون لأرض هي ليست لهم، سرقوها من أهلها عنوة وقتلا وتهجيرا، وتم زرعهم في قلب الوطن العربي بقوة الإستعمار البريطاني.
هيلين معروفة بانتقاداتها العنيفة لكيان العدو الصهيوني، وتصف المستوطنات الصهيونية دائما في تقاريرها بـ "الاستعمار"، كما انتقدت فى عمودها الدعم الأمريكى لكيان العدو الذي وصفته بأنه كيان "يستخدم قوته العسكرية المتفوقة في إذلال أناس لا قوة لهم".
ولدت هيلين عام ١٩٢٠ لأب مهاجر من طرابلس بلبنان، وكان اسم والدها أنطونيوس، وعدله بعد الهجرة للولايات المتحدة، وهي من الأرثوذكس اليونانيين، وتميزت خلال مراحل دراستها المختلفة حتى حصلت على بكالوريوس في اللغة الانجليزية من جامعة فى مدينة ديترويت بولاية ميتشجان عام ١٩٤٢.
وقامت هيلين بتغطية حملة الرئيس كينيدى قبل أن تلتحق به عام ١٩٦١ لتغطية أخبار البيت الأبيض وكانت معروفة بأدبها الجم، حيث كانت تنهي جميع المؤتمرات الصحفية بجملة "أشكرك، سيدى الرئيس".
وبدأت "هيلين" بكتابة عمود يومي بعنوان "السلالم الخلفية" للبيت الأبيض بعد إكمالها عامها الـ٢٥ داخل البيت الأبيض، وذلك بالإشارة إلى الجوانب التي قد تخفى على القارئ خلال قراءته التغطية الصحفية العادية للأخبار، واستمرت في كتابته لمدة ٢٥ عاما.
واتسمت آراء هيلين بقدر كبير من التصادم مع السياسة الأمريكية في الكثير من الأحيان، حيث عارضت سياسات الرئيس الأسبق رونالد ريغان، كما أبدت ملحوظات حول سياسات بوش الابن.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية 9-6-2010
المفضلات