عمون -النمسا - ناصر الحايك - قبل انتخابات بلدية فيينا بعدة أيام ، تحديدا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ، أقام رئيس حزب الأحرار النمساوي اليميني المتطرف المدعو "هاينز كريستيان شتراخى" مهرجانا انتخابيا بجوار "كاتدرائية شتيفانز دوم" بالعاصمة النمساوية-فيينا حضره نحو 1500 من مؤيديه بحسب صحف نمساوية .
هذا الحزب المتطرف حصد في العاشر من أكتوبر الجاري أكثر من 26,18 في المئة من أصوات الناخبين ، لاعتماده دعاية انتخابية بخسة ورخيصة أستهدف فيها بشراسة الإسلام والمسلمين ، فكان لهم نصيب الأسد من هذه الحملة الشعواء ، حيث نجح إلى حد ما في تأجيج وشحن مشاعر الكراهية والعداء والعنصرية تجاههم ، وتحريض فئات من الشعب النمساوي ضدهم .
هذا الحزب العدواني ، المتهم من قبل الكثيرين بأنه أخرج النازية البشعة من القمقم ، تصدى له هذه المرة المئات من المتظاهرين النمساويين المنتمين لأحزاب يسارية ومنظمات ومؤسسات مضادة للإمبريالية ومناهضة للعنصرية ،تصدوا له وقد حملوا لافتات منددة بسياساته الحمقاء ، ورددوا هتافات بصوت مرتفع أبرزها : (فليسقط شتراخى) ، ولا مكان للعنصرية في هذا البلد .
في المقابل أصبح الصمت المدقع الحليف الاستراتيجي للمؤسسات العربية والإسلامية بالنمسا ، لمجابهة توحش حزب الأحرار الذي يقتات على الاستخفاف والاستهزاء بهم وإهانتهم ، وازدراء دينهم الحنيف عندما شبهه علانية بالفاشية .
المؤسسات العربية " ذات الأسماء الطنانة" لم تتخذ خطوات جادة لمقاضاة "شتراخى" في محاكم جمهورية النمسا التي يسودها القانون ، أو على أقل تقدير التنسيق مع تلك الأحزاب والمنظمات النمساوية المشهود لها بمناصرة قضاياهم العادلة ، واكتفت بالتواري والبحلقة في التلفاز وتناول "الفستق والبليلة والبسكويت" والعمل بالمثل القائل " يا دار ما دخلك شر " .
المفضلات