بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ أو جَرَى
كمْ غَرّ صَبرُكَ وَابتسامُكَ صَاحِباً لمّا رَآهُ وَفي الحَشَا مَا لا يُرَى
أمَرَ الفُؤادُ لِسَانَهُ وَجُفُونَهُ فَكَتَمْنَهُ وَكَفَى بجِسْمِكَ مُخبِرَا
تَعِسَ المَهَاري غَيرَ مَهْرِي غَدَا بمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَرِيرَ مُصَوَّرا
نَافَسْتُ فِيهِ صُورَةً في سِتْرِهِ لَوْ كُنْتُهَا لخَفيتُ حتى يَظْهَرَا
لا تَترَبِ الأيْدي المُقيمَةُ فَوْقَهُ كِسرَى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرَا
يَقِيَانِ في أحَدِ الهَوَادِجِ مُقْلَةً رَحَلَتْ وَكانَ لها فُؤادي مَحْجِرَا
قد كُنتُ أحْذَرُ بَيْنَهُمْ من قَبْلِهِ لَوْ كانَ يَنْفَعُ خائِفاً أنْ يَحذَرَا
وَلَوِ استَطَعتُ إذِ اغْتَدَتْ رُوّادُهمْ لمَنَعْتُ كُلَّ سَحَابَةٍ أنْ تَقْطُرَا
فإذا السّحابُ أخو غُرابِ فِراقِهِمْ جَعَلَ الصّياحَ بِبَيْنِهِمْ أن يَمطُرَا
وَإذا الحَمَائِلُ ما يَخِدْنَ بنَفْنَفٍ إلاّ شَقَقْنَ عَلَيهِ ثَوْباً أخضَرَا
يَحْمِلْنَ مِثْلَ الرّوْضِ إلاّ أنّها أسْبَى مَهَاةً للقُلُوبِ وَجُؤذُرَا
فَبِلَحْظِهَا نَكِرَتْ قَنَاتي رَاحَتي ضُعْفاً وَأنْكَرَ خاتَمايَ الخِنْصِرَا
أعطَى الزّمانُ فَمَا قَبِلْتُ عَطَاءَهُ وَأرَادَ لي فأرَدْتُ أنْ أتَخَيّرَا
أرَجَانَ أيّتُهَا الجِيَادُ فإنّهُ عَزْمي الذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرَا
لوْ كُنتُ أفعَلُ ما اشتَهَيتِ فَعَالَهُ ما شَقّ كَوْكَبُكِ العَجاجَ الأكدَرَا
يَا لَيْتَ باكِيَةً شَجَاني دَمْعُهَا نَظَرَتْ إلَيكَ كَما نَظَرْتُ فتَعذِرَا
وَتَرَى الفَضيلَةَ لا تَرُدّ فَضِيلَةً ألشّمسَ تُشرِقُ وَالسحابَ كنَهْوَرَا
أنَا من جَميعِ النّاسِ أطيَبُ مَنزِلاً وَأسَرُّ رَاحِلَةً وَأرْبَحُ مَتْجَرَا
زُحَلٌ على أنّ الكَوَاكبَ قَوْمُهُ لَوْ كانَ منكَ لكانَ أكْرَمَ مَعْشَرَا..!
المفضلات