حصاد الشتاء ادخار لأيام الصيف
كتبت- ريم الرواشدة -تحض وزارة المياه والري المواطنين على ربط مزاريب تصريف مياه الامطار لعقاراتهم بآبار المياه الملحقة بها، لتخزين هذه المياه واستخدامها صيفا، بدلا من تصريفها عبر شبكة الصرف الصحي.
وتصب هذه الدعوة في تطبيق تقنية حصاد مياه الأمطار وادخارها، مع تفاقم مشكلة نقص المياه وتزايد الطلب لتلبية الاحتياجات.
وآبار العقارات والخزانات هي آلية تأمل من خلالها الوزارة حل مشكلتين، أولاهما: مساهمة المواطن في تخفيف نقص المياه الحاصل في موسم الصيف، والأخرى: حجب المياه عن شبكة الصرف الصحي التي تتسبب بفيضانات في الشوارع وإغراقها.
وتشير دراسات للوزارة إلى أن جمع مياه الامطار من اسطح المنازل والعقارات (الحصاد المائي) يوفر بين 30-50 مترا مكعبا سنويا، وهذه الكمية تعادل احتياجات سنوية، لـ73% من مشتركي سلطة المياه في المملكة.
ويمكن تخيل كميات المياه التي يمكن جمعها من المباني الأخرى، غير المنازل، مثل الجامعات والمستشفيات والمؤسسات الحكومية و المباني التجارية.
ويقول امين عام سلطة المياه المهندس منير عويس لـالرأي نظرا لسقوط الامطار والحمد لله ،نأمل أن يستثمر المواطنون تقنية حصاد الامطار في تخزينها في ابار منازلهم وعقاراتهم والاستفادة منها صيفا، خاصة أن ما هو متوفر في السدود من مخازين لا يشكل وفرة مائية قد تعمل على ولوج صيف بلا اختناقات مائية.
ويضيف نعلم أن توفير المياه مسؤوليتنا لكن ما نعيشه من ظرف مائي شحيح يستدعي زيادة قدرة المواطنين، وتعاونا من الجميع للخروج باقل المشاكل صيفا، من خلال تسخير ما يهطل من امطار شتاء للاستعمال في مواسم ارتفاع درجات الحرارة.
ولعل تصنيف المملكة في المرتبة الرابعة عالميا فقرا إلى المياه يستدعي تطبيق حصاد الامطار بفاعلية اكبر من قبل. خصوصا أن ذلك يترافق مع معدل حصة الفرد التي لم ترق العام الماضي الى 160 مترا مكعبا بينما تعتبر المقاييس الدولية خط شح المياه هو 500 متر مكعب سنوي.
ولاحظت بعض الدراسات أن تركيب اجهزة ترشيد الاستهلاك البسيطة على صنابير المياه (مثلا) توفر للاسرة نحو 6 امتار مكعبة في الدورة الواحدة (3 اشهر).
وأشارت إلى أن تلف عوامة الخزان يؤدي إلى هدر 5 لترات في الساعة، وبحسبة صغيرة ما يزيد عن 5 أمتار مكعبة في الدورة. وفي استخدام حصاد مياه الامطار للصيف يخفض المواطن قيمة فاتورته الدورية المرشحة لزيادة التعرفة العام الجاري، ويقلل الضغط على استخدام مياه السلطة ويوفر اثمان شراء صهاريج المياه الخاصة التي تشكل ضغطا اخر على استهلاك الاسرة الشهري.
ويمكن تطبيق عملية حصاد مياه الامطار من خلال خزان اسمنتي او بئر تحفر داخل الارض.
وتجمع مياه الامطار الهاطلة على الاسطح وتوجه عبر انابيب مثبتة بطرف سطح المنزل لتصب في البئر او الخزان الارضي وتستخدم بعد تعقيمها.
ويقترح مختصون أن يكون حجم الخزان متوافقا مع كمية الموارد المتاحة، فمثلا إذا كانت مساحة السقف 200 متر، وكان متوسط الهطول المطري 500 ملم فإن حجم الخزان يكون مثلا 100 متر مكعب.
وتنصح الوزارة، قبل جمع مياه الامطار، بتنظيف الخزان أو البئر، وكذلك سطح البناء من الاتربة والغبار قبل هطول الامطار، وغسل السطح قبل تجميع المياه، واستشارة طبيب او صيدلي في مسألة تعقيم المياه.
وفي حصاد الأمطار عوضا عن الاستفادة منها صيفا يتم تصريف المياه الفائضة عن أسطح البنايات والمنازل عبر شبكة تصريف الامطار وفي ذلك يمنع ربط مزاريب المنازل على شبكة الصرف الصحي الذاهبة الى محطة الخربة السمرا ويخفف من حدوث اختناقات مائية تؤدي الى فيضانها عبر الشوارع والمنازل.
وكانت الحكومة اصدرت تعميما قبل سنوات موجها للبلديات وأمانة عمان الكبرى يقضي بعدم منح اذونات الاشغال لأي بناء جديد دون التاكد من وجود خزان لجمع مياه الامطار.
وتقنية حصاد مياه الامطار فعالة في المناطق ذات الهطول المطري الكثير، فاذا كان الهطول المطري في مناطق غرب عمان يزيد عن 500 ملم سنويا، فيمكن جمع أكثر من 100 متر مكعب سنويا عن كل مسطح تبلغ مساحته 200 متر.
وقامت جامعة آل البيت التي تضم مساحة كبيرة من الاراضي بحفر البرك وخزانات لجمع مياه الامطار للاستفاده منها في ري الاراضي التابعة للجامعة، وكذلك أمانة عمان.
ويوفر الحصاد المائي نوعية جيدة من مياه الامطار ويحافظ على مستوى المياه الجوفية المستنزف حاليا و يقلل من الفيضانات و يحد من معاناة المواطن الذي باتت المياه منذ سنوات لا تصل اليه الا يوما او يومين في الاسبوع.
المصدر
جريدة الرأى الاردنيه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات