كتبت – سهير بشناق -اختار العديد من المواطنين استخدام الرسائل الهاتفية القصيرة sms لارسال معايدتهم الى بعض الاقارب والاصدقاء بعيد الاضحى المبارك.
وبالرغم من ان العيد يشكل فرصة حقيقية لتعزيز الروابط الاجتماعية التي اصبحت مغيبة بسبب طبيعة الحياة وعجلتها التي تضعف الروابط الاسرية والاجتماعية بشكل ملحوظ الا ان الكثيرين من المواطنين اختاروا استخدام هذه الرسائل واكتفوا بذلك متجاهلين اهمية الزيارات المنزلية بهذه المناسبة خاصة وان هناك مواطنين لا يرون اقاربهم او اصدقاءهم منذ فترات طويلة.
وتشير الاحصائيات بانه خلال شهر رمضان المبارك تم ارسال أكثر من 25 مليون رسالة خلوية محلية ودولية تداولها الاردنيون للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك بتكلفة تقدر بحوالى 750 ألف دينار علما ان تقنية ارسال الرسائل الهاتفية بدأت في منتصف التسعينات.
وترى لمى عبد الهادي ان الرسائل القصيرة خلال عيد الاضحى اصبحت هي الوسيلة الاسهل للمواطن خاصة وانه لا يستطيع ان يقوم بزيارة جميع الاصدقاء والالتقاء بهم خلال العيد.
واشارت الى انها ارسلت ما يقارب من عشرين رسالة خلال العيد لاصدقائها وتلقت ما يقارب من اربعين رسالة مشيرة الى ان هذه التقنية تعتبر الافضل والاسهل.
ويقول ابو محمد – صاحب محل لبيع الملابس – ان الرسائل الهاتفية طريقة سهلة للتواصل مع الاخرين خاصة خلال المناسبات.
واضاف بالرغم من ذلك فان هذه الوسيلة اضعفت الى حد كبير التواصل الاجتماعي وحددته على الاقارب فقط وهو امر غير صحي خاصة وان الانسان يحتاج للألتقاء مع اصدقائه بين فترة واخرى.
واكد ان الازدحامات التي شهدتها الاسواق قبل عيد الاضحى باسابيع ارهقت البائعين الذين استقبلوا عطلة العيد بالبقاء في المنازل واخذ اجازة من كل شيء بما فيها الزيارات للأصدقاء.
وترى ام عثمان - معلمة- ان الرسائل القصيرة خاصة بالاعياد بالرغم من سهولتها الا انها تركت اثارا سلبية على العلاقات الاجتماعية خاصة بين الاصدقاء
واضافت ان الزيارات الاسرية تعزز الروابط الاجتماعية وتسهم في تغيير روتين الحياة اليومي الا ان اعتمادنا على الرسائل القصيرة بات هو الاساس في جميع العلاقات حتى بمناسبات عديدة كالاعياد .
ويرى سليم عمران – صاحب سوبرماركت – انه لم يعتمد تقنية الرسائل الهاتفية القصيرة منذ عيد الفطر الماضي الا لعدد محدود من الاصدقاء في حين انه قام بالزيارات الاجتماعية لاقاربه ولاصدقائه بهدف التواصل معهم.
اخصائي علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور حسين الخزاعي بين ان الرسائل الخلوية والتهاني الالكترونية رغم انها اصبحت لغة التواصل لسرعتها وقلة تكلفتها، الا انها لا تحمل ابداعا في التعبير لان معظم الرسائل جاهزة ولا تتطلب جهدا لغير المبدعين لغويا وغير المتمكنين من اللغة لاستخدامها لتقوي علاقاتهم مع الاهل والأحبة خارج حدود الوطن، وتعيد الصداقات القديمة بين الناس.
وتبقى الرسائل القصيرة هي الوسيلة الاكثر انتشارا واستخداما بين المواطنين والتي باتت بديلا عن تبادل الزيارات بين الاصدقاء خلال العيد بالرغم من اهمية تعزيز الروابط الاجتماعية والاسرية خاصة في مناسبات تتطلب الحفاظ على كل ما يمكنه تقريب المسافات بين الاقارب والاصدقاء.
المفضلات