لا زالت نتائج التوجيهي وحكاية القرص المدمج هي المادة الأغنى التي يتناولها الناس في أحاديثهم، والكتاب في أعمدتهم، والمذيعين في برامجهم ،رغم مرور خمسة أيام على الحادثة.
كما لا يبدو لهذه "السولافة" اية صلاحية انتهاء قريبة ،فكلما دق كوز النتائج بجرة الامتحان ذكر "القرص المدمج" سيء الذكر.. وقد بدأ الطلاب والمعلمون "فعليا" باستخدام المصطلحات التي تشبّعوا بها من وسائل الاعلام في الأيام الخمسة الماضية: فبالأمس كان يخاطب أحد المعلّمين عبر مكبر الصوت أحد الطلاب الواقفين في الطابور الصباحي قائلا: وقف مليح وله، سبعك بزول (القرص المدمج)..وفي الفرصة حصلت مشادة كلامية بين طالبين في الصف العاشر فهدد أحدهم الآخرهسع ان لخمتك بكس ..بعمل بوجهك ازاحة)..وكما تلاحظون: القرص والإزاحة مصطلحان حديثان ارتبطا بالنتائج.. كما أخشى ان تتمدّد تبعات هذا الخلل الفني الى ايام وسنوات وعقود طويلة يعاني منها ضحايا "السي دي"..فالأخطاء و الفضائح الاجتماعية كما تعرفون لا تنتهي بانتهاء الحادثة..مثلاً قد يتفوق أحدهم "بفعل ذراعه" ويتخرج طبيباً ، وستجد من بين أقاربه من يقول عنه: (يكثر خير القرص المدمج اللي خلاه دكتور)..أيضا إذا اتجه أحدهم اتجاها سياسياً بعد عقدين من الزمان ورغب بالترشّح للانتخابات النيابية ، فإن أول ما يقفز الى ذاكرة الأردنيين هي نتيجته في التوجيهي وحتماً سيقولون: "ما ظل علينا غير أبو قرص".
وسيتخذونه تاريخا: يلتقي بعض الأصدقاء بعد مدّة انقطاع طويلة ، فيسألون عن حالهم وأحوالهم وسنوات زواجهم..فيضطر أحدهم للبرهان بحدث حيث سيقول: أنا تجوّزت قبلك..بالعلامة سنة ما تجوّزت صارت خربطة بالتوجيهي ولقيت أخوك مراد وكان مكمل..فيرد الآخر: صح..صح..هسع تذكّرت.. ناهيك عن الأمثال المستحدثة: (الف اسم الله واقري مرتاحة..وعند النتايج طلعت"مزاحة").. ومثل آخر يقول: (يا ساقط مين نجّحك..قال "السي دي" اللي سقّطك)...وثالث : ( شو زعلك يا سلامة...قال امتحاني بدون علامة)..وآخر يقول: حط "السي دي بالدرايف...اكمالاتك ثري فور فايف" وغيرها...
احمد حسن الزعبي
رد مع اقتباس
المفضلات