أكرم المسحوق
صورة محكية ساخرة
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، مواطن برتبة شحّاد ، نفسه عزيزه وغاليه ، ما بمد إيده لمخلوق من البشر والناس
مهما بقى هذاك الإنسان من الناس ، كريم ولاَّ بخيل ، نبيل ولاّ عويل ، من أصل مليح ، ولاّ من عيله أنجاس
بعرف كل حاويات الزباله على امتداد محافظات الوطن ، بنحض منها اللي بعبي البطن ، وبشد الظهر والباس
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، المواطن اللي برتبة شحّاد ، واحد من ملايين الناس اللي على خط الوطن الأفقي ، وخط الراس
بقى يحلم بدار تأويه ، ويحلم بشهاده ووظيفه ، ويتجوز غندوره ولاّ شحبوره مدحبره ، ولاّ قدّها مَيّاس
بس الوطن عَ طوله وعرضه ، أضيق عليه من خرم الإبره ، وحب الوطن الواسع ضاق عليه ، وكتم له الأنفاس
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، ابن الحاويات الوفي ، منتمي للوطن ، رغم انه الوطن قلع له القلب وفتح له طاسة الراس
**********
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، بحصل لقمته من الحاويات ، وتعَوّد يمارس العنف وينتزعها من انياب الكلاب وخالب لِبساس
وتعود ما يبقى شريف في مسألة الأكل ، وقديش تصارع مع الكلاب المسعوره ، واكتسب مناعة عض ، وخبره ومِراس
تعلم كيف ينتزع اللقمه من ثِم الكلب ، وجسمه بلا فخر مليان عض وهَبِر ، وخمش من لِبساس ، ومن الحمير ارفاس
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، بحمل على جسده علامات لظلم الوطن اللي حَبّه من كل قلبه ، بس الوطن نبذه وعليه داس
بس الوطن أغلى من الجوع والدم والكرامه ، حَبّه أكرم ، لأنه فوق كل نبض في الجسد الفاني ، وفوق كل إحساس
لأنه أكرم المطحون المسحوق منذور مع كل فقرا الوطن ، اللي لا مال عندهم ولا سلطان يظلوا خدّام لترابه وحُرّاس
لأنه أكرم ابن الفقر والجوع ، ما بملك غير ها لجسد المعَّذّب ، لأنه أكرم المسحوق صقر في سما الوطن وجرناس
**********
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، أي نعم زلمه غير فقير ، وبشارك كل مخلقوت ربنا الدَنيّه رزقها ، وعايش معها عَ خطوط التماس
أي نعم زلمه مطحون ، شارب روح الخل ، وماكل هوا وموزع على كل قرايبه وحبايبه ، وفي سبيل الناس غطّاس
بس عمره ما سرق قوت فقير مثله ، ولا اعتدى عَ المال العام ، هو أي نعم بتصارع عَ اللقمه مع الكلاب ولِبساس
وجسمه بلا فخر لوحه سرياليه لمخاب وانياب ، ولقمته مغموسه بالدم ، وطول ليله على الحاويات عَسّاس
ومعروف عدو الكائنات الأخرى الأول ، مشاركها رزقتها المقسومه ، لحم اكتافه نابت من زفرها اللي بزكم الأنفاس
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، بفخر انه الحر بجوع وبعرى ، والفقر أي نعم ذل ، بس هو الأكثريه وما هو عار ، ولا بوّطي الراس
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، قرر انه يعيش فقير معدم، ويموت فقير كاحت ، ويظل يحب الوطن ، رغم ذل الفقر وظلم الناس
**********
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، قديش لف ودار، قديش شرب من الحزن والألم ، قديش حسب في ها لدنيا وحط عَ حدودها وقاس
وقديش شرب من الوجع قطرات دمع نشّفَت خدوده بملحها ، بس ما انحنى لظلمها وقهرها بذل ولا لأيد من سلابها باس
ظله شامخ مثل الحور والصفصاف ، ظله راسخ مثل الزيتون الرومي ، ظله واحد من سدنة الوطن وخدّامه الحَرّاس
برهن على انه الوطن حَنون ، بس اللي عَ أرض الوطن بشر ، منهم الوفي الأمين ، ومنهم الخاين اللعين ، والوسواس الخنّاس
وفيهم اللي بعيش بشرف ، صادق أمين ، يعطي قد ما الله يعلم ، ويطلع مرّه بخساره ، ومرّه عَ الحفه ، ومرّه راس براس
وبطلع قد المر اللي ذاقه ، وقد الوجع اللي شربه ، وَفي للأرض ، شرشه مسلع في الصخر ، يرشف الرِّبَه من اللاص
أكرم أكْرِمْ به وأنعِم ، صنع من الظلم والفقر اعتزاز وفخر ، الجوع كافر ، بس الصبر حصن للفقير الشريف ومتراس
تقرأ بلهجة أهل سنجل
المفضلات