الاخلاق في الاسلام
كلنا نعلم ان
العقيدة محلها القلب
والعبادات هي عبادة وعلاقةٌ بين العبد وربه
والمعاملات هي تنظيم لعلاقات البشر في امور معاشهم
أما الاخلاق هي تلك الصفات الحميدة التي يجب ان يتحلى بها الانسان سواء أكان يخالط الناس ام يعيش منعزلا عنهم ، ولكن هي الصفات التي يتحلى بها الانسان بعلاقته بين الناس اجمعين
ولنتحدث عن الامور التالية التي يجب ان يلتزم بها العبد المسلم عند مخالطته للناس :-
1- الاخلاق الحسنة :-
لقد حثنا القرآن الكريم على حسن معاملة الجار، والرسول صلى الله عليه وسلم أشار وأرشدنا باتباع ذلك أيضاً .
وقال الله تعالى بكتابه العزيز { وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [النساء:36].
فللجار حقوق شرعية إسلامية وذلك لتقوية روابط المجتمع المسلم. وحث الرسول على عدم إيذاء الجار ومعاملته بالحسنى. فالمرء يعيش مع جاره أكثر مما يعيش مع أقاربه، يشاهده صباح مساء، لذا وجب علينا أن نحسن معاملة الجار لنعيش في إطمئنان.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ** خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره **
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهنا يأتي دورنا كمربين بأن ننمِّي أدب احترام الجار في أطفالنا، وأن نحرص على أن لايغيظ الطفل ابن الجار بلعبة أو طعام، وأن نعلمه بحب المشاركة.
قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم )
** المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - خلاصة حكم المحدث: صحيح
2- مقابلة الناس الاساءة بالحسنة :-
إن كل إساءة تقابل بالإحسان سوف تكون لها الأثر الطيب في محو أثرها ، ومعالجة ما أحدثته من صدع وجفاء ومن أجل ذلك وجه رب العزة عباده إلى اتباع السيئة بالحسنة فقال عز وجل
* ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ * سورة المؤمنون الايه 96
وقال أيضًا عز وجل :-
**وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * . سورة فصلت اليه 34
ومقابلة السيئة بالحسنة مرتبة عظيمة لا يرتقي إليها من عباد الله إلا من امتلك زمام نفسه عند الغضب . إذ فيه خيره وسعادته في الآجلة والعاجلة وصلاح مجتمعه .
وقال ( صلى الله عليه وسلم )
** ليس الواصل بالمكافىء ، و لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها *
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - خلاصة حكم المحدث: صحيح
3-الاخلاق ليست منفعة شخصية للمسلم :
أي ان الاخلاق لا يتحلى بها المسلم لتحقيق غاية شخصية له وتزول الاخلاق لدى انتهاء تلك المصلحة
إن المتأمل في واقع العالم الآن لا بد أن تستوليَ عليه الدهشة والحيرة ويتملَّكَه الأسى والحزن، لما يرى من شرور ومفاسد وصراعات ومظالم، تدفع إليها الضغائن والأحقاد، أو المطامع
والأهواء، أو الرغبة في التسلُّط والاستعلاء. وفي مجملها انها نابعة من منفعة شخصية تزول لدى زوال المنفعة ويسود منطق الحرب والدمار والشرور والمفاسد .
فإذا نظرنا إلى الأخلاق بمنظار الإسلام "الأخلاق الإسلامية" وجدنا أنها أوسعَ مدى وأعمقَ غورًا؛ حيث يتميَّز الإسلام بجملة أخلاق خاصة به ولا تُعرَفُ في غيره، كالإخلاص والورع
والتوكل والخشوع والخشية، وما ذاك إلا لأن مثل هذه الأخلاق تنبُع من الإيمان الحق بالله تعالى وتوحيده.وعلى المسلم تطبيقها ليرضي ربه وينفذ أوامره وليكون منسجماً مع عقيدته وهنا تتبع
المنفعة على اساس العقيدة وتعاليم الدين الاسلامي .
قال الله تعالى في سورة أل عمران الايات 133-136
**وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135 أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 136**
وقال ( صلى الله عليه وسلم )
** و الذي نفسي بيده ، لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير *
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة حكم المحدث: صحيح
4- واذا كانت المخالفات في الاعمال الظاهرة تستحق العقوبة في قوانين المحاكم في الدنيا ، فأن المخالفة الاخلاقية يعاقب عليها الله في الاخرة اذا لم يتب صاحبها ويعود الى جادة الصواب
باتباعة المنهج الاسلامي في الحياة اليومية .
وقال الله تعالى في سورة الانعام الايه 54
** وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم *
وحيث قال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم )
* إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؛ أحسنكم أخلاقا . *
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - خلاصة حكم المحدث: صحيح
5- الاقتداء باخلاق الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم )
حيث قال الله عز وجل في سورة القلم الايه 4
** وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 *
وقال ( صلى الله عليه وسلم )
** إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق **
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد -خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأخيراً
** كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ، ثم قال : إن صلاتي ، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا من المسلمين . اللهم اهدني لأحسن الأعمال ، وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت . وقني سيء الأعمال ، وسيء الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت *
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي الختام ، قال امير الشعراء أحمد شوقي :-
وإنما الامم الاخلاقِ ما بقيت ................................ فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المفضلات