حوارات ملكية مع فئات اجتماعية لم يتم التواصل معها قبلا وخطوات قضائية مرتقبة ضد من يسيئون للوحدة الوطنية
الأردن يتهيأ لدور ولي العهد في الحياة العامة والمراجعة الموعودة على الأغلب في رمضان
لا تعكس التجاذبات المرصودة في اتجاهات النخبة السياسية الاردنية وعيا للاستحقاق السياسي المقبل بقدر ما تعكس غيابا للمعلومات عند مستويات النخب سواء في البرلمان او الواجهة الحكومية وحتى الاعلامية، وبقدر ما تعكس حالة الشغف التي يعايشها الجميع ترقبا لقرارات وتحولات مهمة ينتظرها الجميع تحت عنوان المراجعة.
ومعطيات اساسية في المراجعة التي وعد بها الملك عبد الله الثاني في عيد الجلوس الملكي يفترض ان تتأسس في شهر رمضان المبارك، كما تقول ترجيحات محلية، لأن المفردة الملكية مخصصة مرحليا لترتيب الملف الخارجي وحماية مصالح الاردن العليا في ضوء التلاطمات الاقليمية والسباق الاسرائيلي - العربي نحو البيت الابيض.
ومن هنا يمكن القول ان الرهان خلال الايام القليلة المقبلة على تفعيل الملفات الخارجية وترسيم حدود اللعبة الاقليمية والاسرائيلية المقبولة اردنيا وعربيا هو الورقة التي انشغل بها صاحب القرار ولا يزال طوال الاسابيع الماضية، على ان الانعكاس الوطني والمحلي لهذا الرهان سينضج قريبا على شكل ترسيم مواز لحدود الملعب يعيد انتاج الحوار الوطني بطريقة اكثر عقلانية ويمنهج التجاذبات ويحسم الكثير من الملفات العالقة.
وعلى هذا الأساس يمكن قراءة التسريبات التي تتحدث عن توقف مرة اخرى على محطة قانون الانتخاب وعودة للحفاظ على هيبة ودور المؤسسات الدستورية وتفعيل دور بعض المؤسسات السيادية وابلاغ الجميع ضمنيا بأن المرحلة لا تستوعب ترف التجاذب المصلحي او خارج اطار الحوار الوطني، خصوصا بعدما تلمس صاحب القرار انتقال التجاذب الى المؤسسات سواء عبر ازمة الصحافة والبرلمان او على صعيد العلاقة المتوترة بين النواب ومجلس الوزراء والتي تجلت في اكثر من صورة وتعبير.
الإنطباع السائد الآن في اوساط صناعة القرار ان تحقيق اشواط من الانجاز في الاجندة الخارجية والاقليمية سيسمح بالاقتراب اكثر من المحطات المحلية والوطنية ومن صافرة الحكم الذي رأى الجميع انه يتدخل دوما في اللحظات المناسبة خصوصا وان الساحة تتهيأ لدور ولي العهد الجديد الأمير حسين بن عبد الله بعد ان نص القرار الملكي لتسميته على دور وصلاحيات وواجبات.
وحسب معطيات الاستعداد في الجهاز اللوجستي قد يشهد شهر رمضان المبارك حملة ملكية استراتيجية في التفاعل والتخاطب والتواصل الممنهج مع قطاعات المجتمع الاردني خصوصا في بعض المناطق التي لم تصلها سابقا التفاعلات الملكية، وهذه الجملة الملكية ستؤسس بالضرورة شكلا مستجدا للتحاور الوطني بعيدا عن التجاذب والتلاوم والاجندات الشخصية.
ويبدو ان القرار الذي اتخذ على اعلى المستويات بخصوص ظاهرة هتافات الملاعب التي سيطرت على الجدل خلال الاسبوع الحالي سيؤسس بدوره للتعاطي نهائيا وللمرة الاخيرة خلال مراجعة رمضان مع ملف ومسألة الوحدة الوطنية، بحيث تتحرك اجهزة الدولة لقمع محاولات الاساءة من اي طرف ومحاكمتها خصوصا بعدما حذرت شخصيات عامة محترمة من طراز طاهر المصري وسمير الحباشنة وغيرهما من تنامي ظاهرة التعصب والعصبية والاتهام والتشكيك.
وفي الاثناء من الواضح ان حكومة الرئيس نادر الذهبي التي بدأت تظهر تصدعاتها الداخلية للملأ ستلعب على الأرجح دور الميسر في مرحلة تكوين تصورات وطنية للمراجعة الرمضانية، على ان تساهم حالة التحاور في اليات بروتوكولية جديدة تنتقل للقاعدة والقاع هذه المرة بانضاج تصور اكثر اكتمالا يحدد بموجبه مستقبل ووضع الحكومة التي بات واضحا انها على الارجح لن تستقبل العيد الكبير بتركيبتها الحالية ان تعدت حاجز العيد الصغير.
هذه المسألة يدركها تماما الرئيس الذهبي الذي بدأ يحن لتعديل وزاري موسع او اعادة تشكيل اذا حصل على هذه الفرصة قياسا بالفرصة التي حصل عليها نظيره السابق علي ابو الراغب.
ورغم ان الذهبي يظهر في مجالساته الخاصة ميلا لاستحضار نموذج ابو الراغب للبقاء في الحكم الا انه امتنع عن التعليق على المداخلة الاعتراضية التي تقدم بها ابو الراغب خلال جلسة مجلس الاعيان الاخيرة احتجاجا على صمت الحكومة ورئيسها على الرد والتعليق على الاساءات البالغة التي طالته في المداخلة الشهيرة للنائب عبد الكريم الدغمي عندما نوقش قانون مختص بهيئة التصنيع العسكري.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس اللندنية 22.7.2009
المفضلات