تتهم اسرائيل بانها لا تأبه بمصير المدنيين وحماس بالاختباء بينهم.
ويكرر الفريقان ذرائع مثيرة لجدل لا ينتهي لان الذين يخوضون حرب عصابات لا يمكن البتة ان يتصرفوا بشكل مغاير في رأي عدد من الخبراء.
واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة انه من ''الصعب جدا'' بالنسبة لاسرائيل تجنب المدنيين في قطاع غزة ''المكتظ سكانيا'' دون ان تقر بضرورة وقف العمليات.
واشارت الى مسؤولية حماس معتبرة ان وجود مقاومين مختبئين في مبان لا تعتبر عسكرية يعني استخدام غير المقاتلين ''كدروع بشرية''.
واشتد الجدل حول هذا الموضوع اثر الهجوم الاسرائيلي الثلاثاء على جباليا بشمال القطاع على مدرسة تابعة للامم المتحدة حيث لجأ العديد من المدنيين، مما ادى الى استشهاد 43 شخصا بحسب اجهزة الطوارئ الفلسطينية.
وقال الخبير الفرنسي جيرار شاليان الملم بحروب العصابات وتابع عددا منها عن كثب ''انه جدال عقيم ويعود في كل مرة'' تقع فيها حرب بين جيش نظامي ومجموعة ثائرة.
واوضح ''ان الدولة تأخذ على الثوار بانهم يختبئون وراء المدنيين وهي محقة بذلك، لكن المقاتلين ليس لديهم اي خيار اخر''.
واضاف ''لو كنتم حماس فانكم ستضعون انفسكم وسط السكان المدنيين للنجاة من التصفية الجسدية، فيما يحاول الجيش الاسرائيلي العثور على المقاتل اينما وجد''.واستطرد ''لا يوجد خصوصا اي خيار اخر امام حماس في الحالة الراهنة حيث لا يوجد اي موقع للتراجع وهي محشورة في فخ''.
ويرى جايسون ليال الاخصائي في حرب العصابات ومكافحة التمرد في جامعة برينستون الاميركية انه ''حتى مع افضل النوايا وافضل التكنولوجيا فمن الصعوبة البالغة حماية السكان غير المقاتلين من الغارات الجوية او اي هجوم بري، خصوصا في مناطق مدينية مكتظة بالسكان مثل غزة''.
واضاف ''نظرا الى طبيعة ارض غزة وضيقها من الصعب تصور كيف يمكن لحماس ان تتجنب اطلاق النار من مناطق مأهولة حتى وان ارادت ذلك، وهذه ليست هي الحال على ما يبدو''.
ويرى جايسون ليال ثلاثة فوائد لامتزاج مجموعة مسلحة بالسكان ''ردع العدو عن المهاجمة والتسبب بخسائر مدنية لا تسيء فقط الى الوضع الدولي للدولة بل تؤدي ايضا الى مجندين جدد لحرب العصابات وستؤثر على الجدل في الرأي العام داخل هذه الدولة''.
وهو بذلك يقلل من فرص اسرائيل للتوصل ''عبر استخدام عنف اعمى الى احداث هوة بين المقاتلين والسكان'' في غزة، وهي نظرية مطروحة لتفسير وحشية الهجوم غير المسبوقة. لكن هذا الخيار الذي ''يعتبره العسكريون عموما بانه يأتي بنتائج عكسية'' نجح في مناسبات عدة كما قال مشيرا الى حرب الشيشان الثانية.
المفضلات