القاهرة - تعتزم وزارة الأوقاف المصرية نهاية الشهر الحالي طرح كتاب جديد للتوزيع يعتبر أن لا أصل للنقاب في الشريعة الإسلامية ، ويعتبره مجرد "عادة اجتماعية سيئة" وليس عبادة ، وأنه قد يؤدي لتأصيل الفكر المتشدد ، وهو الطرح الذي رفضه أحد العلماء السعوديين واعتبره منافيا للشرع.
وسوف يتم توزيع الكتاب الذي طبع منه 100 ألف نسخة على أئمة ودعاة المساجد ، بجانب توزيعه في منافذ الوزارة.
ويأتي الكتاب الذي جاء بعنوان: "النقاب عادة وليس عبادة" بالتوازي مع التوجه الرسمي لمنع النقاب داخل الهيئات الحكومية بجانب المستشفيات والمدارس في مصر ، وتضمن آراء وفتاوى لكل من وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق ، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، والشيخ علي جمعة مفتي مصر.
وكان أكثر الشخصيات هجوما على النقاب داخل الكتاب وزير الأوقاف ، الذي اعتبر النقاب "حاجزا عن التواصل بين الناس" ، وقال: إن "ذلك الحاجز أصبح ينتشر وبسرعة بين النساء حتى في الأماكن التي لا يصح معها النقاب كالمستشفيات والمدارس ، لاسيما مدارس الفتيات ، مما يؤصل لفكر متشدد في أذهان الفتيات" ، بحسب ما جاء في الكتاب.
ورفض زقزوق في الكتاب محاولات تفسير النقاب على أنه علامة على التدين ، وقال: إن ذلك "أمر مغلوط لا بد من توعية الناس به" ، وشدد على أن النقاب لا صلة له بالحرية الشخصية وإنما هو "ضد الطبيعة البشرية وضد مصلحة الوطن ، بل إنه إساءة بالغة للدين وتشويه لتعاليمه".
وقال زقزوق إن هناك مغالاة فيما وصفه بـ"الفتاوى الفضائية" فيما يخص النقاب ، مثل الفتوى التي تؤكد عدم جواز ظهور بياض العين من النقاب ، وتجعل من المسموح فقط ظهور سواد العين ، ولكن زقزوق لم يحدد في الكتاب مصدر هذه الفتوى أو الفضائية التي بثتها.
واقتصرت مشاركة شيخ الأزهر في الكتاب على توضيح زي المرأة الإسلامي ، وقال طنطاوي: إن "وجه المرأة ليس بعورة". وأضاف أنه "ما دامت المرأة تلبس الملابس المحتشمة التي لا تصف شيئا من جسدها ولا تكشف منه سوى الوجه والكفين فإن لباسها شرعي".
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في الكتاب: إن النقاب "ليس بواجب" ، وأضاف أن زي المرأة الشرعي شروطه معروفة ، وهي ألا يصف مفاتن الجسد ، ولا يشف ، ويستر الجسم كله عدا الوجه والكفين ، مشيرا إلى أن المالكية أفتوا بأن النقاب مكروه بدليل حظره في الإحرام للحج.
المفضلات