باسل والوعد
بينما كان باسل يراجع دروسه في حديقة المنزل أخذ يراقب أمه وهي تهتم بتلك الحديقة الصغيرة التي حولتها على مدى الأيام الى جنة صغيرة مليئة بالأشجار المثمرة والأغصان الجميلة والأزهار الملونة.
كانت الحديقة تنبعث منها روائح زكية أفضل من كل عطور العالم، وكانت أم باسل تكرس وقت فراغها للعناية بتلك الحديقة والاهتمام بها .
وبين تلك الأزهار والأشجار كانت تربي أيضا خلايا النحل التي تستفيد منها كغذاء طبيعي، ومن أجل أن تحمل النحلات بذور اللقاح من زهرة إلى أخرى.
لاحظت ابنها باسل ونظراته التي كانت تتسلل اليها بين الحين والآخر، وفي إحدى المرات نادته، وقالت له: - اسمع يا باسل، إياك أن تقترب من هذه الأزهار لأنني بذلت جهدا كبيرا حتى أصبحت على ما هي عليه الآن. أرجو أن تعدني بعدم الاقتراب منها كي لا تتلفها بقطفك لها.
قال لها باسل: - أعدك يا أمي بعدم اتلاف أي من هذه الأزهار أو الإقتراب منها.
دخلت أمه المطبخ لتحضير الطعام، بينما ظل باسل في الحديقة.
وأثناء مروره بالقرب من الحديقة أعجبته بعض الزهرات، فما كان منه إلا أن أخذ يقطف تلك الزهرات واحدة تلو الأخرى، متناسيا وعده لأمه بعدم الإضرار بحديقتها التي تحبها.
وبينما هو مستغرق بقطف الأزهار والتغني بجمالها، وإذا بألم كبير يشعر به في يده، فما كان منه إلا أن بدأ بالصراخ: أمي! أمي!! خرجت الأم مسرعة لتعرف سبب صراخ ابنها، وتوجهت بسرعة إلى مكانه.
عندما رأت يده أيقنت أن سبب الألم ما هو إلا نحلة لسعته في يده، فاقتادته إلى داخل البيت من أجل إسعافه.
كانت الأم تمسح يد ابنها في المكان الذي لسعته النحلة فيه، بينما تنظر في عينيه بعتب كبير، إذ إنه لم يستطع أن يفي بوعده لها بعدم العبث بحديقتها.
المفضلات