لا.. لتسيير الأعمال

**محمد الدراوشه** · 23-02-2011, 10:33 AM

بقلم سليمان جودة ٢٣/ ٢/ ٢٠١١
إطلاق مسمى «حكومة تسيير الأعمال» على حكومة الدكتور أحمد شفيق لا يتفق مع طبيعة الحكومة التى نحتاجها فى هذه الظروف، فالمفهوم من حكومة تسيير الأعمال، إجمالاً، أنها تعمل على أن يمشى الحال، كما هو سائر الآن، دون تغيير، ولا تطوير، وهذا خطأ كبير، لا نظن أن رجلاً بعقلية الدكتور شفيق يمكن أن يستدرجه أحد إليه!

فالواقع يقول إننا فى أشد الحاجة، الآن، وليس غداً، إلى حكومة إصلاح، وحكومة اجتهاد، وحكومة تطوير، وحكومة تدرك أنها أمام فرصة هائلة، لم تكن سانحة لأى حكومة من قبل، على مدى ٣٠ سنة مضت، ولن تكون سانحة لأى حكومة مقبلة، للانتقال بنا، بالمعنى الحرفى لكلمة الانتقال، من حالة سيئة، لا نرضاها ولا تليق بنا، إلى حالة أخرى تماماً، بما يجعلنا أفضل من هذا الوضع التعيس الذى نعيش فيه!

وحتى تدرك حكومة الدكتور شفيق حجم المهمة الثقيلة الملقاة على عاتقها، فإن عليها أن تستوعب أن وجودها فى مقاعدها لا يخصها هى وحدها طبعاً، بأعضائها واحداً واحداً، ولا يخص بالطبع مصرياً هنا، أو هناك، وإنما يخص وجودها المصريين جميعاً، ويجعلها مسؤولة عن تغيير وتطوير حياة ٨٥ مليون مواطن، فإذا ضربت أنت عدد أعضاء الحكومة فى ٨٥ مليوناً، ولو على سبيل المجاز، فسوف يتبين لك حجم ما سوف يكون على هذه الحكومة أن تنجزه، أياً كانت فترة بقائها فى السلطة.

حكومة الدكتور شفيق، يجب ألا تعمل بأسلوب دغدغة مشاعر المصريين، ولا بطريقة إرضاء الرأى العام، لمجرد إرضائه، أو تهدئته، وإنما عليها أن تقدم له ما يحتاجه فى حياته، بالمعنى العام الذى يتجاوز رغيف الخبز، وكيلو السكر، إلى الأهداف الكبرى للإنسان، وليس فقط ما يحبه هذا الإنسان، فى ساعات نهاره ليبقى على قيد الحياة!

وما نرجوه ألا يستشعر الدكتور شفيق أى حرج فى تغيير حقائبه الوزارية، فى أى وقت، حتى ولو استدعى ذلك منه أن يغير حقيبة أو أكثر، كل أسبوع، أو أسبوعين، ليستقر فى النهاية على السبيل الذى يمكن من خلاله أن يحقق ما سوف يكون على حكومة هذه هى طبيعتها، وهذه هى ظروفها، أن تحققه.

الدكتور أحمد شفيق عنده من الشجاعة ما يجعله يفتش، طول الوقت، عن وزراء فنيين، على مستوى رفيع، لحكومة لا بديل أمامها إلا أن تنجح، ليس مرة أخرى فى التسيير، وإنما فى التطوير، والتغيير، والإصلاح.

وأغلب الظن أن رئيس الحكومة لديه ما يكفى، من الوضوح، فى التفكير والعمل، بما يسعفه بالسعى نحو هذا الهدف المفترض لحكومته، دون أن يكون موضع مزايدة من أحد!