الفواخرجية.. اشتكوا من محافظة القاهرة
كتبت ـ أميرة صلاح هلال:
خمسة آلاف اسرة من عمال وصبيان مهنة الفواخير في منطقة بطن البقرة بمصر القديمة في خطر, فمنذ خمس سنوات, وتحديدا في2005, قرر محافظ القاهرة تنفيذ مشروع لتطوير قرية الفخارين.
لتصبح مزارا سياحيا يتناغم مع باقي العناصر السياحية الموجودة بالمنطقة المحيطة مثل متحف الحضارة العالمي ومسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة.. وتم الاتفاق مع اصحاب الورش البدائية المبنية من الطوب اللبن وجذوع النخيل علي تسليم مصانعهم وورشهم للمحافظة لإحلالها وتجديدها.. ووعدت المحافظة ابناء الصنعة بتسليمهم ورشا متطورة ضمن مشروع حضاري يتلاءم مع المنطقة الأثرية.. ومن يومها.. مرت سنة واثنتان.. لا بل قرابة ست سنوات وهم في مماطلة مع المحافظة التي لا هي تركتهم يعملون في ورشهم القديمة ولا هي سلمتهم ورشهم الحديثة.
يقول محمد مسعد, وهو صاحب ورشة لصناعة الأواني الفخارية, مع وقف التنفيذ: غلطتنا اننا نحن اصحاب الورش سلمنا الأرض للمحافظة ولم نلتفت إلي أن الأوراق التي وقعناها تم فيها تحديد موعد تسلمنا للورش القديمة ولم يحدد بها موعد تسلمنا للورش المطورة.. ومن يومها ونحن في مماطلة مع المحافظة التي وعدتنا في البداية بأن يكون التسليم في عيد المحافظة في2006, أي خلال ستة اشهر من هدم الورش القديمة.. وكعادتهم يومهم بسنة.. ونحن تائهون بين المحافظة التي انتهت من المباني بنسبة تقارب75% وتعدنا بأن من انتهت ورشته سوف يتسلمها, وبين المقاول الذي يرفض تسليم الموقع قبل الانتهاء تماما من المشروع وبناء السور المحيط بالورش من الخارج وهو ما لن يحدث لأن هناك افرادا مازالوا رافضين تسليم اراضيهم التي تقع داخل نطاق مساحة المشروع.
يضيف مسعد: خلاص تعبنا, في ناس ماتوا وورثتهم منتظرون تسلم ورشهم ومصانعهم بدلا منهم, وكثير من العمالة الماهرة هجرت الصنعة وذهبوا إلي المحافظات وغيروا نشاطهم وحتي تستمر بيوتهم مفتوحة عملوا فواعلية, وفي ناس من الزهق باعوا جوابات التخصيص الخاصة بهم.. احنا من حوالي ست سنين, قاعدين, لا شغلة ولا مشغلة.
المهنة في حد ذاتها اصبحت تواجه خطر الاندثار, وذلك لأن بعضا من ابنائها كانوا ومازالوا يستخدمون الخشب والبلاستيك والكاوتش كوقود في عملية الحرق لانتاج الفخار مما يسبب تلوث الهواء ويخالف قوانين جهاز شئون البيئة الذي يحرر لهم المحاضر ويطالبهم باستخدام غاز البوتاجاز كوقود للعملية الانتاجية للحد من ظاهرة التلوث الهوائي وللتحايل علي شرطة البيئة اصبح الفخارون ممن بقوا يمارسون المهنة يقومون بعملية الحرق ليلا ولفترة زمنية قصيرة خوفا وهربا من عيون رقابة جهاز البيئة, وهذه الساعات القليلة للحرق ليست كافية لانتاج منتج عالي الجودة.
واخيرا يتساءل سعد: كيف تعمل المحافظة علي الابقاء علي المهنة وتحديثها بتحويلها إلي مهنة حرفية وتراثية صديقة للبيئة؟.. الصنعة تفشكلت.. علي ما يطوروا لن تجد المهنة احدا, احنا رزق يوم بيومه.. اتشردنا.. وتكاثرت علينا الديون.. والمهنة في انقراض.
المفضلات