نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا للكاتبة ماورين دود تقول فيه إن أوباما أصبح رئيسا لأنه تفنن في طرح قضيته، ولكي يتمكن من البقاء في البيت الأبيض عليه أن يتفنن أيضا في فهم قضيتنا.
وتنتقد الكاتبة طريقة أوباما في إدارة الأمور وتطلب منه أن يدرك أنه رجل سياسة وأن يتصرف على هذا الأساس.
في عام 2008 كان أوباما هو الرسالة. كان الوعد الموعود، لذلك فانتخابات عام 2010 هي بمثابة استفتاء عليه.
"
كلمة "صواب" تعني أعمالا متواصلة حتى ينتعش الاقتصاد، والتركيز على فرص العمل، بدل شغل الكونغرس لشهور بعملية إقرار التأمين الصحي وسياسات الطاقة
"
وتستغرب الكاتبة أن أوباما الذي يعاني من تشرذم وتقلص في إدارته وحكومته، لم يبدأ بعد في قنص واجتذاب أصحاب المهارات السياسية رغم أن عليه البدء بذلك يوم الأربعاء المقبل، موعد إجراء الانتخابات النصفية.
إنجازات الرئيس الحيوية
وتصف الكاتبة أوباما بأن لديه نوعا من العجرفة، ويظن أن الناس سوف يتفهمون أعماله، ولكنها تضيف أن أوباما لا يمكنه الحصول على العرفان بالجميل الذي يظن أنه يستحقه نظير الإنجازات التي أنجزها، إلا إذا قال ما هي تلك الإنجازات ولماذا يظن أنها إنجازات حيوية.
لقد حاز أوباما الإعجاب لكونه على طبيعته، ولكونه يبدو في غاية الرضا وهو على طبيعته، أما اليوم فلا يرى أحد ذلك الرضا على محياه، وكل ما نراه هو مجرد محاولات حثيثة لعدم الظهور بمظهر المخطئ.
وتقول الكاتبة: نريد لأكفأ الناس أن يحكمونا، ولكن الكثير من الناخبين قد فقدوا الإيمان بأوباما نتيجة لغروره، لدرجة أن ذلك دفعهم إلى الارتماء في أحضان صناديق اقتراع أدنى درجة.
لقد اعترف أوباما بذلك في مقابلته مع مجلة التايمز حينما قال "ربما هناك غرور أحمق في إدارتي –وأنا أتحمل المسؤولية عن ذلك؛ كان ذلك بتأثير من المستويات العليا للإدارة- بأننا سوف نفعل الصواب..".
وتتساءل الكاتبة: من يعرف معنى كلمة "صواب"؟.
عمل المصارف
"
على المواطن العادي أن يحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال ليفهم الخطة المالية التي وضعها أوباما، والحصول على درجة الدكتوراه ليفهم نظام التأمين الصحي الذي جاء به
"
وتعلق الكاتبة على تساؤلها قائلة: فيما عدا السيد أوباما، يبدو أن معظم الأميركيين يتفقون على أن كلمة "صواب" تعني أعمالا متواصلة حتى ينتعش الاقتصاد، والتركيز على فرص العمل بدل شغل الكونغرس لشهور بعملية إقرار التأمين الصحي وسياسات الطاقة. كما أن كلمة "صواب" تعني أنه كان على السيد أوباما أن يكون أشد في تعامله مع البنوك الكبرى في قضية صرفها على المكافآت الضخمة بدل الاستثمار في إقراض المشاريع الصغيرة التي لا تجد من ينقذها.
وتستمر الكاتبة في انتقاد أوباما لاستخدامه كلمة "الصواب"، وتقول إن الكثير من الأميركيين اعتقدوا أن "الصواب" هو التصديق على الحقوق المدنية للشاذين جنسيا وحقهم في الزواج والخدمة العسكرية.
وتستغرب الكاتبة انصياع أوباما لإرادة الجمهوريين في منع الشواذ من الحصول على أي حقوق، رغم أن الكثير من موظفي إدارة أوباما وأصدقاءه هم شواذ علنا، ويرتبطون بعلاقات حميمة شاذة مع أشخاص من نفس جنسهم.
وتدعي الكاتبة أن أحد مساعدي أوباما قال لها إن الرئيس قد بدأ يدرك أنه لم يستخدم سحره وقوة جاذبيته كما ينبغي. ثم تصب الكاتبة جام غضبها على المقربين من أوباما، وتقول إنهم لم يفكروا في أن عليهم بيع أشيائهم ليسدوا رمقهم. ولم يهتموا بأن على المواطن العادي أن يحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال ليفهم الخطة المالية التي وضعها أوباما، والحصول على درجة الدكتوراه ليفهم نظام التأمين الصحي الذي جاء به.
المصدر: نيويورك تايمز
المفضلات