منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2009 -عندما صدر تقرير من مكتب إحصاءات العمل يفيد بتوقف خسارة الوظائف، مشيعا جوا من التفاؤل في البيت الأبيض- وحتى مايو/أيار الماضي، استطاع الاقتصاد الأميركي خلق مليون وظيفة جديدة. لكن منذ مايو/أيار حتى اليوم اختفت 400 ألف وظيفة أخرى.
وتعكس خسارة الوظائف الخسائر التي سيواجهها الديمقراطيون خلال الانتخابات النصفية القادمة.
ويقول مايكل غيرسون -كاتب خطابات الرئيس السابق جورج دبليو بوش- إن ما يقرر مدى شعبية الرئيس باراك أوباما بالنسبة للصحافة وللجمهور هو قوته أو ضعفه، لا انتماؤه الحزبي.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس أوباما كان يبدو قويا في الربيع الماضي بعد صدور أرقام حول نمو الاقتصاد، وبعد تمرير قانون الرعاية الصحية، أما اليوم فهو لا يبدو بنفس القوة.
وأضافت أن ذلك لا يعني أن البيت الأبيض أو الكونغرس أضاعا العامين الماضيين مثلما يقول بعض اليساريين، أو طبقوا أجندة قاسية كما يدعي اليمينيون. فقد كان أوباما معتدلا في تطبيقه للسياسات الاقتصادية.
وإضافة إلى ذلك، نجح أوباما في ما فشل فيه رؤساء آخرون مثل هاري ترومان ولندون جونسون ورتشارد نيكسون وبيل كلينتون، وهو وضع البلاد على طريق نظام تأمين صحي عالمي.
كما يرجع إلى أوباما الفضل في تشديد البيت الأبيض للإجراءات على وول ستريت وفي زيادة الإنفاق على التعليم والبحث العلمي.
وبالنسبة لمسألة أخرى قد تؤثر في اتجاه الانتخابات التشريعية أكثر من غيرها، وهي مسألة الوضع الحالي للاقتصاد، فإن البيت الأبيض والكونغرس فشلا في تحقيق غاياتهما بأي مقاييس، حتى بمقاييسهما.
فقد توقعت الإدارة الأميركية والكونغرس أن يصل معدل البطالة إلى أقل من 8% في مثل هذا الوقت من العام، وليس إلى 9.6% كما هو حاليا.
وبدأ ظهور المشكلات مع تمرير خطة الحفز الاقتصادي في فبراير/شباط 2009. ونتيجة للخطة التي كان قوامها 787 مليار دولار بدأ الاقتصاد في الانتعاش في بداية 2009 وفي نهايتها.
لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟.
التعافي من الأزمات المالية عادة ما يكون بطيئا وطويلا. وقد أثرت على تعافي الاقتصاد الأميركي أزمة الدين الأوروبي التي أبطأت عملية التوظيف في الشركات الأميركية، كما بدأ إنفاق خطة الحفز بالبطء أيضا.
وقالت نيويورك تايمز إن زخم السياسة المالية في عاميْ 2008 و2009 الذي جاء ردا على الأزمة المالية، قد بدأ يخبو.
ويدرك كثيرون في الإدارة الأميركية حقيقة أن الأزمات المالية تخلق انتعاشا ضعيفا، وأن السياسيين يخشون اتخاذ إجراءات صارمة.
ورغم ذلك، كانت إدارة أوباما على استعداد لتطبيق سياسات قوية، لكن لأسباب خارجة عن إرادة مسؤولي الإدارة فإن تصحيح مسار الاقتصاد سيأخذ وقتا أكثر مما كانوا هم أو الناخبون يأملون أو يتوقعون.
المصدر: نيويورك تايمز
المفضلات