جوبا - وكالات :
بقلوب مبتهجة اختار الجنوبيون في السودان هذا الأسبوع المرشحين للمشاركة في التصفية النهائية لمسابقة النشيد "الوطني" مع اقتراب موعد الاستفتاء حول استقلال الجنوب. ويقول ميدو صامويل احد ثلاثة مؤلفين موسيقيين تم اختيار أعمالهم مساء الأحد للتصفية النهائية من بين 36 عملا تقدموا للمسابقة "إنها لحظة تاريخية. إن يكون لنا نشيد وطني يعني بالنسبة لي أنني نلت أخيرا حريتي".
وأوضح رئيس اللجنة التي تتولى تنظيم المسابقة أن الحكومة والجيش والرئاسة في جنوب السودان سيختارون الآن بين الأناشيد الثلاثة التي تشارك في التصفية النهائية. وأصبحت كلمات النشيد التي اختارها مسؤولون عسكريون وحكوميون معروفة وهي تحيي ضحايا الحرب الأهلية بين الشمال ذي الغالبية المسلم والجنوب الذي يدين أكثرية سكانه بالمسيحية.
ويقول مقطع من النشيد "أيها المحاربون السود قفوا في صمت وإجلال لتحية ذكرى ملايين الموتي الذين قامت فوق دمائهم أساسات امتنا". ويدعو مقطع اخر إلى أن "ينشدوا اناشيد الحرية بفرحة.
فالسلام والحرية والعدالة سيسودون إلى الأبد". ويزداد الحماس كل يوم في جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم اكبر بلد في أفريقيا وقيام دولة جديدة في قلب هذه القارة. وقال أمين الحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) باقان اموم عند إطلاق المسابقة ان هذا النشيد الوطني يعكس روح الجنوبيين "الذين لمي يقبلوا أبدا الخنوع من دون مقاومة".
وأضاف إن "الجنوبيين موحدون في تطلعهم إلى الحرية". وتابع "في التاسع من يناير سنكون احرارا وسنمد يد الصداقة إلى كل شعوب الأرض وخصوصا أهل شمال السودان الذين أساءت نخبتهم قيادتنا". وكان الإعلان هذا الصيف عن مسابقة من اجل تلحين النشيد الوطني الجنوبي أثار استياء العديد من قادة الشمال الذين رأوا فيه خرقا لاتفاق السلام الذي يقضي بالتشجيع على الوحدة حتى موعد إجراء الاستفتاء.
وفي القاهرة قال الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي إن استفتاء جنوب السودان تحول إلى بقرة مقدسة لا يمكن لاحد في البلاد المساس بها وان الولايات المتحدة فقط يمكنها المطالبة بتأجيله.
لكن زعيم حزب الأمة السوداني المعارض حذر في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء امس الأول الأحد من أن أجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن أن يدفع بالبلاد إلى كارثة. وقال المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء في السودان في الستينات والثمانينات من القرن الماضي أن اجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها. وتحدث عن عراقيل كثيرة أمام إجراء الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 ومنها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان صاحبة السيطرة في الجنوب.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات