تساءلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية عن كون مضار عقار الكودايين المضاد للألم تزيد عن فوائده، في ظل قلق العلماء إزاء الأضرار المحتملة للدواء بالنسبة لمن يتناولونه بشكل منتظم.
وبينما يستخدم الكودايين على أشكال مختلفة مسكنا للألم ودواء مهدئا للسعال ومضادا لحالات الإسهال عند الأطفال والكبار، كشفت دراسات حديثة عن احتمال وجود مخاطر للدواء، من بينها التسبب في الإدمان لدى المرضى الذين يتناولونه بانتظام لفترة طويلة، مما أثار قلق العلماء.
وسحبت اللجنة المستقلة لسلامة الدواء في وزارة الصحة البريطانية دواء الكودايين الذي يحتوي على المزيج المضاد للسعال عند الأطفال من الأسواق البريطانية، في ظل الانتقادات الحادة التي أطلقها خبيران كنديان لعقار الكودايين ومطالبتهما بعدم وجوده في مسكنات الألم سواء المخصصة للكبار أو الصغار.
تقارير الخبراء
قامت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا بإصدار تحذيراتها إزاء استخدام أي أدوية مسكنة للألم تحتوي على مادة الكودايين بعد أن تلقت نصائح جديدة من لجنة من الخبراء المستقلين المعنيين بمراقبة الأدوية البشرية.
وأشارت صحيفة ذي إندبندنت إلى أن 27 مليون علبة من دواء الكودايين المسكن للألم تباع بشكل سنوي في بريطانيا، وأن 20 مليون وصفة طبية أخرى من الدواء تصرف لحالات الألم القاسي الناتجة عن الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والصداع النصفي أو مرض الشقيقة، في ظل تقديرات بكون الدواء سببا للإصابة بالإدمان لدى حوالي 30 ألف من المرضى.
"
وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية أصدرت تحذيراتها بعد أن تلقت نصائح من لجنة من الخبراء المستقلين المعنيين بمراقبة الأدوية
"
وقد برزت المخاوف حيال عقار الكودايين -الذي يستخدم مسكنا للألم منذ قرابة مائتي عام- من دراسات جديدة حول الحمض النووي (دي أن أي) أظهرت أن أشخاصا من تركيبات جينية مختلفة يستجيبون بشكل مختلف حيال عقار "أوبيود" الذي يبقى خاملا لفترة طويلة قبل أن يتحلل في الجسم على شكل مورفين المسبب لحالة متقدمة من الإدمان.
ويأتي هذا الاستنتاج استنادا إلى اكتشافات العلماء التي تقول إن بعض العوامل الوراثية تؤثر بشكل كبير على معدل تفكك عقار الأوبيود -الذي يحتويه الكودايين- إلى مورفين داخل الكبد.
وتتنوع هذه العوامل الوراثية بين البشر بشكل يجعل من الاستجابة لعقار الكودايين أمرا غير مأمون العواقب وينطوي على نتائج سريرية بالغة الخطورة كما ورد في مقالة الباحثين الكنديين البروفسور نوني ماكدونالد من جامعة داليهاوس في مدينة هاليفاكس وزميله البروفسور ستيوارت مكلويد من جامعة بريتيتش كولومبيا في مدينة فانكوفر.
المصدر: إندبندنت
المفضلات