تظاهر العشرات من المتضامنين مع فلسطين، بينهم نشطاء كانوا على متن أسطول الحرية، أمام المقر الرئيسي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بلندن.
وجاء ذلك احتجاجا على بث شريط وثائقي بعنوان "الموت في البحر المتوسط" ضمن برنامج بانوراما، وصف بأنه محاولة للتغطية على المجزرة الإسرائيلية بحق سفينة مرمرة.
واعتبرت منظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني أن ذلك البرنامج التلفزيوني فشل في نقل الحقيقة، واتهمته بالانحياز لصالح إسرائيل واستخدام لقطات فيديو سرقت من النشطاء، واصفة ذلك بأنه من أعمال الصحافة الخرقاء.
وتساءلت المنظمات عن أسباب فشل البرنامج في الإشارة إلى أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة غير قانوني ومخالف لقرارات الأمم المتحدة، مشيرة بهذا الصدد إلى أنه (البرنامج) قد شكك في دوافع أولئك الذين كانوا يحاولون كسر الحصار غير القانوني.
ووجهت المنظمات انتقادات شديدة لـ"بي بي سي" لعدم بثها أي لقطات من الهجمات الإسرائيلية على النشطاء التي أدت إلى مقتل تسعة منهم، كما لم يتطرق البرنامج إلى تقارير التشريح التي كشفت عن مقتل عدد منهم من مسافات قريبة جدا.
يذكر أن الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية نهاية مايو/أيار الماضي خلف مقتل تسعة أتراك، وما زالت إسرائيل تحتجز بعض سفن كسر الحصار.
"
مقدمة البرنامج جين كوربن اختتمت الشريط قائلة "لم تكن هذه حقا محاولة لكسر الحصار وتقديم المساعدات إلى غزة بقدر ما كانت خطوة سياسية تهدف إلى الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي"
"
خطوة سياسية
وكانت مقدمة البرنامج جين كوربن اختتمت الشريط قائلة "لم تكن هذه حقا محاولة لكسر الحصار وتقديم المساعدات إلى غزة بقدر ما كانت خطوة سياسية تهدف إلى الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي".
من جانبه أشاد الاتحاد الصهيوني في بريطانيا بالفيلم الوثائقي ووصف البرنامج بأنه تغطية عادلة، وفق ما أفادت به مواقع صهيونية بريطانية.
وردا على شكاوى عديدة ضدها أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية بيانا قالت فيه إن هذا البرنامج كان يهدف إلى اكتشاف خلط كبير حول ما حدث فعلا في سفينة مرمرة.
وعبرت الأمينة العامة لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بتي هنتر عن صدمتها من تجاهل الأعمال الدولية الخطيرة للحرب من جانب إسرائيل ضد المدنيين العزل.
واعتبرت هذا الإغفال المتعمد لأي حقائق عن القتلى والجرحى يؤكد ببساطة القبول باقتحام الجيش الإسرائيلي غير القانوني لسفن الحرية في المياه الدولية.
وأوضحت هنتر في تصرح للجزيرة نت أن البرنامج أجرى لقاءات من وجهة نظر إسرائيلية، كما شكك الشريط في دوافع نشطاء السلام، ولم يشر البرنامج إلى الوضع البائس في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي غير المشروع والحاجة للمساعدات الإنسانية.
رسالة
وأرسلت "حملة التضامن البريطانية مع فلسطين" رسالة إلى "بي بي سي" قالت فيها إن الإشارة الوحيدة إلى صور القتلى كانت في النهاية دون إبراز تعليق أو سرد تفاصيل عن القتل أو أسمائهم.
"
أرسلت "حملة التضامن البريطانية مع فلسطين" رسالة إلى بي بي سي قالت فيها إن الإشارة الوحيدة إلى صور القتلى كانت في النهاية دون إبراز تعليق أو سرد تفاصيل عن القتل أو أسمائهم
"
وتابعت الرسالة أن الشريط قدم لقطات مثل التركيز على تمسك النشطاء بالإسلام، ولكن هناك نشطاء من جميع الأديان كانت مشاركة بينهم أعضاء في البرلمان وغيرهم من الشخصيات العامة من دول عدة.
وتساءلت الرسالة قائلة إن مواطنا بريطانيا مشاركا في أسطول الحرية أصيب، لذلك لماذا لم تجر مقابلة مع المشاركين البريطانيين في أسطول الحرية؟
ومن جانبها قالت إحدى المشاركات في أسطول الحرية ناشطة السلام إليكس هاريسون للجزيرة نت إن مقدمة البرنامج أجرت مقابلات مع رجال الكوماندوز الإسرائيليين وقدمت تصريحاتهم دون منازع، وصورت الأدلة على أنها ادعاءات، واستغربت عدم ظهور شهادات نشطاء أسطول الحرية البريطانيين وهم أكثر من 30 ناشطا.
واعتبرت أن جين كورين فشلت في شرح أنه كان من الضروري القيام بالرحلة البحرية، ولم تشر إلى الناس الذين يعيشون في ظل حصار وحشي حرموا من أبسط المستلزمات، وهذا هو سبب الأزمة الإنسانية وليست بسبب الكوارث الطبيعية، ولكن عن طريق نزوة المحتل الإسرائيلي وفشل الحكومات في العمل.
وأوضحت أن البرنامج لم يشر إلى الهجوم الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وإلى الآلاف من المدنيين في غزة الذين يعانون في الخيام غير قادرين على إعادة بناء منازلهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي لأن إسرائيل تمنع مادة الإسمنت عنهم.
وتساءلت ماذا عن الفوسفور الأبيض؟ وعما إذا أصبحت بي بي سي إذاعة إسرائيلية، وهل يجرؤون على إثبات أن لديهم غير ذلك؟
المصدر: الجزيرة
المفضلات