رحبت عدة أطراف دولية بدعوة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل إلى العودة للمفاوضات المباشرة، في حين أعلنت فصائل فلسطينية رفضها للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي.
فقد عبرت كل من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا عن ترحيبها بدعوة اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأميركية يوم أمس الجمعة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني هذه الدعوة "تطورا إيجابيا بالغ الأهمية"، معربا عن أمله في أن يكون الفلسطينيون والإسرائيليون "على استعداد لتحمل مسؤولياتهم المهمة لمواجهة وتجاوز العقد المفصلية في المفاوضات، وصولا إلى سلام دائم على أساس مبدأ الدولتين والشعبين".
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن فراتيني قوله إنه يثمن "مثابرة الإدارة الأميركية ومبعوثها لعملية السلام في الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل تجاه دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات".
ساركوزي تحدث عن عقد مؤتمر للدول المانحة
(الفرنسية- أرشيف)
الدول المانحة
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال في بيان له إنه دائما ما كان يحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الحوار، مؤكدا اعتزام بلاده "التعاون مع شركائها الأوروبيين لدعم عملية السلام الجديدة".
وأشار بيان الرئيس الفرنسي إلى أنه سيتم التفكير في عقد مؤتمر للدول المانحة لإعمار الدولة الفلسطينية المقبلة، وذلك حال حدوث تقدم ملموس في المحادثات.
وبدورها اعتبرت بريطانيا الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي كانت ترعاها الولايات المتحدة منذ مايو/أيار الماضي إلى مفاوضات مباشرة "خطوة شجاعة".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه يرحب "أشد ترحيب" بقرار الانتقال إلى إجراء محادثات مباشرة، مضيفا أن حل الدولتين هو "الأمل الوحيد للتوصل إلى سلام وأمن دائمين"، ودعا كافة الأطراف إلى "الكف عن أي نشاطات قد تؤدي لتقويض المفاوضات".
أمل كبير
وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أنه يعقد "أملا كبيرا" على هذه المفاوضات المباشرة، حسب ما صرح به جون برنان، مستشار الرئيس الأميركي.
أما ميتشل فقال إن الولايات المتحدة ملتزمة بمطالبتها السابقة لإسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف "نتوقع أن يسهم الجانبان في تهيئة أجواء تفضي إلى مفاوضات".
وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم "مقترحات للتقريب" بين الجانبين كلما دعت الضرورة خلال المفاوضات"، لكن الأمر –حسب تعبيره- "يعود في نهاية المطاف إلى المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق".
ومن جهتها رحبت السلطة الفلسطينية بدعوة اللجنة الرباعية للعودة إلى المفاوضات، وعبرت عن اعتقادها أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال أقل من عام.
وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن بيان اللجنة الرباعية "يحتوي على العناصر اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام".
وعبر عن أمله في أن تواصل اللجنة الرباعية الضغط على إسرائيل لوقف البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة مثلما طالبت بذلك في بياناتها السابقة.
هنية: الرباعية لم تقدم شيئا يخدم
القضية الفلسطينية (رويترز- أرشيف)
رفض الفصائل
وبالمقابل أعلنت عدة فصائل فلسطينية رفضها أن تذهب السلطة الفلسطينية للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرت ذلك مجرد مضيعة للوقت.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إنه لا فائدة من استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن الرباعية لم تقدم شيئا يخدم القضية الفلسطينية.
وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري أن الدعوة إلى العودة للمفاوضات "محاولة جديدة لخداع شعبنا الفلسطيني"، وأضاف أن هذه الدعوة "لا جدوى منها وتؤدي إلى العودة لنقطة الصفر دون تحقيق أي نتائج"، وأن المفاوضات ما هي إلا "شرعنة للاستيطان وقبول استمراريته".
أما حركة الجهاد الإسلامي فأعلنت في بيان لها أن الدعوة إلى المفاوضات "تكريس هيمنة" ودليل على حرص الإدارة الأميركية على تحقيق مصالح الاحتلال.
ومن جهته قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون وقف الاستيطان وتحديد مرجعية ملزمة لها سيؤدي إلى فشل أكبر وأخطر مما جرى في كامب ديفد عام 2000.
واعتبر أن الحديث عن مفاوضات من دون شروط مسبقة وبدون التزام بالقانون الدولي يعني القبول بالشرط الإسرائيلي دون تحديد آليات ومرجعيات واضحة للتفاوض.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات