وكالات
أكد خفر السواحل في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية احتجزت مركب صيد تابع لسيؤول كان فقد بشرق شبه الجزيرة الكورية، بالتزامن مع أكبر مناورات بحرية تجريها سيؤول في تاريخها بالقرب من المنطقة الحدودية بين الشطرين وسط توتر متصاعد بينهما منذ غرق السفينة الحربية “تشيونان” في 26 مارس الماضي. ويأتي هذا التطور، فيما تركزت تدريبات ليلية مكثفة على الكشف عن الغواصات الكورية الشمالية والطوربيدات في البحر الأصفر على مدى الأيام الماضية، كجزء من المناورات البحرية المستمرة منذ 4 أيام ومن المقرر أن تختتم اليوم. ويتزامن التصعيد الكوري الشمالي، مع إعلان رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج - باك تعيين شاب إصلاحي رئيساً للحكومة أمس ضمن أول تعديل وزاري له منذ سبتمبر 2009، شمل أيضاً، 7 حقائب وزارية ومسؤولين اثنين، بهدف الإسراع بتنفيذ جدول الأعمال الإصلاحي المؤيد للأعمال التجارية.
وأعلن خفر السواحل الكوري الجنوبي في بيان أمس، أن مركب الصيد “دايسونج 55”، جرى احتجازه وعلى متنه 4 بحارة كوريين جنوبيين و3 صينيين خلال إبحاره على ما يبدو بالقرب من منطقة اقتصادية كورية شمالية. واقتيد المركب أمس، باتجاه مرفأ في كوريا الشمالية. وجاء في بيان خفر السواحل “نطالب السلطات الكورية الشمالية على الفور بالتعامل مع هذه القضية بشكل يحترم القواعد والمعايير الدولية وبإعادة المركب وطاقمه بأسرع وقت ممكن”. ولم تشر المعلومات إلى إمكان ممارسة البحارة على المركب الصيد غير القانوني. وذكرت محطة تلفزيون “واي تي ان” أن المركب أرسل بلاغاً عند الساعة 11,00 من صباح أمس (02,00 بتوقيت جرينتش) أشار فيه إلى أنه متجه نحو مرفأ سونغجين. ونقلت “واي تي ان” عن مسؤول كوري جنوبي قوله إن المركب كان في رحلة صيد داخل او بالقرب من منطقة بحرية مشتركة بين روسيا وكوريا الشمالية، على بعد 270 كيلومتراً شرق موسودان في كوريا الشمالية.
ويقع مربط المركب في بوهانج على الشاطئ الشرقي لكوريا الجنوبية. من ناحيتها، أكدت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن السفينة كانت تحمل طاقماً من 4 كوريين جنوبيين و3 صينيين.
وقال خفر السواحل الجنوبي في بيان “علمنا أن المسؤولين الكوريين الشماليين يحققون مع سفينة الصيد الخاصة بنا في ما يفترض أنها المياه الاقتصادية لكوريا الشمالية شمال بحر الشرق”. وأضاف البيان “حكومة سيؤول بموجب القانون الدولي، تريد حلاً سريعاً للمسألة وعودة سفينتها وصياديها سالمين”. وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أن السفينة أبلغت خفر السواحل بأن دورية كورية شمالية اصطحبتها إلى الميناء بالدولة الشيوعية. وجاء اعتراض المركب بالتزامن مع مواصلة سيؤول أمس لأكبر مناورات بحرية دفاعية تجريها في تاريخها، بالقرب من المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية، على الرغم من تهديد بيونج يانج بالرد. وحذرت حكومة سيؤول الأربعاء الماضي بأنها “لن تسمح بأي عمل استفزازي” خلال الأيام الخمسة للمناورات البحرية والبرية والجوية. ووصفت كوريا الشمالية هذه المناورات بأنها “اجتياح مباشر”، وهددت بأنها ستقوم بـ”رد شديد”.
وتعتبر المناورات الكورية الجنوبية بمثابة تحذير للجارة الشمالية، بعد غرق البارجة الكورية الجنوبية تشيونان ومقتل 46 بحاراً كورياً جنوبياً إثر هجوم بطوربيد حمل تحقيق دولي مسؤوليته لبيونج يانج، الأمر الذي نفته الأخيرة. وذكرت “يونهاب” أمس، ان المسؤولين الكوريين الجنوبيين قالوا إن الغرض من هذه المناورات البحرية الليلية ليل السبت- الأحد هو منع تكرار حادثة إغراق “تشيونان”. وذكر مسؤول عسكري أن الجزء الأكثر أهمية في التدريبات البحرية هو تحسين قدرات الجيش الجنوبي على الكشف عن الغواصات الكورية الشمالية والطوربيدات.
داخلياً، أعلن مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي أمس، أن الرئيس ميونج - باك أجرى تعديلاً وزارياً عين من خلاله كيم تاي هو (47 عاماً)، وهو الحاكم السابق لمحافظة كيونج سانج الجنوبية رئيساً جديداً للوزراء، كما عين 7 وزراء ومسؤولين جدد. وفي تصويت بالثقة فيما يبدو على تعامل حكومته مع نسف “تشيونان” احتفظ وزراء الدفاع والخارجية والتوحيد بحقائبهم. وقال المتحدث الرئاسي هونج سانج بيو للصحفيين “نتوقع أن نوسع ثقافة التغيير والإصلاح من خلال تلاقي الشباب والقوة بالخبرة والتجربة في الحكومة الجديدة”. كما عين ميونج - باك السياسي المقرب منه وعضو البرلمان المخضرم لي جاي اوه (65 عاماً) وزيراً بلا حقيبة مهمته الإسراع بتنفيذ جدول الأعمال الداخلي المتعثر. وعين الرئيس الجنوبي أيضاً، حليفاً مقرباً لخصم سياسي وزيراً للزراعة في تحرك يستهدف التواصل مع المعارضين في حزبه الذين اعترضوا على مبادراته السياسية وأبطأوا جدول أعماله التشريعي.
سيؤول تدرس حماية صادراتها لإيران من العقوبات الأميركية
سيؤول (د ب ا) - ذكر مسؤولون حكوميون في سيؤول أمس، أن كوريا الجنوبية تدرس إجراءات للتمكن من إرسال أموال بصورة غير مباشرة بين بنوك الشرق الأوسط والشركات الكورية الجنوبية العاملة في إيران لتقليل الخسائر الناجمة عن عقوبات واشنطن ضد طهران. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤولين في وزارة الاقتصاد القول إن الشركات الكورية الجنوبية يمكن أن تحاول استعمال التبادلات المالية غير المباشرة التي تسمى بالتحويلات التلغرافية، وهي تحويلات سلكية ترسل الأموال من الشركات الإيرانية إلى بنوك الشرق الأوسط خارج إيران، والتي بدورها ترسل الأموال إلى البنوك الكورية الجنوبية، وذكر مسؤول حكومي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن «التبادل مع إيران بواسطة خطاب الاعتماد أصبح غير ممكن فعلياً حيث فرضت العقوبات المالية ضد إيران.. ونحن ندرس طريقة التحويل التلغرافي لإرسال الأموال إلى بنوك في دولة أخرى في الشرق الأوسط»، وكانت الحكومة الكورية الجنوبية أعلنت أنها تراجع سبل توازن علاقاتها مع الولايات المتحدة التي تفرض الضغوط على حليفتها الآسيوية للمشاركة في العقوبات ضد البرنامج النووي الإيراني، بينما تحاول خفض التأثيرات على الشركات الكورية العاملة في إيران والتي تعتبر أكبر شريك تجاري للبلاد في الشرق الأوسط.
المفضلات