شقيقته تؤكد غياب اللوحات التحذيرية التي تشير إلى وجود حفر عميقة داخل المياه
من المسؤول عن غرق المواطن موسى رحال على الشواطئ السورية

المواطن موسى رحال
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ هبه الأزهري
لم تكن عائلة المواطن موسى رحال تعلم أن الرحلة التي قامت بها إلى منطقة طرطوس السورية مطلع الشهر الجاري ستؤدي إلى أن تفقد خلالها ابنها الأكبر موسى في حادثة مؤلمة ومحزنة سببها خطأ أو عدم مسؤولية من الفندق الذي نزلوا فيه.
العائلة التي فجعت بابنها دخلت في رحلة من العذاب وسيل من الإجراءات المعقدة بحسب المواطنة أم محمد وهي شقيقة المتوفى موسى بدءا من عدم وجود سيارة إسعاف مجهزة بكافة المعدات الطبية وصولا إلى نقل الجثمان من سوريا إلى الأردن.
وفي تفاصيل القضية التي روتها "أم محمد" لـ "الحقيقة الدولية" فإن عائلتها قررت الخروج برحلة سياحية إلى أي بلد عربي واستقر رأيها بان تكون سوريا هي البلد العربي.
وقالت إنها لم تكن تعلم بان هذه الرحلة سوف تختزن ذكريات أليمة لعائلتها بعد تحولها إلى "رحلة موت" لشقيقها الأكبر موسى أمام جميع أفراد عائلتها.
وبينت أن عائلتها توجهت إلى مدينة طرطوس السورية بتاريخ 8-7-2010 وبالتحديد إلى منطقة سياحية تعرف باسم "عمريت" واستأجرت عدد من الشاليهات المطلة على البحر، موضحة أن الأطفال سارعوا إلى السباحة في الشاطئ المقابل للشاليهات صباح اليوم التالي ولم يبتعدوا عن الشاطئ سوى بضعة أمتار.
وأكدت عدم وجود أية شواخص تحذيرية في المنطقة تحذر من خطورة السباحة فيها مشيرة إلى أن الأطفال كانون برفقة شقيقها الأكبر موسى والذي يبلغ (53) عاما وما إن شعر أن البحر بدأ يسحب الأطفال إليه قام بإخراجهم منه وعلى الفور وفي هذه الأثناء سقط ابنه وكاد أن يغرق وبعد مساعدته ابنه سقط شقيقها موسى بصور مفاجئة وحاول السباحة إلا انه لم يستطيع النجاة رغم انه يسبح بشكل ممتاز بحسب قولها.
وزادت بالقول: "وبعد نحو دقيقة ونصف رأينا شقيقي موسى يطفو على سطح البحر وأخذنا بالصراخ طالبين المساعدة من المتواجدين في المنطقة إلى أن أتى احد الزائرين للمنطقة وساعدنا في انتشال موسى من البحر وجره إلى اليابسة".
وأضافت "أم محمد" أنها كانت في تلك الأثناء تركض في جميع الاتجاهات تطلب المساعدة وتنتظر وصول المسعفين أو قيام أصحاب الشاليهات بالاتصال بالدفاع المدني مؤكدة أن معاملة الجهات المعنية كانت "باردة" بحيث لم يحرك أي مسؤول ساكنا.
ولفتت إلى انه تم العثور على سيارة إسعاف بيد أنها لم تكن مزودة بأبسط الأجهزة الطبية الواجب توفرها في سيارات الإسعاف كونها لا تتوفر فيها سوى زجاجة أوكسجين بلاستيكية وتعمل بشكل يدوي وكانت السيارة تسير بشكل بطيء جدا.
وتابعت بالقول: "وعند وصولنا إلى المستشفى قام الطبيب بفحصه من خلال وضع يده على شريان الرقبة دون استخدام أي جهاز".
وأشارت "أم محمد" إلى المعاملة التي تلقوها من الأشقاء السوريين والتي كانت تخلو من الإنسانية حتى بعد الإعلان عن وفاة شقيقها، موضحة أنه تم نقل جثمانه بعد ثلاثة أيام من وفاته، كما تم منع سيارة الإسعاف التي تقل جثمانه من اجتياز الطريق بين الحدود الأردنية والسورية والوصول إلى الحدود الأردنية لتسليم الجثمان إلى سيارة الإسعاف الأردنية.
وأوضحت بأنه تم نقل التابوت بواسطة سيارة شقيقها الآخر وكان نصف التابوت خارج السيارة كما تم وضع السيارة على الدور لتخطي الحدود دون مراعاة لشعورهم.
وعبرت "أم محمد" عن استهجانها من تصرفات الأشقاء السورين مشيرة إلى قيام حكومتنا قامت في وقت سابق بتكريم الأشقاء السوريين عند وقوع حادث لعائلة سورية على الطريق الدولي حيث تم نقلهم بطائرات سلاح الجو الملكي إلى المستشفيات بيد أنهم في المقابل لم يكلفوا أنفسهم عناء نقل جثمان شقيقها وإيصاله إلى الحدود الأردنية.
وأوضحت "أم محمد" أنها علمت بعد الحادث أن هذه المنطقة السياحية "عمريت" تعد من اخطر المناطق السياحية في طرطوس بسبب وجود حفر عميقة داخل البحر وعلى مقربة من الشاطئ بالإضافة إلى التكوين الجيولوجي للمنطقة الذي يبين وجود جرف فيها.
وأشارت إلى أن سبب الحادث هو عدم وضع شواخص تحذيرية في المنطقة أدت إلى وفاة شقيقها غرقا لافتة في ذات الوقت إلى غرق ووفاة العديد من السياح الذين يؤمون تلك المنطقة ويجهلون معالمها.
ولفتت "أم محمد" إلى قيام الصحافة السورية بنشر خبر الحادث بطريقة مضللة تبين أننا لم نتقيد بالشواخص التحذيرية في المنطقة والتي ليس لها وجود على ارض الواقع!
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ هبه الأزهري 20-7-2010
المفضلات