خادم الحرمين يبحث مع أوباما ملفات السلام وإيران وأفغانستان
الرياض (أ.ف.ب): يطرح العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الامريكي باراك أوباما غدا الثلاثاء في البيت الابيض تحفظات المملكة ازاء العقوبات الجديدة على ايران فضلا عن التعثر المستمر في عملية السلام وفي حرب افغانستان، حسبما افاد محللون وقد تساهم هذه القمة في تعزيز فرص التوصل الى صفقات تسلح جديدة تعزز قدرات الرياض الدفاعية مقابل ايران، بما في ذلك تيسير صفقة شراء السعودية72 مقاتلة من طراز اف 15 «ايغل» والتي تواجه صعوبات مستمرة، بحسب مصادر من دوائر الصناعات الدفاعية. كما انه من المتوقع ان يطلب اوباما من الملك عبدالله (86 عاما) الذي يلتقيه للمرة الثالثة، ان يبدي مزيدا من الصبر في خصوص اعادة اطلاق مفاوضات السلام في الشرق الاوسط وفي خصوص الحرب المستمرة ضد حركة طالبان في افغانستان وباكستان. وبحسب توماس ليبمان الخبير في مجلس الولايات المتحدة للعلاقات الخارجية، فانه ليس هناك خلافات استراتيجية بين الحليفين، كما انه «لم يعد هناك فجوات يجب سدها كما كانت الحال في السابق». وساهم اللقاء الاول بين اوباما والملك عبدالله في الثالث من يونيو والخطاب الذي ألقاه أوباما بعد يوم واحد في القاهرة وتوجه فيه الى العالم الاسلامي، في سد الهوة التي كانت موجودة ابان حكم ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.
واشار ليبمان الذي يستعد لنشر كتاب حول العلاقات السعودية الامريكية، بشكل خاص الى التعاون الوثيق بين البلدين على صعيد محاربة تنظيم القاعدة. وبالرغم من اقرار السعوديين بضرورة لعب واشنطن دورا في القضايا الاقليمية الرئيسية، الا انهم يبدون مزيدا من التحفظات ازاء معالجة الجانب الامريكي لملفي ايران وافغانستان، كما انهم يخشون من تراجع التزام اوباما في التوصل الى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بسبب تعنت اسرائيل. وقال ليبمان "اعتقد ان السعوديين ليسوا راضين حول بعض النقاط، لكنهم ليس لديهم رؤية واضحة حول ماذا يجب ان يفعلوا او ماذا يجب ان نفعل نحن". من جانبه، قال مصطفى العاني مدير قسم الامن والدفاع في مركز الخليج للابحاث.
الذي مقره دبي، «بالنسبة للملك عبدالله، عملية السلام اساسية». واضاف «هناك خيبة امل كبيرة في السعودية وفي العالم العربي ازاء عدم تمكن الرئيس اوباما من الوفاء بالتزاماته». وعلى صعيد الملف الايراني، يقول العاني ان «السعوديين مقتنعون بان العقوبات الاقتصادية لا تجدي نفعا»، الا انهم «لا يملكون بديلا يطرحونه».
من جانبه، قال جون الترمان مدير المركز الامريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية المكلف شؤون الشرق الاوسط، ان دول الخليج تريد «ان يكون لها كلمة» بالنسبة للسياسة الامريكية ازاء ايران، «حتى وان لم تكن لديها فكرة واضحة حول سبل احتواء الطموحات النووية لايران». وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انتقد علنا في فبراير الماضي فرض عقوبات جديدة على ايران. ولم يوضح الامير سعود موقف بلاده حول البديل عن العقوبات، الا ان السعوديين لطالما اعتقدوا بان التوصل الى حل للقضية الفلسطينية سيساهم في حل المشاكل الاقليمية الاخرى بما في ذلك التهديد الذي تمثله ايران بالنسبة لدول الخليج. وكان المدير السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في لندن وواشطن الامير تركي الفيصل اعتبر ان الامريكيين «غير قادرين» على حل مشاكل افغانستان كما انه يتعين على واشنطن «الا تعتقد بانها قادرة على حل مشاكل افغانستان بالسبل العسكرية». وبحسب العاني، ترى الرياض ان واشنطن تمارس الكثير من الضغوط على باكستان، حليفة المملكة، وتعطي دورا مبالغا فيه للهند وايران في افغانستان.
المصدر
http://www.raya.com/site/topics/inde...2&temp_type=42
المفضلات