مواطنون غاضبون من رفع الأسعار : "الحكومة تحل مشكلاتها الاقتصادية من جيوب الفقراء""
السوسنة
هاجم مواطنون غاضبون قرارات حكومة سمير الرفاعي برفع أسعار المحروقات والمياه، وقالوا إن الجميع أصبح يجد الحل لعجز الموازنة من جيوب المواطنين الفقراء.
وأشار عدد منهم رافعين أيديهم إلى السماء إلى كونهم خائفين مما هو قادم، لافتين إلى أن كل الكلام الذي يقال عن دعم الفقراء تذهب به رياح القرارات التي تستهدف لقمة عيشهم.
وأكد المواطنون الذين استطلعت آراءهم أنهم أصبحوا في حيرة من أمرهم لتأمين حاجاتهم الأساسية من زيت, وسكر, وأرز, وشاي, وحليب, وأجور مواصلات، وغيرها من الاحتياجات الضرورية لكل أسرة، في ضوء غول الأسعار الذي يفتك برواتبهم التي لم تعد تكفي لأيام.
وعبروا عن امتعاضهم الشديد جراء رفع الحكومة لأسعار المياه والوقود عبر فرض ضرائب عيلها، وقالوا: "ابتدأت الحكومة عهدها بأول رفع للأسعار، ما يعني أن سلسلة من ارتفاعات الأسعار قادمة، كما كان الحال عليه إبان الحكومة السابقة".
وأوضحوا أن الفارق بين الارتفاع والآخر بات أشهراً، مما ينعكس سلبا على المواطنين، مطالبين الحكومة بالنظر بعين "الرحمة" إلى المواطنين، قبل أن تتخذ المزيد من القرارات الجائرة برفع أسعار مواد أو أخرى، وأن تقدر الظروف الاقتصادية الصعبة التي بات المواطنون يعيشون في ظلها أساسا.
وعبروا عن احتجاجهم على أن الحكومة ترفع الأسعار على المواطنين من جانب، وتعفي الشركات الكبرى من الملايين.
وقال مواطن رفض الكشف عن هويته: "أنا خريج جامعة تخصص إدارة إعمال، وما زلت منذ سنوات عاطلا عن العمل، ولا دخل مالي لي، فماذا أقول عن الفقر والجرائم والعنف وأقلية أكلت الأخضر واليابس".
وتابع: "الغلاء سحق الفقراء، وعلى الحكومة أن تذهب إلى الأحياء الشعبية لترى كيف يعيش الناس". وختم بالقول: "ما زلت بانتظار حصولي على فيزا أغادر بها البلد، فالوضع لم يعد يطاق "طفر وقلة زفر"، وثلة تطوف العالم تتنعم على ظهور شعب مسحوق، بصراحة أحسن شي نرحل على ساحل العاج أو أفريقيا".
ورأت الحاجة حمدة حسن أن الفقراء صاروا يحلمون بأكل اللحم والأرز، ولكن الحكومة لم تشعر بحالهم، فقد زادت الطين بلة حين ضربتنا بضرائب جديدة". وتابعت رافعة يديها إلى السماء: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
ويشير المتقاعد عدنان سمهور إلى كونه يتقاضى راتباً لا يتجاوز مئتين وخمسين دينارا: "أدفع نصفه أجرة بيت، فماذا تعمل المائة دينار لخمسة من الأولاد". وتابع بحسرة: "خليها على الله ..!".
أما المواطن نضال صلاح فعض على يديه قائلا: "أنا مهدد بالرحيل من منزلي البائس، ولا أعرف ماذا عن المستقبل، بصراحة الفقر والغلاء أكلا دخول المواطنين، وتلاقى مع ذلك ارتفاع أسعار المواصلات العامة وأقساط تدريس الأبناء في الجامعات"، ويضيف: "رفع الأسعار اليوم سيضيف آلاف الفقراء إلى قائمة المعدمين".
المواطن سلامة العبادي يشرح قائلاً: "أملك باصين على خطوط السلط، ومع ذلك فإن الدخل المتأتي منهما لا يفي بمستلزمات الحياة مع الغلاء الذي ينشب أنيابه فينا، خصوصا أن لدي أبناء في الجامعة".
ويضيف: "إنهم يرفعون الأسعار ولا يرفعون أجور المواصلات ولا الرواتب، والوضع الاقتصادي صعب جدا والغلاء طال كل شيء".
ويصف عمران مسلم الوضع بقوله: "مجمعات السفريات أصبحت تعج بالمتسولين والفقراء، الكل جائع ويعاني ولا يوجد عمل، والضرائب والغلاء سحقا البشر.
وعلى العكس مما سبق، وبلهجة ساخرة جداً، يجادل السائق فرج أبو رمان بأن "الوضع جيد، وليس هناك غلاء أو رفع أسعار نهائيا، كوني ما زلت أتقاضى نفس الراتب منذ سنوات دون أن ألمس فرقاً".
المواطن سلمان سمير قال: "هل بات مكتوبا على المواطن أن يعيش قلقا وشبح مسلسل ارتفاع الأسعار المتواصل يطارده، واستغرب أن أسعار النفط ما تكاد تأخذ منحى الانخفاض عالميا حتى تراها ترتفع عندنا".
ويتابع: "أغلب قرارات هذه الحكومة ارتجالية وليس لديها قرارات مدروسة، ولا تمت للواقع بصلة، فلم تستطع في أي مرة أن توازن ما بين أسعار النفط عالميا ومحليا سواء ارتفاعا أو انخفاضا، بل على العكس من ذلك، فعندما كان النفط عالميا ينخفض كانت الحكومة تلجأ للعمل على رفعه"، وتابع: "لا علاقة لهذه الحكومة بالمواطن وعلى الأخير أن يتحمل أكثر من ذلك، كونه صمت على ظلم الحكومة له".
وقال أحد المتقاعدين إن دخل الوزراء الشهري لا يقل عن 5000-10000، وأيضا من هو برتبة وزير كثر، والنواب مثلهم، ورواتبهم التقاعدية تتراوح بين 1000-2500 دينار، وموظفي الفئات العليا رواتبهم من 1000-1500 دينار، وغيرهم، أما الموظف العادي الذي يخدم في الدولة منذ 30 سنة لا يزيد راتبه التقاعدي عن 350-450 دينارا.
ويضيف: "الشكوى لغير الله مذلة، وحسبي الله ونعم الوكيل"."السبيل"
المفضلات