محللون سياسيون فلسطينيون يؤكدون لـ "الحقيقة الدولية":
لقاء مشعل بمدفيديف في دمشق ستفتح الأبواب الدولية أمام حركة حماس

الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
شكل لقاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بحضور الرئيس السوري بشار الأسد منتصف الأسبوع الماضي في العاصمة السورية تطوراً سياسياً مهما بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحاول الفكاك من حصارها الدولي بأقل الخسائر الممكنة.
اللقاء الثلاثي بين ميدفيديف والأسد ومشعل أثار غضب الكيان الصهيوني وحنقه الشديد على الرئيس الروسي للقاء مشعل، لكنه في المقابل أثار ارتياحاً في صفوف حماس، وتوجساً لدى بعض عواصم القرار الإقليمي.
ويؤكد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية، أن حماس سجلت اختراقاً دولياً في السياسة الخارجية من خلال اللقاء باعتبار روسيا إحدى الدول الخمس في مجلس الأمن، وإحدى دول الرباعية.
ويقول ما أغضب كيان العدو الصهيوني من لقاء ميدفيدف بمشعل، تجسد مرة أخرى في مخرجات قمة (ميدفيديف- أردوغان) في تركيا. حيث قال الرئيس التركي: "لا يمكن تحقيق السلام دون مشاركة حماس"، وقال ميدفيديف: "غزة تتعرض لمأساة إنسانية ينبغي إيجاد حلول لها".
ويشدد رزقة على أن ما قاله الرئيسان الروسي والتركي يعبر عن مواقف سياسية تتقابل مع المواقف الصهيونية والأمريكية، وتتقاطع مع المواقف الفلسطينية والعربية، وهو أمر يدعو إلى القول بأن سياقاً جديداً يتشكل في المنطقة بقيادة تركيا وروسيا وسوريا ودول أخرى، يبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية التي فشلت أمريكا في إدارتها على مدى عقدين من الزمن تقريباً.
ويعتقد الدبلوماسي الفلسطيني نبيل عمرو والعضو القيادي في حركة فتح أن اللقاء الثلاثي الذي ضم الرئيسان ميدفيديف والأسد ومشعل، أعطى حركة حماس مداً قوياً، قال إنها في أمس الحاجة إليه.
ويوضح عمرو الذي كان سفيراً لمنظمة التحرير في موسكو لسنوات، أن لقاء مشعل مدفيديف يكتسي أهمية سياسية فلسطينية وعربية ودولية مهمة، قائلا: "تقديري أن لقاء الرئيس الروسي ومشعل برعاية الرئيس السوري في دمشق، هو رسالة لأكثر من جهة، فهو رسالة إلى السلطة الفلسطينية كمن يقول إن مربط الفرس في دمشق، ورسالة لكيان العدو الصهيوني مفادها أن روسيا تمتلك إمكانيات التأثير في المعادلة الشرق أوسطية، ورسالة إلى العالم كله بأن الاحتكار الأمريكي للتحرك في الشرق الأوسط يجد له منافسين.
ويشير بأن الرسالة الداخلية من اللقاء تمثل في إعطاء حماس مداً قوياً في وقت هي في أمس الحاجة لهذا المد.
مكاسب سياسية
ويتفق المحلل السياسي ياسر احمد مع نبيل عمرو على أن حماس حصدت من وراء اللقاء مكاسب سياسية في أكثر من اتجاه، لكنه لا يتوقع أن تترجم الرسائل بتغيير مواقف سياسية عربية ودولية أو حتى تخفيفها تجاه حماس ما لم تستجب الأخيرة لشروط الرباعية الدولية لجهة تخفيف الحصار عنها في غزة والدخول معها في حوارات طويلة.
ويقول احمد: يجب النظر في النتائج التي تمخض عنها اللقاء، وليس في اللقاء ذاته، ويضيف حماس تبحث منذ أشهر في اختراق جدران العزلة الدولية بفتح حوارات مع دبلوماسيي عدد من الدول الغربية في محاولة لفتح أبواب جديدة لها في بعض الدول الغربية.
ويشير احمد إلى أن لقاء الرئيس الروسي بمشعل سيساعد حماس في إقناع بعض من الدول الغربية التي تحاورها منذ أشهر طويلة، في تغيير مواقفها، وإخراجها من حيز السرية إلى دائرة الضوء؛ وخروج هذه المواقف أو حتى المباحثات بين حماس والدول الغربية إلى الضوء يحتاج إلى دفعة سياسية قوية لحماس بهذا اللقاء.
ويختلف الدبلوماسي الفلسطيني وسفير فلسطين في الهند عدلي صادق، في تقييمه للقاء مشعل بمدفيديف عن سابقيه، ويتجه بالتحليل في منحى مغاير، ويقول: إن الروس يريدون تبريد المنطقة وإعادة إطلاق محادثات التسوية.
فعلى هذه الأساس يتواصلون مع الجميع، وفي هذا، تراهم أعمق وأكثر صدقية من الأمريكيين، بل تشعر أنهم يختلفون عن الأمريكيين في بعض التفاصيل.
ويشير إلى أن ميدفيديف وبوتين يحرصان على أن يظهر بلدهما الكبير في وضع القوة العظمى الرشيدة، التي تسعى إلى السلام بدل الحرب، فتحض على استمرار التهدئة والانخراط في السلام وإطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، ضمن صفقة يتقبلها الطرفان ولا تلبي كل مطالبهما.
ويضيف صادق، أن موسكو تستفيد من العلاقة مع حماس بقدر استفادة الأخيرة من روسيا، إذ تفهم موسكو حقيقة أن علاقتها مع حماس، كحلقة مهمة من تنظيم الإخوان المسلمين السُني المنتشر، من شأنها تقريب الجماهير السٌنية وإرضائها وتجاوز وقائع السياسة الروسية في الشيشان وغيرها.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة 16.5.2010
المفضلات