هل تقايض حواء فارس أحلامها بنجاحها؟
فتحي الأغوات - يتخطى طموحهنّ فكرة الزواج والإنجاب.. يحلمن بالمركز والثراء بعيداً عن أي عائق قد يمثله الزواج وتعقيدات الحياة العائلية التي قد لا تسمح لهن بالتفرغ والاجتهاد للوصول إلى أعلى المراكز والمناصب.. فهل تغير مفهوم الزواج لدى بنات اليوم ولم يعد أساسياً بعد أن كان حلماً منتظراً؟!
مها (...) (35 سنة) مسؤولة في إحدى المؤسسات الخاصة تؤكد أنها ترفض التنازل عن مركزها واستقلاليتها في الحياة العملية لصالح الحياة الزوجية.
وتقول «تعبت لأصل إلى موقعي الحالي حتى أصبحت مسؤولة في أهم الأقسام في مؤسستي ولن أتخلى عن هذه المكاسب من أجل الزوج والإنجاب».
وتضيف «أعشق مهنتي وقد ضحيت بوقتي وصحتي ولذلك فإنني لن أخذل نفسي بفكرة الزواج واحلم بالارتقاء بعملي وتبوء مراكز عالية».
وتقول إيمان (...) طالبة السنة الأولى في جامعة مؤتة إن فكرة الزواج بالنسبة لها حالياً غير مطروحة، معتبرة أن «إكمال دراستي أهم أمر في حياتي».
وتستدرك قائلة «لن اختار العمل والأحلام الشخصية على فارس الأحلام وإنجاب الأولاد في التأسيس لعائلة أسوة بأمي فهي قدوتي في الحياة».
أما رولا (...) موظفة العلاقات العامة فترى أن الزواج «قسمة ونصيب».
وتؤكد «للعمل حالياً أولوية لديّ ومن حقي أن أحلم بالنجاح والتقدم في مسيرتي العملية وتحقيق شيء من التميّز»، وأما الزواج فله وقته حينما تلتقي بنصيبها.
وفاء (...) فتاة في أواخر العشرينات، متزوجة منذ أربعة أعوام ولديها ولدان، سيدة أعمال وتدير مشروعاً خاصاً تقول إن المؤسسة الزوجية لا يمكن أن تحدّ من طموح الفتاة وهذا ما حدث معي.
وتؤكد أن مسؤولية الزواج لا يمكن أن تكون عائقاً في وجه تقدم الفتيات بل على العكس يمكن للزوج أن يساعد في تحقيق الطموح والأهداف التي تسعى إليها الفتاة، معتبرة أن تميّزها واجتهادها نجاح للطرفين، داعيةً الفتيات إلى العقلانية في الموقف من العمل والزواج.
الطالب الجامعي نسيم الطراونة يقول إن أغلب فتيات اليوم يبحثن عن ما يحقق لهن الاستقلالية المالية واثبات دورهن وفاعليتهن في المجتمع ومنافستهن للرجل.
ويلفت إلى أن قصة النجاح في العمل التي قد تستحوذ على إدراك الفتاة يجب ألا تؤثر كثيراً في تبني دورها الحقيقي وحاجتها الأنثوية والعاطفية في أن تكون زوجة وأماً.
ويرفض أحمد الرواشدة مقولة تبدل أولويات الفتيات في تقديم شغفهن بالعمل والمراكز الوظيفية على اهتمامهن بالزواج، ويؤكد - حسب رأيه- أنه ومهما علا شأن الفتاة فإن حلمها في أن ترى نفسها عروساً ترتدي ثوب الزفاف وأماً تحتضن طفلها يظل حلماً يراودها.
فيما يؤكد أخصائيون في علم الاجتماع أن إسقاط الفتيات لأولوية الزواج والأمومة من اجل النجاح المهني لا ينطبق إلا على شريحة معينة في المجتمع حيث المحددات الأسرية والبيئية وبخاصة في المجتمعات التي يعيش أفرادها نوعاً من الاستقلالية المادية والمعنوية إضافة إلى الأثر الذي تركه الانفتاح الاجتماعي من خلال وسائل الاتصال الحديثة من انترنت وفضائيات على شخصية فتيات اليوم وانتشار فكرة الحرية الفردية للمرأة.
ويشدد الأخصائيون على ضرورة الموازنة بين العمل والعائلة وعدم تسخير طرف على حساب الطرف الثاني
رد مع اقتباس
المفضلات