حرب المصطلحات والمفاهيم أداة حرب نفسية للصهاينة ضد الأمة العربية
"الحقيقة الدولية" تعمل على ترسيخ المفاهيم الحقيقية لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وتسمي الأشياء بأسمائها
الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية
ترسخ "الحقيقة الدولية" ومن خلال أذرعها الإعلامية المختلفة، في أدبياتها الإعلامية مصطلحات الصراع مع العدو الصهيوني، إدراكا منها بشمولية الصراع مع هذا الكيان المغتصب للتراب الفلسطيني، وأهمية الإعلام في أطر تلك الحرب، خاصة أن العدو كان واعيا تماما لأهمية ودور الإعلام في تغيير معادلات الصراع على أرض الواقع.
ويبدو جليا أن ما يزعج العدو الصهيوني هو بقاء ذاكرة الأمة حاضرة واستمرار قلبها النابض وتواصل التوريث للأجيال القادمة بان فلسطين التاريخية بكامل جغرافيتها وبكل مسمياتها حق للأمة وأنها ستبقى إسلامية عربية ولن تكون غير ذلك.
لقد رمت "الحقيقة الدولية" المصطلحات الصهيوني التي قام على نشرها هذا العدو عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية، بسلة المهملات وأستعاضت عنها بمصطلحات عربية وإسلامية تشخص طبيعة الصراع وأبعاده السياسية والحضارية والتاريخية والدينية.
ففي مقابل مصطلح "إسرائيل" أو "دولة إسرائيل" كان هناك مصطلح "كيان العدو الصهيوني" أو "كيان العدو"، وهو يدل على رفض التسليم بوجود هذا الكيان الغاصب بصورة شرعية، كما أن استخدام مصطلح كيان العدو رفض إصطلاحي للتطبيع مع هذا الكيان ورفض تقبل تواجد هذا الكيان في أطر الشرعية.
وفي مقابل أستخدام مصطلح "المطالب" الفلسطينية، تم أستخدام مصطلح "الحق" الفلسطيني، فالمصطلح الأول "المطالب" يحمل في طياته الكثير من التهوين وازدراء الحقوق الفلسطينية ويجعل إمكانية التنازل عنها أمرا مستساغا إذ ثمة فرق شاسع ومسافة كبيرة جدا بين "الحق" و "المطلب"، فالحق ثابت راسخ لا يتغير ولا يتبدل ولا يجرؤ أحد على المساس به وهو خارج نطاق التفاوض ودائرة المساومة السياسية، فيما يبدو مصطلح "المطالب" محض رغبة لشخص أو فئة أو حزب قد تكون لها صفة المشروعية أو لا تكون.
كما أنه يحمل صفة "الآنية" وهو بذلك يختلف باختلاف الواقع وتحول الرغبات وهذا يضعه تحت طائلة المساومات والتنازلات ومن ثم نسمع حديث العدو الصهيوني عن عدم الإستعداد للتفكير "بمطلب" اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لبلادهم ووضع الحقوق الفلسطينية في مصاف المطالب يضيع تلك الحقوق الثابتة.
وتستخدم "الحقيقة الدولية" مصطلح "الصراع" مع العدو الصهيوني بديلا عن مصطلح "النزاع" الذي تروجه الماكينة الإعلامية الصهيونية، فمصطلح "النزاع" يعمل على التخفيف من وطأة الصراع والحرب المستعرة بين الأمة العربية الإسلامية وبين العدو الصهيوني ويحاول ذلك المصطلح تقزيم الصراع واختزاله بحيث يبدو وأنه ثمة خلاف على بضعة أمتار من الأرض يتنازع عليها الفلسطينيون مع العدو الصهيوني.
وبدلا من مصطلح "المعتقل" الذي بدأ كيان العدو الصهيوني يستخدمه للدلالة على الأسرى، استخدمت "الحقيقة الدولية" مصطلح "أسير".
فكيان العدو الصهيوني يعمل جاهدا على تصوير المقاومين الفلسطينيين على أنهم خارجون عن القانون وأنهم فلول مجرمة تستحق الملاحقة والمحاكمة، كما أنه يعني تسويغ وتسويق الأكاذيب الصهيونية التي تدعي حق العدو الصهيوني في معاملة هؤلاء المقاومين كمجرمين خارجين عن القانون وعدم معاملتهم كأسرى حرب.
ويعول العدو الصهيوني كثيرا على ترسيخ مصطلح "التطبيع" كمدخل لاستقرار وجوده في المنطقة ومجال التطبيع الأبرز الذي يرنو إليه العدو الصهيوني يرتبط بالواقع الإجتماعي والذهنية العامة فحلم العدو الصهيوني وشاغله الأكبر ليس التطبيع السياسي الفوقي والذي أثبت محدودية مردوده بل التطبيع المرتبط بالمجال المجتمعي وانتشار فكرة القبول بالعدو بين جموع أبناء الأمة، ولهذا السبب يصر العدو الصهيوني في اتفاقاته ويلح بالطلب من أجل التدخل في إقرار وكتابة مناهج تعليمية تدعو صراحة إلى تقبل فكرة التطبيع مع هذا العدو الصهيوني.
وننوه إلى اننا في مجموعة "الحقيقة الدولية" الإعلامية سنضع اسم كيان "إسرائيل" بين قوسين في الاقتباسات المباشرة، لعدم اعترافنا بهذا الكيان المسخ.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية 17.4.2010
المفضلات