احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تفسير (30-33) من سورة الحج

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Mar 2010
    المشاركات
    976
    معدل تقييم المستوى
    58872

    تفسير (30-33) من سورة الحج

    بسم الله الرحمن الرحيم




    [‏30 - 31‏]‏ ‏{‏ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ *حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ‏}‏ ‏

    {‏ذَلِكَ‏}‏ الذي ذكرنا لكم من تلكم الأحكام، وما فيها من تعظيم حرمات الله وإجلالها وتكريمها، لأن تعظيم حرمات الله، من الأمور المحبوبة لله، المقربة إليه، التي من عظمها وأجلها، أثابه الله ثوابا جزيلا، وكانت خيرا له في دينه، ودنياه وأخراه عند ربه‏.‏

    وحرمات الله‏:‏ كل ماله حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام، وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل، ثم ذكر منته وإحسانه بما أحله لعباده، من بهيمة الأنعام، من إبل وبقر وغنم، وشرعها من جملة المناسك، التي يتقرب بها إليه، فعظمت منته فيها من الوجهين، ‏{‏إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ‏}‏ في القرآن تحريمه من قوله‏:‏ ‏{‏حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ‏}‏ الآية، ولكن الذي من رحمته بعباده، أن حرمه عليهم، ومنعهم منه، تزكية لهم، وتطهيرا من الشرك به وقول الزور، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ‏}‏ أي‏:‏ الخبث القذر ‏{‏مِنَ الْأَوْثَانِ‏}‏ أي‏:‏ الأنداد، التي جعلتموها آلهة مع الله، فإنها أكبر أنواع الرجس، والظاهر أن ‏{‏من‏}‏ هنا ليست لبيان الجنس، كما قاله كثير من المفسرين، وإنما هي للتبعيض، وأن الرجس عام في جميع المنهيات المحرمات، فيكون منهيا عنها عموما، وعن الأوثان التي هي بعضها خصوصا، ‏{‏وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ‏}‏ أي‏:‏ جميع الأقوال المحرمات، فإنها من قول الزور الذي هو الكذب، ومن ذلك شهادة الزور فلما نهاهم عن الشرك والرجس وقول الزور‏.‏

    أمرهم أن يكونوا ‏{‏حُنَفَاءَ لِلَّهِ‏}‏ أي‏:‏ مقبلين عليه وعلى عبادته، معرضين عما سواه‏.‏

    ‏{‏غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ‏}‏ فمثله ‏{‏فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ‏}‏ أي‏:‏ سقط منها ‏{‏فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ‏}‏ بسرعة ‏{‏أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ‏}‏ أي‏:‏ بعيد، كذلك المشرك، فالإيمان بمنزلة السماء، محفوظة مرفوعة‏.‏

    ومن ترك الإيمان، بمنزلة الساقط من السماء، عرضة للآفات والبليات، فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاء، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطفته الشياطين من كل جانب، ومزقوه، وأذهبوا عليه دينه ودنياه‏.‏

    ‏[‏32 - 33‏]‏ ‏{‏ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ‏}‏

    أي‏:‏ ذلك الذي ذكرنا لكم من تعظيم حرماته وشعائره، والمراد بالشعائر‏:‏ أعلام الدين الظاهرة، ومنها المناسك كلها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ‏}‏ ومنها الهدايا والقربان للبيت، وتقدم أن معنى تعظيمها، إجلالها، والقيام بها، وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد، ومنها الهدايا، فتعظيمها، باستحسانها واستسمانها، وأن تكون مكملة من كل وجه، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله‏.‏

    ‏{‏لَكُمْ فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ ‏[‏في‏}‏ الهدايا ‏{‏مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى‏}‏ هذا في الهدايا المسوقة، من البدن ونحوها، ينتفع بها أربابها، بالركوب، والحلب ونحو ذلك، مما لا يضرها ‏{‏إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى‏}‏ مقدر، موقت وهو ذبحها إذا وصلت مَحِلُّهَا وهو الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، أي‏:‏ الحرم كله ‏"‏منى‏"‏ وغيرها، فإذا ذبحت، أكلوا منها وأهدوا، وأطعموا البائس الفقير‏.‏

    ‏[‏34 - 35‏]‏ ‏{‏وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏

    أي‏:‏ ولكل أمة من الأمم السالفة جعلنا منسكا، أي‏:‏ فاستبقوا إلى الخيرات وتسارعوا إليها، ولننظر أيكم أحسن عملا، والحكمة في جعل الله لكل أمة منسكا، لإقامة ذكره، والالتفات لشكره، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ‏}‏ وإن اختلفت أجناس الشرائع، فكلها متفقة على هذا الأصل، وهو ألوهية الله، وإفراده بالعبودية، وترك الشرك به ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَلَهُ أَسْلِمُوا‏}‏ أي‏:‏ انقادوا واستسلموا له لا لغيره، فإن الإسلام له طريق إلى الوصول إلى دار السلام‏.‏ ‏{‏وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ‏}‏ بخير الدنيا والآخرة، والمخبت‏:‏ الخاضع لربه، المستسلم لأمره، المتواضع لعباده ، ثم ذكر صفات المخبتين فقال‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ أي‏:‏ خوفا وتعظيما، فتركوا لذلك المحرمات، لخوفهم ووجلهم من الله وحده، ‏{‏وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ‏}‏ من البأساء والضراء، وأنواع الأذى، فلا يجري منهم التسخط لشيء من ذلك، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم، محتسبين ثوابه، مرتقبين أجره، ‏{‏وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ‏}‏ أي‏:‏ الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة، بأن أدوا اللازم فيها والمستحب، وعبوديتها الظاهرة والباطنة، ‏{‏وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏ وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة، كالزكاة، والكفارة، والنفقة على الزوجات والمماليك، والأقارب، والنفقات المستحبة، كالصدقات بجميع وجوهها، وأتي بـ ‏{‏من‏}‏ المفيدة للتبعيض، ليعلم سهولة ما أمر الله به ورغب فيه، وأنه جزء يسير مما رزق الله، ليس للعبد في تحصيله قدرة، لولا تيسير الله له ورزقه إياه‏.‏ فيا أيها المرزوق من فضل الله، أنفق مما رزقك الله، ينفق الله عليك، ويزدك من فضله‏.‏


    تفسير السعدي رحمه الله وهو شيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    بارك الله فيك للطرح
    لك الاجر والمثوبة
    سلمت الايادي





  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jun 2010
    الدولة
    حيث يخلد قلبي الى السكون
    المشاركات
    10,243
    معدل تقييم المستوى
    24

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Sep 2008
    الدولة
    في بستان الورد
    المشاركات
    24,164
    معدل تقييم المستوى
    21474876
    جزاك الله ألف خير

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2009
    العمر
    34
    المشاركات
    6,308
    معدل تقييم المستوى
    21
    [IMG]http://www.************/up/uploads/nsaayat3b90ac8cea.gif[/IMG]

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Apr 2009
    الدولة
    zarqa...jordan
    العمر
    33
    المشاركات
    3,011
    معدل تقييم المستوى
    19
    الله يجزيك الخير يارب
    في ميزان حسناتك ان شاء الله

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    بارك الله فيك

    وجزاك خير الجزاء

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

المواضيع المتشابهه

  1. 550 مرشحاً للتعيين في العدل
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 11:09 PM
  2. يا سلام ما حدا أد الشباب يلا ادخلو ... بالاخص ابن الزعبي
    بواسطة بنت الاردن11 في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 27-10-2009, 12:57 PM
  3. وجع بغداد
    بواسطة مشهور في المنتدى منتدى الشعر والشعراء
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-03-2009, 05:17 PM
  4. صندوق ائتمان بين الاردن والناتو
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-01-2009, 03:24 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك