بعد مضي سنه من وفاة الحفيد الاول للاسرة " الصادق الامين "
لم يقوى الجد الاكبر على فراقه ....فقيل انه توفي حزناً عليه ...!!
اما الامير الطاهر ...فقد اشرف على تربية ابنته وعلمها كل شيء
ووفر جميع سبل الراحة لها
اما زوجته الاستراليه لم ترزق بأي ابن ...رغم محاولاتها الكثيرة في الانجاب !
مما جعل " نسرين " وامها تكثر الزيارات للقصر بحجة انها تواسي ام الامير الطاهر ،، الا ان
الاميرالطاهر لم يرق له الامر في البداية ...ومع ذلك قام بالترحيب بهم ...
بحجة انه "مهما جرى وصار بينهم ستبقى القربة وعلاقة
الدم اقوى ...وتستمر الحياة ...".
زوجته الاستراليه شعرت بالغيره حين رؤيتها
واخبرته بأن طليقته لابد ان لاتعامله هكذا خصوصا بأنها قامت
بجريمة شنعاء ...وليس بالامر الهين ....فنشبت بعض الخلافات بسبب ذلك
مما جعلها تسافر الى بلدها بصحبة ابنته " الامينة زاد " حتى تكمل تعليمها ...وسيقوم بزيارتهم
اوقات العطل والمناسبات مع والدته .حسب الاتفاق بينهم !!....
وهكذا عاشا الامير الطاهر وكرس حياته في عمله
حتى امتلك اغلب الاراضي والاماكن واصبح رجل اعمال شهير
بماله وباخلاقة الكريمة .في البلد وخارج اليلد ...
وحاولت طليقته نسرين التقرب منه واستغلال الوقت بحجة انها ترعى والدته ....الا انه لم يعرها اهتمامه
واستمر بمعاملتها بشفقه كــأبنة خال فقط ....
حتى انها تمادت وصرحت بحبها له من جديد ...فضحك قائلاً لها :
لم يعد بيننا شيء ...لاانكر اني لازلت احبك ِ ...ولكن مهما فعلتِ لن تملكيني من جديد ...
فزوجتي الراحله لو تعود من جديد سأتزوجها من جديد ليس لانني احبها ...ولكن عشقت روحانيتها
عشقت حبها لي حتى ظننت بأنني آله امامها وليس كــ زوج ...لقد أحبتني وسأحبها ايضاً مدى الحياة ...
ولن يستطيع أي شخص ان يملكني بالطريقة التي ملكتني بها ...!!
فهزت رأسها ساخره وقالت : إذا ماذا عن زوجتك الاسترالية الكافره ؟؟
فقال لها : اولا هي ليست بكافره ...وثانياً مابيني وبينها لايخصك ...
وان كنت ِ تبحثي عن زوج فابحثي بعيداً عني ....!!
غضبت كثيرا من تصرفه .. وذهبت الى منزلها والحزن يعلوها ....
فاخبرت والدتها بأنها ستنتقم منه ....
وفعلاً كان لديها اخ اسمه " ياسر " ...اخبرته ان يعشق " الامينة زاد " فهي جميلة ومثقفه
وتملك المال .والقوة وقد يستفيد منها ومن والدها ...اعجب بالفكرة .....!
ومرت سنوات حتى اصبح عمر الامينة زاد " 19 سنه " ...فتعمد ياسر بمواقفه كي يصدم بها
منذ وصولها للبلد حتى دخولها الى منزلها ...ظناً منها بأنها مجرد صدف ....!!
وفي اليوم الثاني اتفق مع رفقائه ان يهجمو عليها كــ قطاع طرق اثناء زيارتها لاحدى
المساجد مع عمتها " الاستراليه "
وفعلا تم الهجوم عليهم وتعالت صراخ الامينة زاد من الخوف ...اما الاستراليه حاولت لكمهم
ولكن لم تستطع القضاء عليهم لوحدها حتى جاء " ياسر " وقام بتحريرهم ...وهنا رفع علم
وشعار اسمه " الشاب الشجاع " !!
وقال لهم " انا اسمي ياسر بن فلان " ...فقالت الامينة زاد : انك ابن خالي ...فابتسم قائلاً :
اذا انتي الامينة زاد ...لم اتصور حقاً بأنك جميلة .....!!
فضربت الاستراليه رأسه مازحه وقالت : استحي لازلت صغيراً على هذه الامور !!
فذهبا معا ًالى القصر ....واستقبلهم الامير الطاهر بنفسه مع والدته ...فحضنت الامينة
زاد والدها بقوة ....وسط ضحكات بريئه ....ومن ثم قام بالسلام على زوجته وتقبيلها
وبعد ذلك حاول " ياسر " تقديم نفسه مرة اخرى ،، فقال له الطاهر : شكرا ...يمكنك الذهاب
والمغادرة الى منزلك !!
فقالت له ابنته " لابأس يمكنه تناول العشاء معنا ،، مارأيك ؟؟
فقد قام بالكثير لأجلنا اليوم ...وشرحت له الامر بالتفصيل
وهكذا قضيا ليلتهم وسط ضحكات وهمسات ...واغرم " ياسر حقاً " بــ " الامينة زاد " من كل
قلبه وليس خداعاً ...حاول مراسلتها طوال فترة بقائها ...الا انها لاتعلق على رسائلة ولاتجيب
فظن ذلك غروراً او تكبراً ...ولكن هذا الامر ليس صحيحاً ...
فقد كان من يستقبل الرسائل هي عمتها الاسترالية " زوجة ابيها " ....
وذهبت الى منزلهم ذات يوم وقالت له " هذه رسائلك ...خذها ولا تقترب من ابنتي "
واياك واياك ...ان تفعل شيئاً معها قد يسيء لها .....ولا تظن بأني حمقاء
فهذه احدى خطط شقيقتك ...تريد ان تملك الابنة حينما لم تستطع امتلاك الاب !!
فتوسل ياسر لها قائلا : ارجوك صدقيني ليس لاختي أي علاقة بالامر
فأنا فعلا احبها من كل قلبي ...ولــ كم اتمنى ان تساعديني على ذلك !!
فقالت له الاسترالية : ان كنت فعلا عازماً على الزواج منها حسناً ،،
كن رجلاً يعتمد علية ...ابحث عن عمل ....واذا اصبحت شاباً ذات قيمة
حينها يشرفني ان تخطب ابنتي ....ولكن بهكذا حياة لاتتأمل كثيراً ان أزوج
ابنتي من شاب كسول وعاطل ولا يفقه بالحياة شيء سوى النوم والسهر !!
كان كلام الاسترالية له تأثير بالغ جداً فيه...وحاول ان يكون شاباً طموحاً
ورجلاً بمعنى الكلمة الا ان شعوره بالاحباط والاكتئاب والوساوس
حطمت شخصيته ...وايضاً بسبب علاقته بأكثر من فتاة
فقد وعد الكثير بالزواج ...الا انه لم يفي بذلك !!
اخيراً ....
تقدم شاب لخطبة " الامينة زاد " وهو يعمل مع والدها حاصل على ماجستير ...
وشخص ذو كفْ ومناسب لها كــ شخصية ومادياً .....
تزوجت الامينة زاد بالطريقة التقليديه ....فغضب ياسر كثيراً حتى انه حاول
الانتحار ...الا ان شقيقته انقذته في اللحظه الاخيرة !!
لم يصدق ذلك ....وبقي حزيناً وكرر محاولة الانتحار اكثر من مرة !!
واخبر اخته بأنه لايريد غيرها زوجه ...انه يعشقها للجنون !!
فبكت اخته كثيرا لانها هي السبب في ذلك ...وندمت كثيراً
اما الامينة زاد فقد عاشت حياة سعيدة كلها رفاهية ودلالال من زوجها المحظوظ
ورزقت بطفلة اسمها " الفردوس " ...
وفرح كثيرا بها جدها الامير الطاهر وجدتها الكبيرة وايضاً عمتها الاسترالية
ولكن الحظ السعيد لم يكمل توفي زوجها بجريمة بشعه نفذتها ابنة عمته التي كانت مغرمة به
وتزوج بغيرها ...ولم يكن احد يعلم بذلك ومن ثم قتلت نفسها بعد ان تركت رسالة خطية بيدها
تثبت ذلك !!
صعق والد الامينة زاد ..كذلك جدتها لم تتحمل الخبر ...اما زوجة ابيها فقد حاولت البقاء معها
طوال فترة حزنها واهتمت بأبنتها " الفردوس " وحرصت على تربيتها تربية صالحة
اما ياسر فقد زفت له الخبر اخته ذلك ...ففرح كثيراً بالامر ظناً منه بأن هناك مجال كي يتزوج بها
الا ان ذلك لم يتم .فشعر بالاحياط من جديد ...
وقد رفضت الزواج بأكثر من شاب بحجة انها ترغب بتربية ابنتها ...
اما عائلة زوجها فقد حرصت على الاهتمام بحفيدتهم وزيارتهم المتواصلة ...ورحبت العائلة الكريمة
بذلك ....حتى قرر والدها تزويجها من جديد ....واشترط على العريس ان يقبل بأبنته وبحفيدته وان يسكن
معهم في القصر ....
الامينة زاد رفضت في البداية ولكن بعد محاولات من جدتها وزوجة ابيها وافقت اخيراً
وتم عقد القران ....وكان الشاب لايملك الا عملة ...ولكن مع هذا حرص على اسعادها وتلبية
طلباتها ...وقد اغرمت الامينة زاد به ....وانجبت منه مولوده اخرى اسموها " جنات "
وكانت تغار عليه كثيراً ...بسبب وسامته وجماله ..ولانه كانت اغلب فتيات المنطقة تعشقه
الا ان ذلك لم يؤثر على حياته الزوجية لانه حرص ان لايهتم للامور التوافه كي يفسد حياته
وبعد مضي سنتين انجب من جديد بتوأم " ذكر " ...وعهد الى زوجته بتسميتهم فأسمت
الاول " الامير الطاهر " ...تفائلا بأبيها
والثاني " الصادق الامين " كي تحي اسم اخيها الذي فقد فجأة ...
ففرح الامير الطاهر كثيراً ...وولى زوج ابنته على امور كثيره ومناصب هامه ....
واصبح كأبن له يعتمد عليه كثيرا في حياته .....
ولكن بعد مرور الايام انتقلت " والدة الامير الطاهر " // الجده " الى رحمة الله نتيجة مرض
عجز الاطباء عن علاجة
تأثر الامير الطاهر كثيراً بوفاة امه وشعر بأنه فقد جزء هاماً في حياته ...فقد توفي بسبب نوبة قلبيه
بعد ايام من رحيل امه عن الدنيا ...
واكتسح اللباس الاسود الاسرة والقصر لعامين ...وغاب الفرح في عيون ساكنية
فقررت الامينة زاد الانتقال مع زوجها الى بيت اخر وبلد اخر لانها لم تعد تقوى على رحيل الاحبه
...وحاولت اصطحاب زوجة ابيها معها
الا انها رفضت ذلك بحجة انها لاترغب بأن تغادر قبر زوجها العزيز ...!!
رد مع اقتباس
المفضلات