رح احكي لكم قصة عائلة كانت تتمتع بالسيادة المالية والمعنوية والسلطة القوية ،، حيث كانت تحكم
منطقة معينة تحت نظام معين ،، وتدير اغلب الوجهاء والعشائر ولها موارد تثريها وتستنفذ قوتها منه ...
حتى اصبح عميد الاسرة من اثرى الاشخاص بالمنطقة .. او مايعرف با " الجد الاكبر " ...
وكان متزوج من أمرأة عاملها كــ زوجة وشريكة في العمل حيث كانت تدير القلعة
في غيابة ويلجأ اليها اغلب نساء القرى البعيدة والمجاورة ...في شتى انواع المجالات .
.كتدبير العمل بالفلاحه او خلافه او تدينهم بمبلغ معين تحت شروط معينة
وقت الحاجة ... وتساعدهم وتحرص على راحتهم دوماً !!
بعد مضي سنوات انجبت له " الطاهر " وكان الابن الاكبر قام بتدليلة وحرص ابيه على تربيته وتعليمة
بنفسه حيث جلب له اشهر المدرسين والكتاب تحت اشرافه حتى يكون شخصاً متعلماً ومثقفاً يستطيع ان
يساعده في حياته ويدير عمله بشكل افضل منه....وحينما بلغ الثامنة عشر من عمرة قام بتزويجة من ابنة
خالة التي كانت تتمتع بالجمال ولكن كانت مغرمة بشاب اخر ...وبعد اصرار والديها تم الزواج رغماً
عن أنفها ...
توترت حياة " الطاهر " ..منذ اول يوم من زواجة من ابنة خاله وشعر بأنه شاب لايستطيع ان يفهم
ماتريد ...وقد حاول ان يحسن لها علاقته بشتى المجالات ..
.رغم انه كان صلباً امام الجميع ولكن قام بملاطفتها واحسن معاشرتها .....
وترحيلها الى بعض المناطق الريفية للاستمتاع وحتى يزول عنها ماتشعر به من الضيق والملل والعصبيه ،،
ولكن ذات ليلة رجعت الى المنزل وهي مخمورة " أي سكرانه " وكانت بصحبة والدتها ..
.لم تشأ الدخول الى القلعة وقامت بالصراخ قائلة : انني لاارغب به " زوجاً " لااحبه ...طلقوني منه ...!!
استيقظت والدة " الطاهر " من نومها كذلك ابيه وفوجئا برؤيتهاا بهكذا حاله ...وحاولت ام الطاهر
ان تخفي الامر وطلبت من ابو الطاهر الدخول الى غرفة نومه ولكن غضب كثيراً ...وقال :
منذ هذه اللحظة لم تعد لي كنة في البيت ...فقامت ام البنت بالبكاء وحاولت التوسل له ان لايجعل
ابنه يطلق ابنتها ...وستحاول ان تصحح وضع ابنتها ...بحجة انها لاتعرف مصلحتها ولازالت صغيره ..
فخـــرج الطاهر " الشاب الوسيم " قائلا ً : ابنتك طالق ،، طالق ، طالق !!
انها ليست المرة الاولى التي تخرج من منزلها وترجع بهكذا حالة لقد سترت عليها بحجة انها قريبة لي ،،
ولكن اعذريني ياعمتي ...انها لاتعاملني كــ زوج ،، زوجيها بمن ترغب به !!...
خرجت ام الفتاة مكسورة الخاطر ...والفتاة يعلوها الفرح والانبساط ...تركت يدي امها التي كانت ممسكة بها بقوة ... وهربت مسرعة الى عشيقها وحبيبها ظناً منه بأنه سيسعدها اكثر منه وسيحقق طلباتها ،، ولكن صعقت حينما قال لها : لقد خنتي زوجك وترغبين ان اتزوجك ...
ربما تخونيني غداً مع غيري ...انك مجرد ساقطه !!
توقف قلبها عن النبض للحظات ...اصبحت يداها ترتعشا ن وعيونها لم تتوقف من الدموع وخارت قواها واصيبت بانهيار عصبي وحاولت الوصول الى منزل ابيها ...وحينما رأها في عتبة الباب ،، قام بصفعها بوجهها قائلاً :
" نسرين " لم تعودي بنتاً لي ولست اباكِ منذ هذه اللحظة !!
صرخت ام الفتاة وقامت بالبكاء قائله : ماذا حل بنا ؟؟
لقد سعدنا بتزويجك والان اصبحت مطلقة ،، من سيتزوج بك ِ الان ...؟؟
لقد كنت متزوجة من افضل شاب تفخر به القبائل والعشائر ...تتمناه أي فتاة ..ولكن بسبب غباءك
لم تدرك فداحة خطيئتك !!
لم تنطق " نسرين ولا بكلمة " احبت ان تسكن في غرفة لوحدها وتعمل على خدمة شقيقاتها ووالدتها
لعل هناك من سيأتي ويتزوج بها ذات يوم ...وهكذا تأملت والدتها كثيراً بالامر
ولكن للأسف لم تتزوج مطلقاً .........
رغم كثرة الخطاب والعرسان الى انه لايتم المراد لاسباب مجهولة ...!!
اما بالنسبة " للامير الطاهر " فقد تزوج بفتاة ريفية ...اختارها بنفسه وساعدته بذالك والدته..اعجب بحكمتها وحيائها .
.وسعد كثيراً بحياته معها لانها كانت امرأة متدينة وزوجة صالحة له..
.ازدهر ماله وعمله حتى أنشأ شركة خاصة به ...
وأصبح غنياً بماله وغنياً بثقافته حيث اتقن اللغة الانجليزية بمساعدة زوجته ...فقد
سمحت له بالدخول الى احدى المدارس التي تعلم اللغات ...وساهمت كثيراً في تطويرة وسمح لها
ايضاً بالدخول الى المدرسة حتى تتعلم القراءة والكتابة ... وقام بمساندتها ...
و انجبت له اول مولود ذكر اسموه " الصادق الامين " ..
فرح " والد الطاهر ووالدته " كثيرا وقام بولائم كثيرة لأجل حفيدهم وغمرتهم السعادة لفترات ...
وتعالت قرع الطبول والرقصات والاحتفالات
لاسبوع كامل ...حسب التقاليد والعادات المتعارف عليها !!...
وبعد مضي سنتين انجبت له مولودة انثى اسموها " الامينه زاد " ...وفرح بها والدها كثيرا حيث كان يعشق
البنات وتمنى ان يرزق كثيراً بفتيات ...ولكن مرضت زوجتة ولم تستطع الانجاب له ونتيجة المرض
توفت وقد حزن " الامير الطاهر" كثيراً على فراقها حيث لم يشعر بحبها له الا بعد ان وارى جثمانها التراب
لقد احترمها كثيراً ...واحبها بعد وفاتها ....حيث شعر بقيمتها الكبيرة في حياته !!
وفي اثناء ذلك وبينما هو كان مشغولاً في عملة وتربية ابناءة ...رغم وجود الحاشية والخدم تحت اشراف
والدته الا انه اضطر للسفر الى خارج المنطقة لاتمام صفقة معينة ....
وفي اثناء ذلك تعمدت " ابنة خالة نســـرين "
زيارة منزلة ورؤية ابناءه ...وتعلقت بهم كثيراً لدرجة انها انفقت المال الكثير من اجل الهدايا واللعب والالبسه لهم ...الا ان والدة " الامير الطاهر " قالت لها " لاافهم سبب اهتمامك بأبنائي ...رغم انكِ كرهتي ابني في السابق
الا انك الان تحاولين كسب عاطفة ابناءة ...انا لاارغب ان اكون ظالمة ولكن صدقيني ان كانت هناك نوايا
بعقلك فلن تنجح ...فقد جرحت رجلاً برجولته ...واذا جرح فلن يدواى مهما عملتِ ...شعرت نسرين بالقهر
وذرفت عيونها دمعاً وقالت لها : سامحوني لقد أخطأت ...وانسحبت من المكان
وذهبت الى منزلها لتكمل العزاء على نفسها ....!!
اما والدة الامير الطاهر " اصبحت تحادث احفادها وتتمازح معهم !!
وبينما هي تحادثهم واذا والد الامير الطاهر شاهد زوجة ابنة السابقة وقال لها : الم اخبركم
ان هذه الفتاة لايمكن دخلوها الى هذا القصر .fvvv..والا سيتم زجها الى السجن !!
فقالت له : لابأس شرحت لها كل شيء ...ولا داعي ان تضيق عليها اكثر ...فهي جريحة !!
فقال لها : ليست اكثر منا ...44411222..
وفي اثناء ذلك رجع ابنهم الامير الطاهر وشاهدا والديه في الحديقة جالسين ...فجاء اليهم وبادر
بالسلام عليهم وتقبيلهم حسب الاصول ...ونظر الى ابيه وشعر بأنه متضايق وقال له : ماذا بك
ياابتاه ؟؟
فقال له : انني اخشى عليك ان تبقى عازباً ...ارغب بأن تستقر مرة اخرى في حياتك
فتبسم الامير الطاهر قائلاً : ان رأيتم فتاة تشبه زوجتي ام " الصادق الامين " سأتزوجها سريعاً ...
فقالت والدته : رحمها الله لقد كانت ابنه باره بوالديها ومطيعه لزوجها ومحبة لابناءها !!
فتذكر الامير الطاهر ايامها واصابته الكأبة نوعا ما الا انه لم يشأ اخراج ذلك امام أهله
حتى لايشعر بالشفقه او يتضايقو اكثر ويشغل فكرهم كثيراً ....
بعد مرور ست سنوات من وفاة زوجته ...اخيراً قرر الزواج بأمرأة أسترالية ،، كانت شريكته
بالعمل ...وجلبها الى منزلة الا ان والده لم يرق له الامر في البداية وغضب كثيراً ...ولكن بعد
محاولات من والدته وافق اخيراً على ان تكون " كـــنة البيت " ..وقامو بتعليمها القرأن الكريم
وتأدية الصلاة ....والصوم ... حتى انه قام بتأدية مناسك الحج معها ...!!
واستقرت امور " الامير الطاهر " من جديد ...الا انه حينما اصبح عمر " الصادق الامين " 15 سنه ،،
اصيب بمرض ..توفي على اثره وحزنت العائله كثيراً على فقدانه وعلى صباه ...!!
رد مع اقتباس
المفضلات