تزامنا مع مشارفة السلطات المصرية إتمام المراحل النهائية من بناء الجدار الفولاذي على طول الحدود الشمالية الغربية مع قطاع غزة، تمكن أصحاب الأنفاق الفلسطينيون من اختراقه في المناطق التي تمر من خلالها أنفاقهم.
ولا يعني اختراق الجدار زوال مخاوف انهيار الأنفاق في المرحلة المقبلة، لأنه استنادا إلى ملاحظات أصحاب أنفاق التقتهم الجزيرة نت، فإن مياه البحر التي ستعمد السلطات المصرية إلى ضخها عبر أنابيب بلاستيكية أفقية ضخمة ومن ثم تمر عبر أنابيب مثقبة تمتد إلى أكثر من عشرة أمتار في باطن الأرض ستعمل على خلخلة التربة وانهيار الأنفاق.
ويرى بعض أصحاب الأنفاق أن الجدار الفولاذي الذي تمكنوا من خرقه بمساعدة حدادين محليين لا يشكل عائقا أمام تهريب البضائع، لان مهمة غرسه على عمق عشرين مترا في باطن الأرض بشكل مواز للأنابيب المثقبة التي تفصل فيما بينها مسافة 40 مترا تقريبا تهدف إلى منع تسرب مياه البحر إلى الجهة المصرية من الحدود وتركزها على الجهة الفلسطينية لتعويم الأرض.
ورغم ما تردد من أن العمل توقف في بناء الجدار نتيجة تمكن أصحاب الأنفاق من اختراقه، أكد مصدر أمني فلسطيني مطلع للجزيرة نت استمرار العمل في بناء الجدار الفولاذي، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من بناء الجدار توشك على الانتهاء بعد تركز عمل الآليات مؤخرا في المقاطع التي تزدحم فيها شبكة الأنفاق تحت الأرض.
توقعات بإتمام بناء المرحلة الأولى نهاية هذا العام (الجزيرة-ارشيف)
مدة الانتهاء
ورجح المصدر الأمني أن تفرغ السلطات المصرية من بناء المرحلة الأولى من الجدار نهاية هذا العام أو مطلع العام الجديد، لافتا إلى أن مراحل إمداد الجدار بالمياه ورفعه بضعة مترات عن سطح الأرض ربما تحتاج إلى أشهر أضافية أخرى.
وكانت السلطات المصرية قد بدأت قبل أكثر من عام في بناء جدار فولاذي على حدودها مع قطاع غزة لمنع عمليات تهريب البضائع عبر الأنفاق منذ فرضت تل أبيب حصارها على غزة قبل أربعة أعوام تقريبا.
ويقول أحد أصحاب الأنفاق الذي فضل عدم ذكر اسمه إن العاملين لديه في النفق تمكنوا من اجتياز الجدار الفولاذي السميك بأقراص كهربائية ومشاعل حرارية شديدة الحرارة لصهر الجدار وإحداث فتحة كانت تحول دون نقل البضائع عبر النفق من الجانب المصري.
وقال للجزيرة نت إن الغزيين تمرسوا على امتهان عمليات حفر الأنفاق لدرجة باتوا معها قادرين على مواجهة كل المعيقات وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما يعترض سبل استمرار حفر الأنفاق.
الجدار لم يقض على الأنفاق حتى الآن (الجزيرة نت-أرشيف)
عملية الاختراق
وأوضح أن اختراق الجدار الفولاذي يتم بعد أن تنتهي السلطات المصرية من إنزال الجدار في المنطقة التي يتواجد بها النفق ينزل بعدها حداد إلى النفق ومعه أسطوانة أوكسجين كبيرة ويباشر بعملية إذابة الفولاذ وعمل فتحة يتراوح قطرها بين 60 سم و70 سم في مدة تقارب أسبوعا أو كثر.
يشار إلى أن الجدار الفولاذي يتكون من ألواح فولاذية يقارب طولها 20 مترا وعرضها نحو متر وبسمك 5 سنتيمترات، يتم إنزالها في باطن الأرض، في حين يبرز منها ما يقارب نحو متر فوق سطح الأرض، تقوم آلة للحفر يتراوح طولها بين 7 و8 أمتار بعمل ثقوب في الأرض بشكل لولبي، ومن ثم تقوم رافعة بإنزال أنابيب مثقبة بعمق بين 20 و30 مترا يفصلها بعضها عن بعض ما بين 30 و40 مترا وموصولة أفقيا بأنبوبة ضخمة تمتد من البحر غربا حتى ملتقى الحدود المصرية مع غزة شرقا بطول 10 كيلومترات تقريبا.
المصدر: الجزيرة
المفضلات