لماذا يبتز سائق التكسي المواطن ؟.
اجبد - بالعادة نتناول معاناة المواطن مع سائقي التكسي لما يتعرض له من استغلال دائم خصوصا في ساعات الليل وهي صورة لمسلسل دائم من المشاكل التي لا تنتهي التي قد تصل احيانا للملاسنة بين السائق والراكب ، ولا انسى جهود الجهات الامنية التي تقف دوما مع مصلحة المواطن وحمايته من الاستغلال والابتزاز ففي احد الليالي وعلى دوار الرابية قطع رجل امن الحبل على احد سائقي التكسي الذي كان يتفاوض مع احد الاشخاص على طلب اجرة اضافية حيث طلب من سائق التكسي تأمين المواطن للمكان الذي يريده دون دفع اجرة اضافية ، لكن وكثير من الاحيان يتعرض المواطن لابتزاز سائق التكسي لكن ما الذي يدفع سائق التكسي لتلك الممارسات غير المبررة ، هذا السؤال دفعنا للبحث عن اهم معاناة سائق التكسي في ممارسة مهنته ودفع عينة منهم لاستغلال حاجة المواطن .
الكثير من سائقي التكسي الذين يعملون “بضمان” السيارة يواجهون مشكلات عديدة مع مالك التكسي الذي يبتز جيوبهم بتحميلهم ضمان يومي عالي مقد ما بين 23 الى 27 دينار يوميا ، مما يرهق نفسية السائق العامل على التكسي ويجعله في حيرة دائمة لتدبر اجرة الضمان اليومية ممثلة بسلسلة من الممارسات المبتزة لجيب المواطن وغيرها من التذمر امامه من ضيق الحال واستغلال مالك التكسي له .
وبعد الاجراءات الاخيرة التي تنص على وجود عقد بين مالك التكسي والعامل عليها والشروط المترتبة عليها في عدم ترخيص لتكسي بدون وجود عقد جاء هذا البند كسلسلة احترازية لضمان حق السائق العامل الذي لا يجد في هذا البند اي ضمان لحقوقه .
”عين نيوز” التقت بشكل عشوائي بمجموعة من سائقي التكسي الذين تحدثوا عن معاناتهم وابتزاز مالكي التكسي لهم والذي يدفع البعض لابتزاز المواطن لتأمين ضمان التكسي يوميا :
عمر 27 عام وهي يعمل على احد سيارات التكسي بضمان 25 دينار يوميا ويشير الى معاناته الدائمة لتأمين الضمان اليومي خصوصا ان هذه الفترة الضعيفة من حيث اقبال الناس ، ومن هنا يستمر المسلسل اليومي بين سائق التكسي والمواطن ، ويرى عمر ان هذا ليس تعميما على كافة سائقي التكسي لكن هناك ممارسات خاطئة بحق المواطن ومنها احراجه بالتحجج بعدم وجود “فكة” لرد باقي المبلغ وغالبا ما يكون “فراطة” اي عشرات القروش ، بالاضافة لابتزازه ليلا من خلال دفع اجرة اضافية على العداد بحجة عودة التكسي بدون زبائن من بعض مناطق العاصمة .
” ذنب من “
وهذا ما يؤكده سمير السعايدة الذي يستقل تكسي يوميا بعد انتهاء دوامه من احد المولات متأخرا بحيث يطلب سائق التكسي اجرة اضافية لعودته من غير ركاب من تلك المنطقة ، ويتسائل سمير هل هذا ذنب يجب ان يتحمله المواطن فهناك الكثير من الاعباء التي يتكبدها فلم يبقى الا ابتزاز سائقي التكسي لنا.
“الضمان السيارة … السبب “
ولم يخفي سميح 29 عام احد سائقي التكسي في عمان عن معاناته مع مالك السيارة الذي يصرخ بوجه مرار اذا لم يعطيه الضمان اليومي كاملا ، ويشير سميح هناك مواسم لا يستطيع العامل على التكسي من تحصيل الضمان اليومي وصاحب التكسي لا يقدر ذلك بحجة ان ليس له ذنب ، ويرى سميح ان ذلك يساهم في زيادة استغلال حاجة المواطن وابتزازه وهذا ليس تعميم على كافة سائقي التكسي ، فانا لا استطيع ان امارس اي من السلوكايات لاستغل حاجة المواطن وهذا يؤدي الى تكرم الكثير من الزبائن معي من خلال تعوضي بالباقي .
ويعتبر محمد 28 عام احد العاملين على سيارات التكسي ان ابتزاز المواطن من قبل بعض سائقي التكسي ليس من مصلحة السائق فالمواطن لا يحب الاستغلال ، فاذا تعامل بحسن ولطف فهو يدفع اجرة اضافية لسائق من تلقاء نفسه ، لكن الضغط لا يولد الا الانفجار بين الطرفين ، فليس هناك قانون يدفع سائق التكسي بالزام المواطن على دفع اجرة اضافية ، ويرى محمد ان المواطن في العاصمة على درجة عالية من الوعي ويذكر ان زميل له ابتز احد المواطنين بطلب اجرة اضافية مما دفع المواطن لطلب شرطة له ، وهذا ليس من مصلحة سائق التكسي فالمواطن احيانا يرتب اموره على دفع اجره معينة وهي الحق وطلب الاجرة الاضافية هو من باب الاستغلال وهذا ما لا يحبذه احدا من الناس ، اما بالنسبة لضمان التكسي فالمواطن ليس له ذنب باستغلاله والمشكلة تكمن مع مالك التكسي.
“تحديد الضمان اليومي”
وهو ما طالب به عمار احد المتظمنين لاحد سيارات التكسي في العاصمة من خلال مطالبته للجهات المختصة بتحديد اجرة الضمان اليومي التي تتفاوت من سيارة لاخرى مما ينهي هذا الخلاف بين السائق والمالك .
“التعرفة الليلية “
وتسائل رأفت 30 عام عن التعرفة الليلية التي نشرت في الصحف ليكون هناك تعرفة تبدأ من الحادية عشر مساء والتي تساهم بشكل كبير من حد الخلاف بين سائق التكسي والمواطن ، فتحديد الاجرة “فتحة” العداد لها اثر كبير في تقليص هذه المشكلة ، وتنى من الجهات المعنية بتفعيل هذا الموضوع في اسرع وقت تلافيا للخلافات التي لا تنتهي بين السائق والمواطن.
“وجهة نظر”
ويرى راكان 26 عام احد المتظمن لاحد السيارات ان من حق سائق التكسي اخد اجرة اضافية ليلا خصوصا عندما يكون الطلب في احد المناطق البعيدة مما يترتب على ذلك قطع السائق لمسافة طويلة من غير ركاب ، مؤكدا على استغلال مالك السيارة للسائق بموضوع الضمان اليومي الذي لا يحصله في الكثير من الاحيان.
هذا ما اكد عليه مروان 25 عام الذي يدفع 24 دينار كأجرة ضمان يومية مما يدفعه في بعض الاحيان لاستغلال المواطن معتمدا على وجهة نظر “حسب الزبون” ويعتقد مروان ان استغلال بعض الاشخاص ليس بالامر السيء فنهاك زبائن يدفعون بدون نقاش مقابل وصولهم للمكان الذي يردوه بالوقت المحدد .
رد مع اقتباس
المفضلات