البعض يعتبرها مخرجا من ضائقة مالية والأخر يراها إرهاقا للجيوب!!
العيدية تنتقل من السلف الى الخلف بعاداتها وقيمها الجميلة
تدخل ( العيدية ) البهجة والسرور على قلوب الأطفال والنساء كاحدى اهم المظاهر التي تعزز التواصل وتقوي من صلة الرحم بين الناس في العيد .
ظلت العيدية حاضرة تنتقل من السلف الى الخلف بعاداتها وقيمها الجميلة الى ايامنا هذه ، رغم التغيرات التي حدثت في المجتمعات وما واكب ذلك من تطورات اثرت على النسيج الاجتماعي .
" أول ما يرتبط في ذاكرتي عندما نستقبل العيد ، ما يمكن ان احصل عليه من عيدية من الاهل والاقارب ، فمع بزوغ الشمس تجدني في ملابسي الجديدة مع اشقائي ننتظر ما يوضع في ايدينا فرحين بها بغض النظر عن قيمتها صغيرة كانت ام كبيرة " حسب ما تعبر الطفلة ألاء ثابت .
وتعبر ام سلامة عن استيائها من طريقة ما يتم في العيد ، حيث يقوم اخوتها عند حضورهم في أول ايام العيد ، بتقديم المعايدة لها امام اطفالها ما يحرجها ويشعرها بانها كالأطفال.
فيما تجد عالية " ان المعايدة عادة محببة لأنها تنقذها من ازمة مالية تكون قد عانت منها في فترة تسبق العيد ، وتساعدها في تحقيق ما ترغب او ما ينقصها " .
وفي الوقت الذي يعتبر فيه ابو ليث ان المعايدة من اجمل ما يتم في العيد تجاه والدته واخواته البنات والأطفال الصغار من الجنسين يجد ابو حمزة ان تقديم العيدية ترهقه ماديا للظروف التي يعاني منها وأسرته نظرا لارتفاع أعباء الحياة ، الأمر الذي يجعله يتخلف عن زيارة بيوت الخالات والعمات .
اما ابو جعفر فلا يجد في معايدة والدته وشقيقاته والعمات والخالات ما يتسبب بأي أعباء مادية جديدة الا ان أكثر ما يجهده تلك المعايدات التي تقدم لأطفاله ما يجبره على إعادة المعايدة لأطفال آخرين بذات المقدار الذي استلمته جيوب اولاده .
ومع ان فاتن تؤيد مثل هذه العادة المحببة ، الا انها تنتقد طريقة تقديمها خاصة عندما تتم معايدتها من قبل الأعمام والأخوال على عجل بطريقة تشعرك بأنها مشكلة اجتماعية وليس قيمة للتواصل والرحمة .
يؤكد رئيس المركز الإسلامي في الجامعة الأردنية الدكتور احمد العوايشة ان العيدية تدخل السرور على قلوب الأطفال بالعيدين ، وتشجعهم على اداء فريضة الصيام التي يعقبها العيد لافتا في هذا الصدد الى انه قديما كان يوضع التمر والرطب للأطفال في المسجد لتشجيعهم على الصلاة .
ويبين ان للعيدية شروطا بحيث تكون ذات كلفة مقبولة لان مقاصد الشريعة الإسلامية تحث على ادخال السرور على قلوب الأطفال والنساء من قبل الاباء الموسرين ، اما غير القادرين فان الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها .
ويدعو الأغنياء من المسلمين الى ان يتفقدوا الأطفال والأسر المحتاجة ، ويدخلوا السرور على قلوبهم ، موضحا ان ذلك هو سر صدقة الفطر لأنها تؤدي الى إدخال الفرحة بين جميع الناس حسب قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " اغنوهم عن المسألة في هذا اليوم ".
ويقول ان التواصل بين الأرحام في العيد وتبادل الهدايا بين الناس امر مشروع ، ومستحب ويثاب فاعله .
ويعتبر رئيس قسم الانثروبولوجيا في جامعة اليرموك الدكتور محمد الطراونة ان العيدية تحمل معنى الأخذ والعطاء بغض النظر عن مدى رفاهية الشخص او قدرته المادية .
ويقول " إنها عملية عقلانية تقوم على هدف مادي او معنوي اجتماعي او تجمع بين الاثنين معا " موضحا ان هذه العملية تحكمها سلوكيات وقيم ابرزها الرد بالمثل بمناسبة مشابهة او بعد فترة من الوقت .
ويوضح الدكتور الطراونة ان المعايدة موجودة في جميع المجتمعات لكن باختلاف انواع الهدايا والمناسبات مشيرا الى اهميتها في زيادة الترابط الاجتماعي والقرابة .
تنسب ( العيدية ) في اللغة الى العيد وتعني العطاء او العطف ، وترجع تاريخيا الى عصر المماليك ، واخذت العيدية في العصر العثماني شكلا أخر ، حيث كانت تقدم من خلال النقود والهدايا للأطفال واستمرت تقاليدها الى العصر الحديث .
رد مع اقتباس
المفضلات