دعوا إلى إصدار فتوى شرعية وقيام الوزارة بواجبها الديني والأخلاقي في الشهر الكريم
مطالبات شعبية لوزير الاوقاف بسحب قراره منع بث خطبة الجمعة وصلاة التراوايح وقراءة القرآن بواسطة السماعات الخارجية للمساجد
الحقيقة الدولية - عمان
طالب عدد كبير من المواطنين وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي بسحب التعميم الذي أصدره والذي يقضي بعدم السماح ببث خطبة الجمعة وصلاة التراويح وقراءة القران الكريمة بواسطة السماعات الخارجية للمساجد معتبرا ذلك محرما شرعا خاصة وان القرار جاء خلال شهر رمضان المبارك وتزامن مع حملة عالمية ضد مآذن وبيوت الله سبحانه وتعالى.
وكان الدكتور العبادي أكد في تصريحات خاصة لبرنامج" تعليله" والذي يبث على إذاعة" الحقيقة الدولية" حرمة قراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد وإستخدامها في بث خطبة الجمعة وصلاة التراويح كونها تسبب إزعاج للمجاورين لتلك المساجد وخاصة المرضى منهم وأوعز إلى كافة مديريات الأوقاف بتنفيذ القرار والتبليغ عن أي تجاوزات.
تصريحات الوزير اعتبرها الكثير من المواطنين الذين بادروا بالاتصال بإذاعة " الحقيقة الدولية" لا تنسجم مع ديننا الحنيف وحرمة الشهر الفضيل وقد يساء تفسير توقيتها الذي تزامن مع هجمة غربية شرسة على بيوت الله سبحانه وتعالى، وكون فتوى "الحرمة" لم تصدر عن دائرة الإفتاء أو مجلس الإفتاء، فيما رأى علماء دين أن الحكم في إستخدام السماعات الخارجية لا يرقى لمستوى الحرمة ما يتوجب دعوة العلماء للحوار حول هذه القضية قبل إتخاذا قرار أحادي من قبل وزارة الأوقاف.
المواطنون لم ينفكوا خلال اليومين الماضين عن الاتصال بإذاعة " الحقيقة الدولية" وبخاصة البرنامج الديني " يستفتونك" والذي يقدمه الشيخ عبد الفتاح عمر والذي استقبل مئات المكالمات الهاتفية عبر فيها المتصلون عن رفضهم وانزعاجهم الشديد من قرار الوزير العبادي خاصة وان هناك أولويات ملقاة على عاتق الوزارة مثل عمل النوادي الليلية وبيع الخمور وغيرها من الممارسات التي تتعارض مع ديننا الحنيف.
ودعا المواطنون وزير الأوقاف النهوض بدوره كوزير للأوقاف وعضو في مجلس الوزراء العمل على ترسيخ مفاهيم الشريعة الإسلامية في قرارات الحكومة وتراخيصها والطلب من وزارة الداخلية والسياحة مراعات الشرع الإسلامي في منع منح تراخيص مزاولة عمل النوادي الليلية والخمارات والبارات ودور المساج وإيقاف عملها كونها تتنافى مع إسلامية المملكة الأردنية الهاشمية، بدلا من التركيز على قضايا قد لا تكون لها الأولوية في الوقت الحالي مثل سماعات المساجد الخارجية، بالإضافة إلى ضرورة الإهتمام بقضايا جوهرية وخاصة إعادة تأهيل الأئمة وتفعيل دور المساجد كونها مراكز ومنارات هدى وعلم وعبادة.
الشيخ عبد الفتاح عمر، معد ومقدم برنامج "يستفتونك" أكد بدوره أن هناك تعميم يقضي بعدم قراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد منذ العام 1974 وان عددا من وزراء الأوقاف تعاقبوا على القرار الذي لم يلتزم به أئمة المساجد حتى بات الأمر مسلما به.
وأوضح الشيخ عبد الفتاح بان ما فهمه من الموضوع بان هناك قرار إداري من وزير الأوقاف ليس مبنيا على فتوى شرعية معتبرا في ذات الوقت بان تحريك هذه القضية في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك قد أشعلت مشاعر المسلمين وأن توقيتها كان خاطئا كونها قضية "فقه سياسي" وأنها "إجتهادية إدارية" وكان توقيتها غير مناسب.
ووجه الشيخ عبد الفتاح عمر نداءا إلى وزير الأوقاف عبد السلام العبادي بان يتبع القاعدة الشرعية التي تقول " درء المفاسد أولى من جلب المنافع " مبينا أن عشرات الشكاوى التي تلقتها الوزارة بخصوص انزعاجها من سماع القرآن الكريم وبالمقابل وجود عشرات آلاف من المواطنين الذين انزعجوا من قرار منع إستخدام السماعات الخارجية للمساجد في بث خطب الجمعة وصلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم قبل الآذان بعشر دقائق.
ودلل الشيخ عبد الفتاح عمر ندائه للوزير بالحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها قالت ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم) الأمر الذي يبين كيفية استنباط قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المنافع.
وأوضح الشيخ عبد الفتاح بان الناس استنكرت توقيت التعميم الذي أصدره وزير الأوقاف وربطوه بالقضايا المطروحة في الإعلام واعتبروه جزء من مخطط سياسي ما يعني إن القضية أصبح لها بعد سياسي واتهامات مبينا أن النائب الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز لو سمع بهذا القرار لفرح كثيرا، مشيرا إلى أننا و لذلك لا نرضى أن يقال شيء عن وزير الأوقاف أو يتهمه بشيء.
ولفت الشيخ عبد الفتاح إلى أن القضية تحتاج إلى حكم شرعي كونها صارت تمس حياة الناس مشيرا إلى قول احد المتصلين والذي طالب وزير الأوقاف بان يجتمع مع مجلس الإفتاء لإعطاء رأي شرعي حتى يطمئن الناس كون القضية ليست سياسية بل شرعية بغض النظر عن الرأي الذي سوف يصدر ولا يضير أن يشارك في الحوار أساتذة الجامعات المعتبرين وعلماء الدين.
وأشار الشيخ عبد الفتاح إلى وجود تعاميم سابقة تمنع قراءة القرآن الكريم في المساجد المتقاربة من بعضها البعض حتى لا يحدث تشويش على المصلين مبينا في ذات الوقت بأنه لا ضير من السماح باستخدام السماعات الخارجية إذا كان المسجد في منطقة لا تصلها الأصوات الصادرة عن المساجد الأخرى .
وعبر الشيخ عبد الفتاح عن استغرابه موقف الوزير إصدار تعميم لائمة المساجد موضحا أن الأصل معالجة الأمر من الإذاعة التي تبث القرآن الكريم مباشرة. دون أن تتسبب بأي أشكال.
ويرى الشيخ عبد الفتاح عمر أن القضية لا تعدو كونها اجتهاد من وزير الأوقاف من قوله تعالى (وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) موضحا بان الوزير يعلم جيدا أن هناك خلاف في تفسير هذه الآية فهناك من يقول أن الآية عامة أينما وجد المسلم ولم يستمع يكون آثم ، وهناك قول آخر للمفسرين أن هذه الآية خاصة في الاستماع في الصلاة فقط وليست في كل من يقرأ القرآن وهذا لا يخفى على الوزير ، وبالتالي يوجد اختلاف في تفسير الآية.
البرنامج تلقى العديد من الاتصالات والرسائل تمحورت في مجملها حول قرار وزير الأوقاف عبد السلام العبادي منع بث خطب الجمعة وصلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد.
الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الله العمري، أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية أكد للحقيقة الدولية بأن إستخدام السماعات الخارجية للمساجد في قراءة القرآن الكريم لا يرقى لدرجة الحرمة إنما هي مكروه ولكن بث خطب الجمعة فهي واجب كما أنه يجوز بث صلاة التراويح كونها تأتي مرة في العام.
مفتي سابق للمملكة الأردنية الهاشمية، فضل عدم ذكر أسمه، أكد أن القرار غير صحيح ولا يرتقي إلى مرتبة "الحرام" وتوقيته غير صحيح داعيا علماء الأئمة للحوار فيما بينهم بشأن هذه القضية.
المواطن محمود الدرع من سكان مدينة العقبة قال أن قرار وزير الأوقاف غير صائب كون صوت القرآن الكريم غير مزعج مؤكدا انه يتوجب على الوزير عدم إصدار هذا القرار.
وتلقى البرنامج العديد من الاتصالات الهاتفية تركزت حول شرعية قراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد من بين المتصلين المواطن أبو ضياء المومني ، كما تلقى البرنامج رسالة من المواطنة فاديه المجالي : تقول فيها "أليست القضية تقع تحت الاجتهاد الاداري والفقه السياسي في مسألة مكبرات المساجد ولا ترتقي إلى الحرمة".
وفي رسالة أخرى من المهندس رابح بكر قال فيها إن" توقيت مثل هكذا فتوى غير مناسب لأننا في شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عز وجل".
وتساءل المواطن بكر في رسالته هل الفتوى يا وزير الأوقاف ظهرت فجأة أم أن كل الذين سبقوه كانوا في ضلال وجاء ليظهر الحق مشددا على أن القرآن الكريم جاء هداية ورحمة للناس أجمعين متمنيا على الوزير العبادي الرجوع عن قراره كون خير الخطاؤون التوابين.
وطالب المواطن سامي المومني وزير الأوقاف بتوضيح الأسس الشرعية التي اعتمد عليها في منع قراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد.
ويرى المواطن أبو بندر المناصير أن بعض المسؤولين باتوا يقلدون الدنمارك معتبرا القرار غير صحيح والتوقيت غير مناسب .
وطالب المواطن ياسر عياش قاضي القضاة ومفتي المملكة إصدار فتوى بخصوص قراءة القرآن بواسطة السماعات الخارجية للمساجد.
وتساءل المواطن أبو ركان الخرابشة حول حكم قراءة القرآن على السماعات الخارجية في المساجد ، فيما تساءل أيضا المواطن خالد الخرابشة حول ما قاله وزير الاوقاف إذا كان صحيحا من الناحية الشرعية أم لا.
وتساءل أيضا حول عدم قيام الوزير بإصدار فتاوى تحرم تقديم الخمور في شهر رمضان وتحريم الأغاني في الحفلات و النوادي اليلية.
وتساءل المواطن ماهر العمايرة عن الأسباب التي كانت تسمح في وقت سابق بقراءة القرآن الكريم قبل الآذان وكيف أصحبت حرام في عهد الوزير العبادي .
وطالب المواطن احمد الحمد البدور وهو من الشوبك وزير الأوقاف تقديم نص شرعي قاطع فيما أفتى معبرا في ذات الوقت عن احترامه وتقديره لشخص الوزير ، مؤكدا انه إذا كان الأمر مسيسا فانه ضد التسييس لأنه ضد الدين.
ولفت المواطن محمد الخلايلة إلى أهمية أن يقوم وزير الأوقاف بالكشف عن أسماء الأشخاص الذين ناصروه في قراره وانزعجوا من صوت القرآن الكريم متسائلا هل الوزير مع قرار الأغلبية أم الأقلية؟.
ويرى انه إذا وصل قرار وزير الأوقاف منع قراءة القرآن بواسطة السماعات الخارجية للمساجد للنائب الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز فانه سيبعث برسالة شكر للوزير.
ودعا المواطن يوسف الغزاوي وزير الأوقاف إلى تذكر الآية الكريمة التي تقول " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وان يتذكر الوزير إننا كمواطنين من حقنا ان نستنكر هذا القرار الجائر متسائلا في ذات الوقت هل يستطيع منع الخمرات في رمضان وغير رمضان أم غير قادر على ذلك.
ويعتبر إبراهيم أبو الرب ان ايقاض مثل هذه الخلافات من شأنها أن تثير ضجة بين الناس ووزارة الأوقاف، واصفا ذلك بمن يوقظ "فتنة نائمة " ومذكرا بقوله تعالى " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها" وتسآءل "كيف سوف نعلم أولادنا القرآن ونقول لهم هذا الصوت حرام نسمعه ؟ ولماذا لا تحرم الأشياء المحرمة الأخرى".
ويطالب محمود العالم من السعودية خفض أصوات السماعات لنبقى بذلك على صوت القران الكريم.
وفي المقابل تلقى البرنامج عدد محدود من المشاركات التي أيدت قرار الوزير وطالبت بتفعيلع كون السماعات الخارجية تشكل إزعاج للمجاورين للمساجد.
رد مع اقتباس
المفضلات