بغداد –وكالات:
التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يزور العراق بمناسبة انسحاب القوات الأمريكية وانتهاء مهامها القتالية في العراق .
وذكر بيان للحكومة العراقية أن الجانبين بحثا " عملية الانسحاب بموجب الاتفاق الموقع بين البلدين وأهميتها وضرورة الانتقال إلى العمل وفق اتفاق الإطار الاستراتيجي وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية ".
كما جرى بحث الجهود التي تبذلها الكتل السياسية لتشكيل حكومة شراكة وطنية".
وأطلع رئيس الحكومة العراقية نائب الرئيس الأمريكي على " جاهزية القوات العراقية لأداء مهمتها بنجاح ".
وأشاد "بخطوات تنفيذ الاتفاق بين البلدين وبالتزام الإدارة الأمريكية بالمواعيد المحددة والذي يعد إنجازا للبلدين ويعكس صورة إيجابية ، ستسهم في تعزيز مستقبل العلاقات وتوسيع التعاون الثنائي في جميع المجالات ".
وأوضح البيان أن بايدن عبّر "عن ارتياحه للتعاون بين الحكومتين العراقية والأمريكية الذي أدّى إلى المضي بتنفيذ الاتفاق وسحب القوات في المواعيد المتحدة وتمنّى للشعب العراقي حياة آمنة مستقرة ومزدهرة وللقوات العراقية النجاح في مهمتها وعبّر عن ثقته بقدرتها على بسط الأمن والاستقرار في عموم العراق".
كما اجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني ببايدن وذكر بيان لهيئة الرئاسة العراقية أن الجانبين تناولا خلال الاجتماع "عملية انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق بانتهاء عملياتها وتغير مهام واجبات القوات المتبقية لحين الانسحاب الكامل من العراق والتطورات السياسية الحاصلة في البلاد لاسيما المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية والسبل الكفيلة للإسراع في إيجاد صيغة توافقية من أجل مشاركة القوى السياسية العراقية في هذه الحكومة".
وتناول الجانبان أيضا "العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة وأهمية تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات كافة وضرورة العمل بها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".
وجدّد الرئيس العراقي خلال الاجتماع شكر حكومة وشعب العراق للولايات المتحدة للتضحيات التي قدمها الجيش الأمريكي ابتداء من تحرير البلاد من الديكتاتورية البغيضة والعمل جنباً إلى جنب مع قوى الأمن العراقية في ترسيخ الأمن ومطاردة فلول الإرهابيين فضلا عن دعمهم لتطوير قدرات القوات العسكرية والأمنية العراقية وتطوير البنى التحتية للجيش العراقي في مجالات التجهيز والتدريب".
وقال: إن "جميع الكتل السياسية تسعى لتشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع الأطياف العراقية وأن تعمل على عدم تهميش أي مكون أو طرف سياسي في هذه العملية و أن هناك مفاوضات جادة وحقيقية بين الكتل السياسية لتشكيل هذه الحكومة".
وأضاف: إننا نعمل على ضرورة تعزيز العلاقات العراقية الأمريكية وأهمية مساهمة الشركات الأمريكية في إعادة الإعمار في العراق والاستفادة من خبراتها في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية".
ومن جانبه ، أكد نائب الرئيس الامريكي أن بلاده " تتطلع إلى بناء علاقات متينة مع العراق من خلال الاتفاقيات التي تمت بين الطرفين وأن الولايات المتحدة تتطلع إلى بناء علاقات طويلة الأمد مع العراق وترغب في تعزيز الروابط والعلاقات لما فيه خدمة البلدين".
وقال "نأمل أن يتمكن العراقيون من تشكيل حكومتهم المقبلة والتغلب على المشاكل والعقبات التي تقف دون ذلك".
من جانب آخر استبعد نائب في قائمة "العراقية" بزعامة اياد علاوي أن يتمكن بايدن من فرض مشروع على الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وقال النائب فلاح حسن زيدان ، ، "لقد انتهى ذلك الزمان الذي تستطيع فيه الإدارة الأمريكية فرض إرادتها ومشاريعها على العراقيين لتشكيل حكومة ولا أعتقد أن بايدن قادر على فرض أجندة لتشكيل الحكومة".
وأضاف زيدان "ليس بوسع بايدن فرض مشاريع جاهزة لتكون بديلا عن إرادة العراقيين وبالتالي فإن موضوع تشكيل الحكومة شأن عراقي رغم انها تمر بمراحل عسيرة".
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية تريد حكومة تضم علاوي المالكي لأنها تضم جميع العراقيين وهي نظرة امريكية متكاملة على الواقع لكن هناك مشاكل تقف أمامها وهي موضوع الكتلة الأكبر حيث لازالت العراقية تصر على أنها القائمة الأكبر كونها الفائزة بنتائج الانتخابات".
وفى سياق متصل رجح عضو في قائمة"ائتلاف دولة القانون" العراقية أن يعاود بايدن طرح فكرة اتفاق قائمتي المالكي وعلاوي لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال النائب عزة الشابندر ، ،"أعتقد أن بايدن سيعاود طرح الفكرة رغم إدراكنا أن الجانب الأمريكي ليس له نفس طويل في موضوع حسم تشكيل الحكومة حيث يطرح مشروع وسرعان مايذهب لمشروع آخر دون متابعة النتائج المتحققة من المشروع الأول".
وأضاف إن تشكيل حكومة من ائتلافي العراقية ودولة القانون هو مطلب أمريكي وله رواج بين الكتلتين لكن علينا أن نتوقع أمورًا أخرى ربما تترشح من هذه الزيارة".
وأوضح أن جميع الكتل السياسية ينظرون إلى "بايدن وماتخفي هذه الزيارة من نتائج رغم أنهم يتظاهرون بالوطنية والاستقلال".
وتابع " حتى الآن جميع الكتل متمسكة برؤيتها وتدافع عنها بقوة لكن هل نتوقع أن تقوم إحدى الكتل بإعطاء تنازلات لبايدن من أجل إتمام عملية تشكيل الحكومة؟".
إلى ذلك قلل نائب عراقي من أهمية المشاورات التي أجراها بايدن مع قادة الكتل السياسية العراقية للإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال النائب قاسم الأعرجي عضو الائتلاف الوطني العراقي : اذا كان الهدف من زيارة بايدن هو إحياء المشروع الأمريكي لإقامة تحالف بين علاوي والمالكي فإن هذه الزيارة ستكون فاشلة لأن الجميع لازال يتمسك بسقف مطالبه ولانيه لتقديم تنازلات".
وذكر أن "الائتلاف الوطني العراقي لازال متمسكا بخيار التحالف الوطني وضرورة تسمية مرشح لرئاسة الحكومة من التحالف".
وأضاف: إن "إصرار دولة القانون على ترشيح نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته لرئاسة الحكومة المقبلة هو السبب الرئيسي لتأخر الاتفاق على تشكيل الحكومة".
وتابع "نحن نرفض المالكي لكن هذا لا يعني أننا نرفض مرشحين آخرين من دولة القانون ونأمل من المالكي تفهم هذا الموضوع وإنهاء الأزمة لأن دولة القانون حليف قديم لنا".
ومضى بالقول "فكرة تقاسم السلطة بين قائمة العراقية ودولة القانون لم تتبلور بعد لأن الائتلاف الوطني العراقي هو جزء من التحالف الوطني وهناك بوادر طيبة لاستئناف الحوار في التحالف الوطني وكل مايجرى مع العراقية هو حوارات حول مسألة الشراكة لكن ستكون العراقية الخيار الأخير في حال عدم الاتفاق مع دولة القانون بشأن حسم موضوع تشكيل الحكومة".
المصدر
جريدة الرايه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات