الرواتب تجدد الآمال منتصف رمضان وأنظار الموظفين على سلف ضرورية
اجبد - لم يستطع سالم العابد أن يخفي سعادته بعد أن تسلم راتبه مبكرا. الراتب يراه الموظف طوق نجاة بعد أن أنفق راتب شهر تموز مع مرور أول أسبوعين من شهر آب الحالي لشراء احتياجات الأسرة في رمضان.
العابد الذي كان يسحب أموالا من صراف آلي في منطقة "الجارندز"، توقف للحظة بسبب مخاوف من تبديد تلك الأموال مع حلول العيد ومرور نحو عشرة أيام من الشهر المقبل، ويتساءل: "كيف يمكن أن يتدارك عدم تبديد النقود مع وجود أقل من أسبوعين آخرين لحلول العيد".
في بلد يتجاوز فيه حجم إنفاق الاسر لإيراداتها نتيجة وجود موارد أخرى، مثل السلف والقروض وحوالات العاملين في الخارج، يبقى العجز ملازما لموازنات تلك الأسر ووسط مخاوف من تفاقمه في حال تأثرت تلك الموارد.
بيانات رسمية تفيد بأن متوسط إنفاق الأسرة السنوي يصل إلى 7057 دينارا، بينما متوسط الدخل لا يتجاوز 6166 دينارا، فيما يصل إنفاق الفرد إلى 1238 دينارا، ومتوسط دخله 1081 دينارا، وتشكل المواد الغذائية أكثر من ثلث إنفاق الأسرة، ما يوجب باعتبار شهر رمضان شهر الغذاء بامتياز، كونه مرتبط بالغذاء والعزائم، وملحقاته من عصائر وحلويات.
بيد أن الخبير الاقتصادي هاني الخليلي يجزم بأن القروض لم تعد تشكل موردا منذ عامين مع تشدد فرضته البنوك على التسهيلات بسبب أزمات مالية متتالية، ينصح الخليلي إعداد موزانات أسرية مصغرة لتجنب أي إنفاقات غير مبررة، وإلا تلك الأسر ستبقى تعتمد على تلك الموارد المهددة على الدوام، مثل القروض والحوالات.
ولا خيار بالنسبة لعابد العامل في القطاع العام سوى أن يقترض أو يطلب سلفة من عمله لتوفير أموال، فهنالك نحو أسبوعين لموعد العيد، يتوقع العابد نفاذ النقود في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر المقبل.
لا يعتقد الخليلي أن العابد يواجه مشكلة حقيقية بقدر شريحة كبرى من أهل البلد، والذين لا يستطيعون الحصول على سلف أو قروض، وليس لهم اي دخل آخر، ينطوي جزء منهم تحت خط الفقر مع أنهم يعملون، والجزء الآخر لا يعمل أو يصنف في خانة "البطالة المقنعة".
وهو ما كشفه المسح الأخير لدائرة الإحصاءات العامة بارتفاع عدد جيوب الفقر من 22 جيبا العام 2006 إلى 32 جيبا في 2008، بالتوازي مع ذلك زادت نسبة الفقراء إلى 13.3 في المئة، أي ما يعادل 781.403 مواطنين، مع زيادة ملموسة في خط الفقر العام بالدينار للفرد سنويا، والذي بلغ 680 دينارا، موزعة: 292 دينارا خط الفقر الغذائي بالدينار للفرد سنويا، و388 دينارا خط الفقر غير الغذائي للفرد سنويا بالدينار.
ودفعت تلك الوقائع إلى إحداث تغيرات في نمط الاستهلاك كان في شهر رمضان أو في أشهر أخرى، فطرأ تغير طفيف في النمط الاستهلاكي للأسرة بالأسعار الحقيقية، حيث شكلت نسبة الإنفاق على السلع غير الغذائية من إجمالي الأسرة حوالي 62 في المئة، في العام 2008، منخفضا من 64 في المئة العام 2006.
السبيل
المفضلات