البشير يتحدى الجنائية ويزور كينيا لحضور توقيع الدستور
نيروبي –عواصم –وكالات:
صادقت كينيا امس على دستور جديد للبلاد خلال حفل ضخم جرى في نيروبي وطغى عليه رغم طابعه التاريخي، حضور الرئيس السوداني عمر البشير الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ابادة. وبدا البشير الذي لم يكن اسمه مدرجا ضمن القائمة الرسمية لقادة الدول المدعوين باسما ومرتاحا في الحفل، وصافح باقي الزعماء الافارقة الذين حضروا الحفل. ودعت نيروبي الرئيس السوداني لحضور الحفل على الرغم من ان المحكمة الجنائية الدولية تطالب باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة في اقليم دارفور الغارق في الحرب الاهلية. وردت كينيا على الانتقادات التي وجهت اليها بسبب دعوتها للبشير، مبررة اياها بانها دعت "كافة جيراننا وهو احد الجيران".
وبعد الحفل عاد البشير الى الخرطوم كما افاد مكتبه الاعلامي. واقيم الحفل في حديقة نيروبي الكبرى وحضره اضافة الى المدعوين الرسميين عشرات الآلاف من الكينيين وتخلله استعراض عسكري، وصادق خلاله الرئيس مواي كيباكي رسميا على الدستور الجديد.
واقر هذا الدستور بأكثرية ساحقة في استفتاء عام نظم في اغسطس، وقد تضمن اصلاحات كبرى من اجل تعزيز الديموقراطية في مؤسسات الحكم وتجنب تكرار اعمال العنف التي راح ضحيتها اكثر من الف شخص بعد انتخابات 2007 المثيرة للجدل. وقال كيباكي ان هذا اليوم هو اهم يوم في تاريخ وطننا منذ الاستقلال".
واضاف قبل اداء اليمين الدستورية مجددا كرئيس "انا، مواي كيباكي، اعلن ان هذا الدستور اصبح دستور كينيا الرسمي ودخل حيز التنفيذ في 27 اغسطس من العام 2010". كما اقسم خصمه السابق، رئيس الوزراء رايلا اودينغا اليمين الدستورية بموجب الدستور الجديد.
والغى الدستور الجديد منصب رئاسة الوزراء ليصبح النظام رئاسيا ولكن خاضعا لكثير من اجراءات الرقابة. غير ان الرجلين سيحتفظان بمنصبيهما حتى الانتخابات المقبلة عام 2012. واضافة الى البشير حيا كيباكي نظراءه الرواندي بول كاغامي والاوغندي يويري موسيفيني والقمري احمد عبد الله سامبي، اضافة الى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ.
وردت نيروبي على الانتقادات التي وجهت اليها لدعوتها البشير، ولكن انقسامات برزت داخل الحكومة حيال هذه الدعوة. وقال وزير الخارجية موسى ويتانغولا ان "الرئيس البشير متواجد هنا بناء على دعوة من الحكومة"، مضيفا "انه متواجد هنا لاننا دعونا كافة جيراننا وهو احد الجيران". واكد انه ليس علينا ان نقدم اعتذارا لانني واثق من اننا نخدم السلام والامن والاستقرار في المنطقة. ولكن نائب وزير الدفاع ديفيد موسيلا اعتبر ان كينيا تلطخت بالعار بدعوتها الرئيس البشير الذي كان يجب اعتقاله فورا وتسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية".
وكينيا هي من الدول الموقعة على ميثاق روما الذي انشأ المحكمة الجنائية وبالتالي فهي ملزمة بالتعاون مع المحكمة واعتقال البشير.وقرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية "ابلاغ" مجلس الامن الدولي بوجود الرئيس السوداني في كينيا وذلك بغية اتخاذ "اي اجراء مناسب.
كما طلب الاتحاد الاوروبي من كينيا توقيف البشير. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان اصدره مكتبها انها تشعر "بالقلق لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى كينيا، الدولة الموقعة على ميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية".
واضاف البيان ان اشتون تحث كينيا على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي واعتقال وتسليم المدانين من قبل المحكمة الجنائية الدولية". وقالت آشتون ان المحكمة الجنائية الدولية هي اداة مهمة من ادوات المجتمع الدولي لمكافحة الافلات من العقاب على اخطر الجرائم التي تقلق المجتمع الدولي ككل". واضافت ان "الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب يجب ان لا تفلت من العقاب ويجب ضمان ملاحقة مرتكبيها عن طريق اتخاذ خطوات على المستويين الداخلي والدولي".
ودعت آشتون في بيانها كذلك نيروبي الى مواصلة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها في اعمال العنف التي تلت الانتخابات في كينيا. وبدوره طالب عبد الواحد نور، زعيم حركة تحرير السودان، احدى حركتي التمرد في دارفور، باعتقال البشير. وقبل وصول البشير الى كينيا دعت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان، السلطات الكينية الى "توقيفه او منعه من دخول البلاد" لأنه "احد الفارين من وجه العدالة الدولية".
المصدر
جريدة الرايه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات