موجة الحر تشتد الجمعة وتحذير من حرائق وضربات شمس
التغير المناخي يرخي ثقله والأرصاد الجوية ترجع ارتفاع درجة الحرارة إلى منخفض هندي موسمي
موجة الحر تشتد الجمعة وتحذير من حرائق وضربات شمس
يتعمق نهار غد تأثير الموجة الحارة التي تؤثر على المملكة جراء اندفاع كتلة هوائية حارة وجافة عبر شمال الجزيرة العربية نتيجة امتداد منخفض الهند الموسمي ، لتبلغ العظمى 42 درجة مئوية.
وحسب دائرة الأرصاد الجوية يكون الطقس حارا وجافا كون درجات الحرارة أعلى من معدلها في مثل هذا الوقت من السنة بحوالي 10 درجات مئوية ، إذ تعد هذه الموجة أطول موجات الحر التي سيطرت على المملكة منذ 10 سنوات ، لذا حذرت الدائرة من التعرض لأشعة الشمس خصوصا في فترة الظهيرة ، مثلما حذرت من خطر الحرائق في اليومين المقبلين ، إذ تبدأ الموجة بالانكسار التدريجي اعتبارا من يوم الإثنين المقبل.
أما نهار اليوم فيطرأ ارتفاع على درجات الحرارة لتصل العظمى إلى 40 درجة مئوية ، ويكون الطقس حارا في كافة مناطق المملكة مع ظهور بعض السحب العالية والرياح شمالية شرقية إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة.
وتبلغ درجات الحرارة نهار اليوم في عمان 40 - 27 ، السلط 36 - 26 ، اربد المفرق الكرك 40 - 22 ، عجلون 34 - 24 ، الطفيلة 36 - 23 ، معان الزرقاء 43 - 24 ، العقبة 45 - ,31.
وأرجعت دائرة الأرصاد الجوية سبب موجات الحر المتتالية التي سيطرت على المملكة خلال الأيام الماضية، وتستمر حتى يوم الجمعة، حيث تبلغ ذروتها، إلى امتداد المنخفض الهندي الموسمي الذي ساهم في اندفاع الكتلة الهوائية الحارة القادمة من فوق الجزيرة العربية، بحسب مدير الدائرة
عبد الحليم ابو هزيم.
وقال ابو هزيم إن المنخفض الهندي الموسمي أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة أكبر من معدلها السنوي من 7 إلى 8 درجات،لافتا إلى إن موجة الحر الحالية ستبلغ ذروتها غدا الجمعة لتصل درجة الحرارة الى 42 درجة مئوية.
ولفت أبو هزيم إلى أن موجة الحر الحالية ستبدأ بالانحسار يوم الأحد المقبل.
استاذ الجغرافيا في الجامعة الأردنية الدكتور نعمان شحادة بين أنه حتى يسمى ارتفاع درجة الحرارة بـ "موجة حر" يجب أن تزيد بمقدار خمس درجات مئوية عن المعدل العام السنوي، ولمدة 3 أيام متتالية وهي الحد الأدنى لطول موجة الحر، حيث يمكن أن تزيد أكثر من خمسة أيام.
وبين شحادة وجود مجموعة من العوامل التي تساهم بحدوث موجات الحر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن هناك موجات حر تكون مرافقة للمنخفضات الخماسينية وهي التي تحتوي على غبار وارتفاع في درجات الحرارة.
وأرجع شحادة موجات الحر الحالية إلى ما يسمى بـ"المنخفض الموسمي"، حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في الجزيرة العربية والمحيط الهادي الى امتداد ذراع من الضغط المنخفض باتجاه الشمال والشمال الغربي فيصل الى شرق الابيض المتوسط واحيانا يمتد إلى اليونان، وبعض من تلك التي وصلت إلى اليونان تسببت بوفيات أعداد كبيرة.
وبين شحادة أن امتداد هذا المنخفض على سطح الأرض يؤدي إلى اندفاع كتلة هوائية مدارية حارة رطبة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وارتفاع في الرطوبة.
ولفت شحادة إلى أن دراسات قام بها علماء اميركيون أشارت إلى أن التغير المناخي أدى وسيؤدي إلى زيادة في عدد موجات الحر، وبالتالي الى ارتفاع درجات الحرارة.
وبما أن التغير المناخي مستمر، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة موجات الحر التي ستشهدها المنطقة في المستقبل.
ويعرف الخبراء والمختصون ظاهرة التغير المناخي بأنها "الاختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض، عندما نتحدث عن تغير المناخ على صعيد الكرة الأرضية نعني تغيرات في مناخ الأرض بصورة عامة، وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية".
وحول الآثار السلبية لموجات الحر، قال شحادة، إنه وإضافة إلى شعور الإنسان بالإرهاق والتعب، فإن الحر يؤدي إلى زيادة في استهلاك المياه في الوقت الذي يعاني منه الأردن من شح المياه".
كما تؤدي موجات الحر، وفق شحادة، إلى زيادة في التبخر في النباتات "واذا لم تكن هناك مياه كافية تعوض هذا النقص، فإن النباتات تذبل وتموت، وبالتالي حدوث خسائر اقتصادية كبيرة. كما ستؤدي الى استهلاك في الكهرباء أيضا لزيادة استخدام المكيفات والمراوح.
يذكر ان المركز القومي الأميركي للبيانات المناخية، وفق وكالة "رويترز" أشار الشهر الماضي الى ان النصف الاول من هذا العام كان الأكثر حرارة على مستوى العالم على الإطلاق.
وكان وزير البيئة حازم ملحس قال في تصريحات صحافية مؤخرا إن الاردن من البلدان المتأثرة بظاهرة التغير المناخي، خصوصاً في مجال نقص المياه الناجم عن انخفاض معدلات هطول الأمطار التي تنعكس على كافة مناحي الحياة.
وأضاف ملحس أن هذا الواقع يستلزم وضع خطط وبرامج ترمي إلى الحد من المشاكل الناجمة عن نقص المياه ، وتحديداً في مجالات الزراعة والصحة والثروة الحيـوانية والنباتية والحياة البرية. وبحسب دائرة الارصاد الجوية، فإنه يطرأ ارتفاع على درجات الحرارة اليوم ويكون الطقس حارا في جميع مناطق المملكة مع ظهور بعض السحب العالية والرياح شمالية شرقية إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة.
وفي نفس السياق وبلغ عدد المراجعين لمستشفى الصافي الحكومي والمراكز الصحية العاملة في منطقة الاغوار الجنوبية خلال اسبوع 3550 مراجعا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة.
ووصلت درجة الحرارة في الظل 45 درجة مئوية فيما سجلت 55 درجة مئوية تحت الشمس ، وفق ما اكده مدير المستشفى الدكتور رضوان الشمايلة.
وقال الشمايلة ان الحالات المرضية التي راجعت المستشفى تركزت في المغص الكلوي والتهاب اللوزتين وارتفاع درجات الحرارة لدى الاطفال اضافة الى الضغط والسكري عند الكبار.
وأشار الى ان المستشفى يعمل بكامل كوادره الفنية والتمريضية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة التي تسببت بها درجات الحرارة المرتفعة خلال موجة الحر الحالية التي تمر بها المملكة ، داعيا المواطنين في مناطق الاغوار الجنوبية الى عدم التعرض الى اشعة الشمس المباشرة للوقاية من ضربات الشمس في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة.
من جهته ، اشار مسؤول المراكز الصحية في المنطقه الدكتور علي المشاعله الى ان المراكز الصحية في مناطق الاغوار الجنوبية استقبلت خلال اسبوع واحد اكثر من 2300 حالة مرضية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي زادت عن معدلاتها في مثل هذه الاوقات من السنة ، مشيرا الى اهمية الوقاية في مثل هذه الظروف وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى لا سيما ان المنطقة تتعرض لموجة حارة اثرت على المملكة بشكل عام. وحذرت المديرية العامة للدفاع المدني من التعرض للشمس لفترات طويلة خلال موجات الحر تجنبا للاصابة بضربة شمس.
وقالت المديرية في بيان صحفي لها امس ان ضربة الشمس تعتبر من الحوادث المهددة للحياة وتسبب ارتفاعاً شديداً في درجة حرارة الجسم بفعل الحرارة الخارجية التي تؤدي لحدوث خلل في عمل أعضاء الجسم ، مشيرة الى انها تعاملت مع 62 حالة ضربة شمس العام الحالي.
واضاف البيان ان ضربة الشمس تحدث عند تعرض الأشخاص لأشعة الشمس المباشرة ، كما تحدث داخل المنزل خلال موجات الحر الشديد خصوصاً إذا كانت تهوية المنزل غير جيدة ، لافتا الى خطورة ضربة الشمس على الأطفال وكبار السن نتيجة عدم قدرتهم على تحمل درجات الحرارة العالية وعدم قدرتهم على التخلص من الحرارة الزائدة بشكل سريع. واوضح ان ضربة الشمس القوية تؤدي في بعض الحالات الى الوفاة بسبب الخلل الذي تحدثه بأجهزة الجسم الحيوية كالقلب والرئتين والكليتين والدماغ والكبد وقد تتطور الحالة وتزداد سوءا خلال أيام أو ساعات عند الأشخاص الذين يستمر تعرضهم لدرجات الحرارة العالية والرطوبة العالية دون تقديم الإسعافات الضرورية واللازمة له.
وعرض البيان لأعراض ضربة الشمس وهي الغثيان والاقياء والسقوط وفقدان الوعي عند محاولة النهوض وتسارع التنفس ودقات القلب وهبوط أو ارتفاع في التوتر الشرياني يرافق ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجسم قد تتجاوز 41 درجة مئوية وقد لا يقيسها ميزان الحرارة أحياناً واحمرار الجلد وجفافه.
وتعتبر حوادث ضربة الشمس من الحوادث الخطرة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الفورية واللازمة للمصاب وتقديم الإسعافات اللازمة له من خلال تبريد جسم المصاب مباشرة اضافة الى طلب الدفاع المدني لنقل المصاب الى المستشفى بأسرع وقت ممكن وتغطية المريض بالملابس المبللة بالماء.
اما إذا كان المصاب طفلا فيفضل تغطيسه بحوض من الماء العادي أو البارد مع مراعاة وضع مصدر للهواء بمحاذاة المصاب وقياس درجة حرارة المصاب بشكل متكرر وإعطاء المصاب السوائل إذا كان غير فاقد للوعي وفي حال انخفاض درجة حرارة الجسم عند درجة 38 يجب التوقف عن تبريد جسم المصاب مع ضرورة مراقبة الحالة لعدة أيام.
ودعا البيان المواطنين الى التقيد بالإرشادات الصادرة عن الدفاع المدني خصوصا خلال الايام المقلبة بسبب موجة الحر بتغطية الرأس عند العمل تحت أشعة المباشرة مع مراعاة شرب كميات كافية من السوائل وعدم الاعتماد على الشعور بالعطش لشرب المياه وعدم العمل لفترات طويلة في موجات الحر الشديد واللجوء الى الراحة عند الشعور بالتعب والإعياء خاصة الأشخاص الذين يعملون بالقطاع الإنشائي والزراعة.
كما دعا المواطنين الى تهوية المنزل بين الحين والآخر ومراقبة الأطفال وعدم السماح لهم بالخروج من المنزل أثناء موجة الحر دون أن يكون معهم من يرافقهم.
المصدر : الحقيقة الدولية – الدستور + الغد 19.8.2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
رد مع اقتباس
المفضلات