رصاص مجنون يقتل أبرياء.. والقضية تسجل ضد مجهول
على الرغم من كل التحذيرات الأمنية والإعلامية من مخاطر اطلاق العيارات النارية الا ان الاصرار على استخدامها يتجدد في كل مرة تعلن فيها نتائج الثانوية العامة .
فصبيحة اعلان نتائج الثانوية العامة امس الاول السبت استفاقت سيدة على اصوات عيارات نارية قريبة من منزلها مذعورة ، فعمدت دون ان تشعر الى اغلاق نوافذ منزلها محذرة اطفالها من فتحها اوالخروج الى باحة البيت. فيما علت اصوات الفرحين بنجاحهم ممن جابوا بمواكب سيارات شوارع المدينة .
وكذلك فعلت جارتها حين اوصت اطفالها بعدم الخروج الى الشارع معبرة عن استيائها من مظاهر الفرح المقترن بالازعاج والمخاطر ، معلقة: وكأن الفرح لا يكتمل الا باطلاق العيار الناري.
ووفق احصائيات مديرية الامن العام فقد بلغ عدد قضايا اطلاق العيارات النارية العام الحالي ولغاية نهاية شهر حزيران الماضي 7 قضايا اكتشف منها 4 قضايا وسجلت حالتا اصابة دون وقوع حالات وفاة . وتفيد الاحصائيات ان العام 2006 سجل 9 قضايا حيث اكتشف منها 8 قضايا وكان عدد الاصابات منها 4 اصابات دون وقوع اي وفاة اما القضايا التي سجلت ففي عام 2007 فقد بلغ عدد القضايا 25 قضية اكتشف منها 21 قضية حيث كان كان عدد الاصابات الناتجة عنها 23 اصابة وحالة وفاة واحدة في حين سجلت 19 قضية في عام 2008 اكتشف منها 15 قضية كان فيها 7 اصابات وحالتا وفاة . اما عام 2009 قفد سجل 30 قضية اكتشف منها 18 قضية حيث بلغ عدد الاصابات 7 دون وقوع اي حالة وفاة .
وفيما يتعلق بقضايا انفجار مفرقعات (العاب نارية) فقد سجلت قضية واحدة العام الحالي رصدت فيها اصابة واحدة فقط ليصبح عدد القضايا المسجلة من عام 2006 وحتى العام الحالي 21 قضية بواقع 23 اصابة ناتجة عن اطلاق الالعاب النارية.
اما بالنسبة للقضايا المسجلة نتيجة سير المركبات بشكل مواكب والذي يؤدي الى احداث اعاقة لحركة السير فقد سجل عام 2008 248 قضية في حين ان العام 2009 سجل 1376 قضية في حين سجل 331 قضية بسبب عدم التقيد بالسير على المسرب الايمن للمركبات عند سيرها على شكل مواكب اما بالنسبة للقضايا المسجلة نتيجة اخراج اجزاء من الركاب من المركبة اثناء سيرها في مواكب فقد سجل عام 2007 23 قضية وازدادت عام 2008 لتصبح 654 قضية في حين كان العام 2009 الاكثر نصيبا ليصبح عدد القضايا المسجلة 848 قضية .
ويذكر ان مجلس الوزراء قرر بتاريخ 4 ـ 11 ـ 2009 حظر استيراد الالعاب النارية نهائيا ضمن قانون الاستيراد والتصدير حيث اعطى القرار مهلة لمدة عام لاصحاب المؤسسات للتخلص من الالعاب النارية الموجودة لديهم فيما اعطى القرار الصلاحية لقادة الاقاليم ومدراء الشرطة المسؤولين عن مراقبة اي مخالفة الحق في اغلاق بعض المؤسسات قبل انتهاء المدة المسموحة لهم لعدم تجديد الترخيص السنوي.
الزرقاء
واكد محافظ الزرقاء سعد الوادي المناصير ان ظاهرة اطلاق الاعيرة النارية في الافراح والمناسبات يجب ايقافها وتوعية المواطنين باخطارها باعتبارها ظاهرة تودي بارواح الابرياء مبينا ان الزرقاء وخلال اعلان نتائج الثانوية العامة شهدت ثلاث اصابات منها عامل جمع نفايات في بلدية الزرقاء اصيب في راسه وهو في حالة مستقرة واثنان في الرصيفة توفي احدهما والاخر في حالة حرجة .
الرصيفة
ولا يقتصر اطلاق العيارات النارية على اعلان نتائج التوجيهي بل يمتد الى مناسبات عديدة ، خاصة في الاعراس.
فقد أنهت رصاصة طائشة حياة ستيني يوم 8 ـ 2 ـ 2010 بعد أن اخترقت صدره أثناء نومه على سطح منزله في لواء الرصيفة بمحافظة الزرقاء وفقا لمصدر طبي.
المصدر اوضح ان رصاصة استقرت في جسد المتوفى 65( عاما) ، الذي اختار سطح منزله مكانا للنوم هربا من حرارة الطقس ، حين شعر بالم شديد في منطقة الصدر فظن ابناؤه انه اصيب بالم عارض او ذبحة صدرية فنقلوه الى مستشفى الامير فيصل الحكومي ليكتشف الاطباء وجود نزيف في منطقة الصدر مع انخفاض في مستوى ضغط الدم دخل على إثرها في غيبوبة .
وتابع ان ابناء المتوفى طلبوا نقله إلى احدى المستشفيات الخاصة في المحافظة ، إلا انه ما لبث ان فارق الحياة هناك ، حيث تم نقل الجثة إلى قسم الطب الشرعي لتشريحها والوقوف على اسباب الوفاة ، واشرف على ذلك الاطباء زيد العزة ورجائي الشوحة ومحمد ارتيمات
وأظهرت نتائج التشريح أن سبب الوفاة يعود الى حدوث تمزق في الشريان الابهري النائج عن الاصابة بمقذوف ناري
ووفقا للمصدر فقد تم استخراج الرصاصة وارسالها إلى المختبر الجنائي لاجراء المقارنة على راس المقذوف الناري ومعرفه هويته .
تم فتح تحقيق في الحادث ، لكن مصادر أمنية رجحت عدم وجود جريمة ، إذ يعتقد ان الرصاصة ناتجة عن إطلاق نار عشوائي في الهواء في إحدى المناسبات ، حيث ذكر شهود عيان وجود عرس بالقرب من منزل المتوفى .
ووفقا لاحصائيات ادارة الامن العام ، فقد بلغ عدد قضايا إطلاق العيارات النارية منذ بداية العام الحالي 2010 ولغاية منتصفه فقط سبع قضايا ، نجم عنها إصابتان بجروح دون التسبب بوفاة ، وقد اكتشفت الجاني في اربع قضايا منها.
فيما سجل العام الماضي 30 قضية إطلاق عيارات نارية ، اكتشفت منها 18 قضية ، ونجم عنها سبع إصابات بجروح ، دون وقوع أية حالة وفاة ايضا. في حين سجل عام 2008 نحو 19 قضية ، اكتشفت منها 15 قضية ، وبلغ عدد المصابين فيها سبعة ، فيما توفي فيها شخصان
وينص قانون الأسلحة والذخائر المعمول به على إيقاع العقوبة على كل من أطلق عيارا ناريا دون داع بما يصل الى الحبس مدة ثلاثة أشهر او بغرامة قدرها الف دينار ، او بكلتا العقوبتين ، كما يصادر السلاح المستخدم سواء كان مرخصا او غير مرخص
الرمثا
وتوفي طالب التوجيهي حسام النبهان 18 عاما صباح امس اثر اصابته خطأ بطلقة خرطوش في الرأس في اثناء مشاركته بحفل نجاح احد زملائه في بلدة الشجرة بلواء الرمثا وكانت مجموعة من الطلبة الناجحين بالتوجيهي يحتفلون في احد البيوت بالشجرة ، اذ اطلق زميل لهم طلقة من خرطوش اصابت النبهان ونقل على اثرها الى مستشفى الرمثا الحكومي حيث تلقى الاسعافات الاولية ، ثم تم تحويله الى مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي حيث فارق الحياة هناك فجر امس .
حيث لم يدر في خلد الطالب "حسام قاسم النبهان" ان يستقبل مهنئيه في اليوم الاول من نجاحة في الثانوية العامة بتفوق ان يكون اليوم التالي لاستقبال المعزين به .
فعلى حين فجأة فقد وميض شعاعه بغيمة من المجهول اكتنف مصيره وغاب كنجمة تاهت عن مدارها ، تاركا وراءه وابلا من الدموع في المآقي الساهدة والساهرة التي احترقت أجفانها ، وانسلخت أوجانها ودفقا من مشاعر الخوف والحزن والحذر وعاصفة من العزائم التي لا تهدأ من والديه من اجل معرفة مصير زملائه في قبولهم في الجامعات التي طالما انتظرها طيلة ثمانية عشر عاما ..
اعتاد "حسام"منذ اليوم الاول لاشهار نتائج الثانوية العامة بالخروج برفقة اصحابه لمشاركة زملائه فرحة التوجيهي وانا عشت احداها قبل ان يغيبه الموت بيوم واحد فكان القائد للدبكة في فرحة ابناء اشقائي الناجحين يوزع الابتسامات فرحا لزملائه والذي كان حلمه ان يكون على مقاعد الجامعة خلال الايام القليلة القادمة الا ان الفرحة لم تكتمل عندما انطلقت من بندقية الصيد طلقة لتستقر في راسه ومن اعز الناس الى قلبة عن طريق الخطأ ليعبر عن فرحته بهذه الطريقة لينتهي حسام الى المقبرة في لحظات.
وعلى فرحة النتائج كان حسام يناغي اصدقاءه بفرحه الطفولي البريء وهو يتألق ويتهادى مدغدغا صدره الغض الطري فتنطلق زغاريد وضحكات وسط حومة من اقرانه الذين عبرو عن إعجابهم ومحبتهم لحسام فيورق الفرح في عيون ذويهم الذين يرمقونهم .. الا ان يوم امس الاول كان "حسام"على موعد مع الموت المفاجىء ليتحول الفرح الى ماساة ادمعت كافة ابناء بلدته ومحبيه .
حادثة فقد وغياب حسام لاقت اهتماما كبيرا من اهالي البلدة والمسؤولين ، وقد شيع الالاف من المواطنين وعلى راسهم متصرف اللواء ومدير شرطتها جثمان الشاب النبهان الى مثواة الاخير ليوارى وسط تسامح من ذويه واحتسابه عند الله شهيدا واعلان ذويه ان الحادثة قضاء وقدر ، معلنين تسامحهم ومتنازلين عن كافة حقوقهم لوجه الله .
وبين متصرف الرمثا رضوان العتوم ان اهل المجني عليه تفهموا الوضع ولاسيما ان الشابين اصدقاء ، وكانت الوفاة بالخطأ ، مشيرا الى انه تم اخذ عطوة امنية لمدة ثلاثة ايام.
إزاء هذه الحادثة التي أدمت القلوب وأثارت اللوعة في النفوس تركت حادثة افتقاد حسام تساؤلات عديدة لدى المواطنين الذين تساءلوا .. كم نرى عند كل مناسبة من مناسباتنا وأعيادنا ، نفس الحوادث التي تتكرر في مواقع مختلفة: نتائج التوجيهي ، العيد ، رأس السنة ، تخريج الجامعات ولم نتعظ بعد .
مادبا
ادخلت الى مستشفى النديم الحكومي في مادبا مواطنة 55 سنة من منطقة جنوب مدينة مادبا اثر اصابتها بعيار ناري طائش .
وقال مدير المستشفى الدكتور رياض القسوس ان المواطنة وصلت المستشفى بسبب اصابتها بعيار ناري طائش غير نافذ بالفخذ الايمن واجري لها اللازم وحالتها العامة مستقرة مالم تحصل مضاعفات.
يشار الى ان ظاهرة اطلاق العيارات النارية اصبحت ظاهرة تؤرق المواطنين في مادبا وما ينتج عنها من اصابات بين المواطنين ووفيات والتي اصابت حتى خطوط الكهرباء اخيرا في بلدة الفيصلية ، حيث اصاب عيار ناري طائش خط الضغط العالي مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي لساعات عن المنطقة عاش المواطنون خلالها ظلاما دامسا .
السلط
بالرغم من كل الجهود التي تبذلها مديرية الأمن العام ومديريات الشرطة في المملكة للحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات العامة والأفراح والاعراس ، وبالرغم من نظرة الكثيرين السلبية تجاه مطلقي الرصاص لغايات التعبير الخاطىء عن الفرح ووصفهم بالمستهترين والخارجين على القانون الا ان هذه الظاهرة ما تزال تطل برأسها بين الفينة والاخرى ، مؤكدة ان من بيننا اشخاصا ما يزالون مصرين على اللعب بالنار وتعريض حياة الاخرين للخطر .
وقد القت الاجهزة الامنية في السلط امس الاول القبض على عدد من مطلقي العيارات النارية اثناء ظهور نتائج التوجيهي وتم توقيفهم على ذمة التحقيق.
ولعل من اطرف النوادر هو ما حصل الاسبوع الماضي في مدينة السلط وتحديدا منطقة واد الناقة واثناء حمام عريس حيث قام حملة الكلاشنكوف من جهة وحملة المسدسات من جهة اخرى باجراء مبارزة بالرصاص الحي استمرت عشرين دقيقة وسط زغاريد النسوة واغاني الشباب ، ووفق المجاورين فان المعركة اعادث الى الاذهان اجواء الحرب حين كان الابرياء يبحثون عن مكان امن يختبئون فيه .
وقد اثارث الحادثة سخط واستهجان المواطنين والمجاورين الذين جددوا مطالبتهم للاجهزة الامنية الضرب بيد من حديد على كل عابث لارواح الناس وممتلكاتهم مذكرين بحادثة سجلت قبل عدة سنوات ضد مجهول حين فقدت اسرة بلقاوية معيلها جراء طلقة طائشة ومجنونة هشمت دماغه وجعلت الاسرة تبيع كامل ممتلكاتها في محاولة يائسة لمعالجته ولكن هيهات ... هيهات .
وبالرغم من ان وثيقة السلط الشعبية التي كان من بين بنودها محاربة ظاهرة اطلاق العيارات النارية الا ان المدينة التي تخلت عن الوثيقة زادت كثيرا في الاعتداء على شرفها والتطاول على بنودها في مجال الردة على ما اتفق على التخلي عنه ومنه ظاهرة العيارات النارية .
ومن طريف ما يذكر ان احد ابناء مدينة السلط المتزوج من اجنبية ولدى حضوره الصيف الماضي لقضاء اجازة بين الاهل قام باصطحاب طفله الى احد الاعراس وما ان انهمر الرصاص فوق الرؤوس حتى اصيب الطفل بالذهول وظن ان معركة وقعت ، فاغمي على الطفل ونقل للمستشفى وفي غضون اسبوع عاد الطفل مع الاسرة الى حيث يعمل الوالد في امريكا وكلما شجعه الوالد على زيارة مسقط الرأس رفض بشدة وايدته والدته خوفا على حياة الجميع .
واجمع الجميع ومن كل الاعمار والفئات ذكورا واناثا على ان مطلقي العيارات النارية هم اشخاص مضطربون ومهووسون ويعانون من ازمة نفسية الامر الذي يفرض على اجهزة الحكومة تشديد الرقابة وعدم التهاون مع العابثين ، واستغربوا قيام وجهاء ومسؤولين في بعض الاحيان بالتوسط لتكفيل هذه الفئة او عدم محاسبتهم معتبرين ذلك من اشكال التشجيع لهم .
وربما كانت الجمعية الاردنية لمكافحة ظاهرة اطلاق العيارات النارية وهي الجمعية الاولى من نوعها بمنطقة الشرق الاوسط وتتخذ من مدينة السلط مقرا لها هي المؤسسة الوحيدة التي تقوم بجهود مضنية وبتمويل ذاتي من اشتراكات اعضائها بحسب رئيس الجمعية محمود النمران العطيات للقضاء على هذه الظاهرة والتي تراجعت الى حد كبير وفق العطيات الذي اشار الى قيام الجمعية بعقد العديد من المؤتمرات والفعاليات بالتعاون مع مديرية الامن العام ومؤسسات المجتمع المحلي وتوزيع النشرات التثقيفية وزيارة اصحاب الاعراس في مواقعهم وحثهم على عدم اطلاق العيارات النارية احتراما للقوانين وحفاظا على السلامة العامة ومن المضحك ان احد اصحاب الاعراس خارج مدينة السلط وتعبيرا عن رغبته في حسن استقبال اعضاء الجمعية قام باطلاق العيارات النارية ليقول لهم بشكل او باخر مطلبكم مرفوض ومع ذلك وحسب قوله فان ذلك كان حافزا لمواصلة الجهود حيث اقتصرت الموجة على نفر محدود في القرى والارياف ومع كل مناسبة سيعود بعض المهووسين الى عادتهم وستنطلق من فوهات البنادق الاعيرة النارية في الفضاء مولولة وصارخة ورافضة ان تكون سببا في القضاء على حياة انسان وزيادة عدد الاسر المنكوبة على الارض وقال ان خطورة الرصاصة المرتدة ليست اقل خطورة من الرصاصة المنطلقة .
من جانبها قللت مديرية شرطة محافظة البلقاء من حجم الظاهرة واشادت بالوعي العام الذي وصل اليه المواطن الاردني في رفض هذه الظاهرة والتصدي لها مؤكدة تشديد العقوبة وتفعيل القوانين بحق كل المستهترين انطلاقا من توجيهات مديرية الامن العام في التصدي لكل الظواهر السلبية وقالت المديرية انها اتخذت حزمة من الاجراءات مع قرب الاعلان عن نتائج التوجيهي من بينها تسيير دوريات راجلة ومتحركة واعتماد الشرطة السرية واعوان المرور للابلاغ عن أي مستهتر يقوم باطلاق العيارات النارية ولن تتساهل ابدا معهم متمنية على أي شخص يحترم وطنه وبلده الا يتوسط لاي عابث بارواح المواطنين .
الطفيلة
ورغم تحذيرات الجهات الرسمية والتطوعية والشعبية ، في محافظة الطفيلة للحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية التي تشهدها حفلات الأعراس والتخرج إلا أن صدى العيارات النارية ما زال يتردد في مناسبات الأفراح.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الجهات الأمنية على ضرورة اتخاذ الاجراءات بحق المخالفين الذين يطلقون العنان لأسلحتهم التي تدوي برصاصاتها من كل ناحية إلا أن مسلسل" فرحتي بإطلاق رصاصتي "لا زال يبث حلقاته من ارض وسماء الطفيلة بتردد منخفض مقارنة مع السنوات السابقة ، نتيجة ارتفاع أسعار ذخيرة الأسلحة من ناحية ، وتفهم نسبة كبيرة من المبتهجين بأفراحهم للانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة من ناحية أخرى ، حسب ما أبداه العديد من المواطنين .
بالمقابل يشكو مواطنون آخرون من تبعات مواكب الأفراح التي تسير في الشارع الرئيسي في الطفيلة والتي أصبحت ضمن عادات وتقاليد الزواج في الطفيلة حيث تطوف السيارات المزينة طرقات المدينة كنوع من إعلان الزواج المقترن بالإزعاج والاختناقات المرورية وسد الطريق حتى على سيارات الإسعاف في كثير من الأحيان خاصة أيام الخميس والجمع من كل أسبوع .
وأشار مواطنون إلى إصرار العديد من الطلبة الناجحين وأهل العروسين على الاحتفاء بطريقتهم الخاصة بأفراحهم ، باختراق شوارع المدينة الرئيسية عبر مواكب من المركبات متناسين حقوق الآخرين في استخدام الطريق بشكل آمن والحفاظ على أنظمة وقوانين السير المتبعة.
واتخذت لجان السلامة العامة في الطفيلة حسب محافظ الطفيلة بالوكالة حامد الطراونة ، جملة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة تبعات فصل الصيف ومن ضمنها تزايد حفلات الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة إلى جانب عدم إطلاق العيارات النارية ، فيما أكدت هذه الإجراءات على ضرورة الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم وعدم التعدي على حقوقهم التي ضمنتها الأنظمة .
وبين الطروانة ، بأنه سيتم في القريب العاجل عقد ، لقاءات و اجتماعات مع الحكام الإداريين والمخاتير والوجهاء والشيوخ في مختلف مناطق المحافظة بحضور ممثلين عن الجهات الأمنية ، بهدف حث أقاربهم وسكان مناطقهم للتخلي عن هذه الممارسات السيئة التي تمارس خاصة خلال فصل الصيف والتي من ضمنها مواكب الأعراس التي تعرقل مسير حركة المرور.
وقال انه سيتم تفعيل وثيقة الشرف العشائرية التي وقعت سابقاً من قبل مختلف شرائح المجتمع المحلي والتي تنص على عدم إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح ، وعدم استخدام مكبرات الصوت فيها والتوقف عن التوسط لدى الجهات الرسمية لصالح الأشخاص الذين يمارسون هذه العادات السيئة.
مدير أوقاف الطفيلة ، الشيخ حسني المرايات بين بان هذه الظواهر السلبية بعيدة كل البعد عن الأخلاق والفضائل الإسلامية التي تنادي بضرورة الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم وعدم إزعاجهم بمواكب الأعراس وإطلاق العيارات النارية والتي أصبحت جزءا من العادات والتقاليد التي تحتاج إلى تصويب مشيرا ان الوعاظ والخطباء في مساجد الطفيلة يعكفون في خطبهم على حث الناس لترك هذه الظواهر السلبية في مجتمعنا والابتعاد عن إقامتها حفاظا على سلامة المواطنين. .
وأشار إلى الدلائل الشرعية من الكتاب والسنة التي تحرم دم المسلم على المسلم والى الضرورات الخمس للإنسان التي يجب عليه الحفاظ عليها كالنفس والعقل والمال والنسل والدين وان قتل النفس بغير حق حرام خاصة في مثل العيارات النارية لان كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .
وبين الشيخ المرايات بان هذه الظاهرة التي تخلف وراءها مصائب على المجتمع ليفرح أناس مقابل حزن آخرين ماهي إلا من الظواهر التي ليس لها مبرر في وقت دعا فيه الإسلام إلى حفظ النفس من التهلكة وتحريم إلحاق الضرر بالغير .
يذكر بان وثيقة الشرف العشائرية الموقعة قبل عدت سنوات من قبل شيوخ ووجهاء الطفيلة ركزت على أن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح لا تتناسب مع الأردن الحضاري والمخاطر التي تسببها في المناسبات والأفراح ، والتي أودت بحياة الكثير من الأشخاص الأبرياء وعكرت صفو وطمأنينة العائلات الأردنية.
وقالوا في الوثيقة نتعهد أن نكون السباقين لخير الوطن وخير أبنائه ونحن أبناء الطفيلة حريصون كل الحرص على أن نقف ضد هذه الظاهرة وان نتصدى لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح أبناء هذا الوطن الغالي نتيجة الجهل.
كما جاء فيها نتعهد نحن الموقعين على هذه الوثيقة بوجه الخصوص بعدم إطلاق العيارات النارية لأي سبب من الأسباب سواء كان ذلك بمناسبة نجاح أو فرح أو غيرها من المناسبات والمساعدة في الإبلاغ عن مطلقي العيارات النارية .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات