محمد القواسمة .. ذهب لتعلم السباحة وعاد لأسرته محمولا
سرايا - لم يكن الطفل محمد احمد القواسمة يعلم أن بداية العطلة الصيفية والتي كان ينتظرها بفارغ الصبر لتعلم السباحة ستكون نهاية حياته وانه لن يعود الى منزله لاحضار الحلوى الى شقيقته الوحيدة (ملك) كما كان معتادا في كل يوم.
هذا الطفل الذي وافته المنية غرقا في مدينة الحسن الرياضية بعد ان ذهب اليها لتعلم السباحة وبدل ان يعود لأسرته فرحا مسرورا ، عاد إليها محمولا على الأكتاف.
والد الطفل المهندس احمد القواسمة والذي زارته "الدستور" في منزله معزية بوفاة طفله قال: كان المرحوم محمد ابن الثالثة عشرة من عمره ذكيا جدا والاول على مدرسته ، محبوبا بين الاهل والجيران ومنذ بداية الفصل الدراسي الماضي كان متشوقا لتعلم السباحة في مسبح مدينة الحسن الرياضية حيث قمت بتسجيله بعد ان اكدت لي ادارة المدينة انه تم تخصيص مدرب كفؤ لكل اربعة متدربين وان كافة وسائل السلامة العامة تستخدم في عمليات التدريب.
واضاف في يوم 4 ـ 7 ذهب ولدي الى المسبح وكان مسرورا جدا بان حلمه سيتحقق ويصبح سباحا ماهرا ولم يكن يعلم بان ذلك اليوم سيكون اخر يوم من حياته ، مضيفا بانه في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا تم الاتصال بي من قبل المركز الامني حيث اعلموني ان ولدي اصيب بحالة تشنج وموجود في مستشفى الاميرة بسمة التعليمي لتلقي العلاج ، حيث ذهبت الى المستشفى وتفاجأت بان ولدي قد فارق الحياة نتيجة غرقه في مسبح مدينة الحسن الرياضية وتم تحويل الجثة الى مركز الطب الشرعي لتشريحها.
وقال: صدمت مما حدث وخاصة حين شاهدت جثة ولدي لونها ازرق ومصاب بحالة اختناق فسلمت امري الى الله عز وجل وقمنا بمواراته الثرى.
واشار القواسمة الى انه علم انه كان بالمسبح 45 طفلا تتراوح اعمارهم بين 7 و 13 عاما ولا يوجد سوى مدرب واحد واثنين من الهواة وان اول درس اخذه الاطفال في السباحة هو القفز عن رفاس بارتفاع اربعة امتار الى البركة والتي عمقها خمسة امتار ونصف وهذا مخالف لكل قواعد تعليم السباحة في العالم حسب رأي متخصصين اضافة الى عدم وجود مركز صحي او طبيب اسعاف لمعالجة الحالات الطارئة والمصابين بالغرق وغيرها وعدم وجود ادوات السلامة العامة المستعملة بالسباحة من طواشات وزعانف.
وقال انه تقدم بشكوى رسمية امام القضاء ليس طمعا بالتعويضات بل حفاظ على الاطفال والشباب الابرياء الاخرين لايلائهم كل الاهتمام والرعاية ، لافتا الى ان الاهمال والتقصير الذي اودى بحياة ولده لا يحمله للمدرب فقط والذي ما زال في السجن بل ان جميع المسؤولين في مدينة الحسن الرياضية هم شركاء بالمسؤولية لعدم اهتمامهم بمتابعة كافة امور السلامة العامة لحماية الاطفال المشاركين بالدورات التدريبية.
وزاد ان الحكومة لم تقصر في تشكيل لجان تحقيق في عدة حالات وقد تمت ادانة بعض المسؤولين الذين ثبت تقصيرهم الا انه لغاية الان لم يتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية محايدة.
والدة الطفل اولغا القواسمة تحمل جنسية (بيلاروسيا) قالت: انا امرأة مسلمة واؤمن بقضاء الله وقدره وقد علمت من زوجي بوفاة ولدي محمد نتيجة غرقه في البركة حيث اصابني الهلع ولم اصدق في البداية.
واضافت: كان محمد يعلمني امورا كثيرة في الدين خاصة امور الصلاة ، حيث يقوم بقراءة القرآن الكريم والكتب الدينية وكان قريبا مني ومولعا بشقيقته الوحيدة (ملك) وبعد رحيله اصبحت الحياة بدون طعم.. لم اعد اطيق نفسي ولا المنزل الذي نعيش فيه ، فأراه في كل ركن منه ، احبس دموعي داخل اعماقي واحاول التنصل من نظرات طفلتي الصغيرة التي اصبحت وحيدة وهي تنظر داخل المنزل تبحث عن شقيقها تنتظر هداياه الجميلة اليها وكأنها تسألني اين ذهب اخي ومتى سيعود؟ فلا اجابة عندي سوى ان اخاك وحبيبك اصبح طيرا من طيور الجنة كما اعلمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام.
عن الدستور
رد مع اقتباس
المفضلات