المكرمة الملكيّة لأبناء المعلمين.. تخفيف الأعباء وتحفيز الإبداع

**الاسطورة** · 15-07-2010, 11:28 AM

ملحق الشباب

المكرمة الملكيّة لأبناء المعلمين.. تخفيف الأعباء وتحفيز الإبداع

حمزة بصبوص

ثمّن طلبة ومعلمون مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله المتضمّنة تطبيق تعليمات المكرمة الملكية السامية لأبناء العاملين والمتقاعدين العسكريين على الحصّة المخصّصة لأبناء المعلمين من المقاعد الجامعيّة، البالغة نسبتها 5% من إجمالي عدد المقاعد الشاغرة سنويّاً في الجامعات الرسميّة.
وتنفيذاً للمكرمة الملكيّة السامية، ووفقاً لما أصدره مجلس الوزراء من تعليمات حولها، يُعطى الطلبة الجدد المقبولون وفقاً لمكرمة أبناء المعلمين الرسوم الدراسية ومبلغاً شهرياً كمصروف ومبلغاً سنوياً ثمناً للكتب والمناهج الدراسيّة ابتداءً من السنة الدراسيّة 2010 /2011م، وفقاً للأسس ذاتها المعتمدة في المكرمة الملكية لأبناء العاملين والمتقاعدين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
كما شملت المكرمة الملكية أبناء المعلمين ممن هم على مقاعد الدراسة الذين لا يستفيدون من أيّ مكرمة، بحيث يتم منحهم مبلغاً ماليّاً كلّ فصل دراسي طوال فترة دراستهم المتبقية.
واعتبر طلبة أنّ هذه المكرمة من شأنها أن تتيح لهم الفرصة لاستكمال دراستهم بأريحيّة، وتحقيق طموحاتهم بعيداً عن التفكير في الأعباء الماديّة التي يتكبّدها الأهل، إذ يرى أحمد القادري (أنهى متطلبات امتحان الثانويّة العامّة مؤخراً) أنه إذا ما نجح وحصل على هذه المنحة كون والده معلماً فستكون بمثابة الفرصة التي تفتح أمامه أبواب تلقي العلم دون الالتفات إلى الجانب المادي.
في حين اعتبر زميله أيمن راضي أنّ هذه المكرمة ستمنح الطلبة الحاصلين عليها قسطاً وافراً من التركيز على تلقي علومهم بعيداً عن التفكير في الأعباء الماديّة.
وأوضح سامي بني يونس (طالب جامعي) أنّ المكرمة من شأنها أن تتيح للطالب الحاصل عليها فرصة الاستمرار بدراسته دون انقطاع، فالعديد من الطلبة كانوا يضطرون لتأجيل فصول أو تسجيل الحدّ الأدنى من الساعات فقط؛ لعدم كفاية الدخل المادي الذي تتحصّل عليه الأسرة لتغطية تكاليف الدراسة الفصليّة بالكامل، وفي حال الحصول على المكرمة فإنّ الطالب سينهي دراسته في موعدها المحدد، كما ستفتح المجال أمامه للإبداع والتفوق لأن تفكيره سيكون مرتاحاً من الناحية الماديّة.
وأكّدت مروى الحاج حسن (طالبة جامعيّة) أن هذه المكرمة تحفز الطلبة على الإبداع في دراستهم، وتزيد من حجم التنافس الإيجابي بين الطلبة للحصول على معدلات عُليا، وهو ما يعدُّ شيئاً إيجابيّاً يرتقي بمستوى التعليم المدرسي والجامعي كذلك.
المعلمون بدورهم أكدوا أنّ هذه المكرمة تأتي استكمالاً للعديد من المكرمات الملكيّة التي تهدف إلى تطوير وتحسين واقع التعليم، إلى جانب الارتقاء بمستوى معيشة المعلمين، فمكارم جلالة الملك متواصلة لدعم هذا القطاع والقائمين عليه.
وعبّر المعلم محمّد المشاقبة عن امتنانه لمكرمة جلالة الملك ومبادراته العديدة التي طالت في الفترة الأخيرة أوضاع المعلمين بشكل لافت، مشيراً إلى أنّ المكارم الهاشميّة لبّت ما يطمح إليه المعلمون بعد أن أصغى جلالته باهتمام إلى مطالبهم، وأمر بتحسين أوضاعهم.
وبيّن أنّ هذه المكرمة تتيح للمعلمين أيضاً فرصة الارتقاء بدرجاتهم العلميّة والوظيفيّة من خلال استكمال دراساتهم العُليا، بعد أن زالت عن عاتقهم مصاريف دراسة الأبناء، وهو ما يُشكّل أثراً غير مباشر للمكرمة الملكيّة.
وعقب المعلم أحمد النسور أنّ هذه المكرمة تُجسّد اهتمام جلالة الملك بالمعلمين كجزء من اهتمامه بكافة فئات المواطنين وفي مختلف أماكن سُكناهم وعملهم، لافتاً إلى أنّ قطاع التعليم شهد إنجازات كبيرة وتقدماً واضحاً جرّاء الاهتمام الكبير الذي أولاه له جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله.
وشدّد على أنّ هذه المكرمة ستخفف كثيراً من الأعباء الماديّة الملقاة على كاهل المعلمين، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، والمبالغ الكبيرة التي تحتاجها الدراسة الجامعيّة لأبنائهم.
من جانبه أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني خلال مؤتمر صحفي تناول الحديث عن تفاصيل المكرمة الملكيّة السامية أن هذه المكرمة ستتكفل بتغطية الرسوم الدراسيّة كاملة لأبناء المعلمين للمقبولين على أساسها والبالغة نسبتهم 5% من إجمالي المقبولين في الجامعات الرسمية للعام الدراسي المقبل، كما ستشمل بالإضافة إلى الرسوم الدراسيّة مصروفاً شهريّاً وبدل أثمان الكتب بصورة تُماثل المكرمة المخصصة لأبناء العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وبين أن المكرمة الملكية سيستفيد منها أبناء المعلمين ممن هم على مقاعد الدراسة الجامعية وفي مختلف السنوات الدراسية، الذين قبلوا من خلال التنافس الحر أو مكرمة أبناء المعلمين أو أيّ وسيلة أخرى؛ وفقاً لشروط وتعليمات معينة ستخرج بصيغتها النهائيّة عمّا قريب من قبل اللجنة التي كلفها مجلس الوزراء وضع الأنظمة والتعليمات الخاصة بهذه المكرمة، مؤكداً أنّ الوزارة بصدد إلحاق عدد من موظفيها بمكاتب المستشارين الثقافيين التابعين لوزارة التعليم العالي الموجودين في الجامعات الرسمية؛ لتنظيم الإجراءات المتعلقة بتنفيذ المكرمة.
وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران خلال المؤتمر أن المكرمة الملكية جاءت استجابة لاحتياجات وتطلعات الأسرة التربوية، وبهدف تخفيف الأعباء الماديّة عليهم؛ ليتمكنوا من تعليم أبنائهم وأداء رسالتهم النبيلة.
ولفت إلى أنّ المكارم الملكية المتواصلة للأسرة التربوية التي أُقِرّت في السنوات الأخيرة أسهمت في تطوير قطاع التعليم وتحسين أوضاع القائمين عليه، مشدداً على أنّ هذه المكرمة يجب أن تكون محركاً وحافزاً لتحقيق التميز والإبداع، انسجاماً مع توجيهات جلالة الملك ورعاية جلالة الملكة الرامية إلى توفير البيئة الملائمة لتحقيق التميز والإبداع والريادة في مختلف المجالات.