محليات
الاعتداءات على الاطفال والفتيات من داخل الاسرة هي الأخطر
كتبت – سهير بشناق - يتعرض اطفال لانواع مختلفة من العنف الجسدي والجنسي مما يسبب لهم ضغوطات نفسية سلبية تترك اثارا كبيرة على حياتهم المستقبلية خاصة وان الاطفال لا يستطيعون التعبير عن الامهم النفسية الناتجة عن تعرضهم لايذاء او اهمال .
وتشير الاحصائيات المتعلقة بقضية العنف الجسدي والجنسي الصادرة من داخل الاسرة ان ( 54 ) % من هذه الجرائم كانت اعتداءات جنسية و( 43 ) % هي عنف جسدي .
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية اشار الى ان قضية العنف الاسري من اخطر القضايا الاجتماعية التي تؤثر على الاسرة وافرادها تاثيرا سلبيا .
وقال ان القضية الخطيرة المتعلقة بالعنف الاسري ان ( 73 ) % من الاعتداءات الجنسية تقع من افراد ضمن محيط الاسرة اي انهم ليسوا غرباء عن الاطفال او الفتيات في حين ان نسبة اعتداء الاباء على بناتهم بلغت ( 3 ) % من مجمل نسب الاعتداءات .
وتعرض الاطفال والفتيات للأعتداءات من قبل افراد محيطين بهم يشكل خطرا كبيرا على هذه الفئات كونهم لا يستيطعون البوح بما تعرضوا اليه خوفا ممن قام بهذا الفعل الذي يكون بالعادة قريبا منهم .
ويرى اخصائيون اجتماعيون ضرورة تنبه الاسر لهذا الامر ومراقبة اطفالهم وبناتهم وعدم السماح للأخرين بقضاء اوقات طويلة معهم خاصة وان هناك من يكون يعاني من امراض نفسية غير سوية تدفعه لارتكاب سلوكيات العنف او الاعتداءات بحقهم .
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي في وزارة الصحة والخبير الدولي في مواجهة العنف ضد الاطفال لدى مؤسسات الامم المتحدة اشار الى ان هناك عدم تقدير مجتمعي لمدى كلفة العنف اجتماعيا واقتصاديا ضد الاطفال باختلاف اشكاله خاصة وان حماية الطفل من العنف الآن هو إستثمار في حماية المجتمع مستقبلا.
واضاف ان الدراسات اثبتت أن الطفل المُساء إليه أكثر عرضة من غيرة لخبرات الحياة المناوئة كالتدخين، تناول الكحول، المخدرات، وبالتالي أمراض القلب والكبد وكذلك أكثر عرضة للسلوكيات العنفية من مثل الإنتحار وإرتكاب الجرائم.
واكد جهشان ان العنف ضد الطفل لا زال غائبا عن الإستراتجيات الوطنية للصحة العامة، وان هناك ترددا واضحا من اعتبار العنف بما في ذلك العنف ضد الطفل مشكلة صحية عمومية لها أولوية ببرامج الوقاية الأولية وتوفير البيئة الملائمة في القطاع الصحي للإكتشاف المبكر والتبليغ عن حالات العنف ضد الأطفال وبالتالي الوقاية من وفيات الأطفال بسبب العنف.
وبين جهشان ان هناك عدم ادراك لاهمية خدمات الإستجابة للعنف عقب حصوله، وهي متطورة بشكل جيد بالأردن، لكنها ليست بديلا بأي شكل من الإشكال عن برامج الوقاية الأولية من العنف قبل حصوله وليست بديلا أيضا عن برامج الإكتشاف المبكر وآليات التبليغ عن العنف في القطاعات التعليمة والصحية والإجتماعية.
وبالرغم من خطورة وتاثيرات العنف على فئة الاطفال والفتيات الصغيرات واستمرارية الاثار النفسية عليهم لفترات طويلة فان اهمال الكثير من الاسر بحق اطفالهم والسكوت عن العنف الذي تتعرض له بناتهم تحت ذريعة الخوف من الشخص الذي اقدم على سلوك العنف سواء كان الاب او الاخ او احد الاقارب يسهم في زيادة نسب العنف التي لا تعبر عن واقع العنف الحقيقي في المجتمع خاصة وان هناك حالات كثيرة من هذه الفئات لا تستطيع ايصال صوت عذابها ومعاناتها للجهات المعنية فتستمر في حياة عنوانها العنف .
وتؤكد مصادر مختصة في دار رعاية الفتيات – الرصيفة – ان هناك فتيات كن ضحايا لاعتداءات جنسية من قبل اقاربهن ويتحملن مسؤولية ذنب الاخرين بعيشهن حياتهن في هذه الدار التي توفر لهن الحماية وتعمل على اعادة تاهيلهن بعد ان تعرضن لهذه الاعتداءات اضافة الى الاطفال الذين يعيشون في مؤسسات اجتماعية وتعرضوا ايضا للعنف الجسدي والجنسي .
فهذه الفئات بالرغم من جهود القائمين على رعايتهم يصعب عليهم نسيان ما تعرضت اليه خاصة ان كان المعتدي من داخل الاسرة .
فمن يعيد صورة الاب او الاخ في حياة الفتاة او حياة الطفل الذين انتهكت براءتهم على ايدي اقرب الناس في حياتهم ؟؟
رد مع اقتباس
المفضلات