احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مفتاح الباب المخلوع

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    مفتاح الباب المخلوع

    ملحق الثقافة




    مفتاح الباب المخلوع




    حين بدأت بقراءة «مفتاح الباب المخلوع» للشاعر راشد عيسى، كانت قراءتي مبوبة، وأنا ممن يبوّب قراءاته، على أنها رواية، وهكذا كان تصنيفها من الناشر، وقد صدرت عن دار أزمنة في عمّان، وأظن بل أكاد أجزم أن هذا التصنيف، خيار الكاتب.
    وإذ توغلت في صفحات «مفتاح الباب المخلوع» وجدتني في خضم تجربة وجودية فذّة، اكتتبت بطريقة فذّة أيضاً، حتى إنني ما عدت مشغولاً بتجنيس النص الذي أقرأ، إن كان رواية أو سواها، فالمتعة الجمالية والذهنية التي مُنِحْتُها من هذه القراءة، كانت من النص الذي أقرأ، لا من جنسه الأدبي.
    إن ما ذهبت إليه، لايعني حرمان نص الشاعر راشد عيسى هذا، من النسب الروائي، بل هو عمل روائي بجدارة، إذا كان القصد لا يتجاوز التجنيس، ونحن نعلم أن انفتاح النص الروائي الحديث، وتحديداً منذ منتصف القرن الماضي، على جميع أساليب الكتابة وأجناسها، واحتيازها واستحضارها في الرواية الحديثة، بات مكرراً ومعروفاً، بل إن هذا الانفتاح بجميع نتائجه صار أمراً واقعاً ومألوفاً ومعترَفاً به.
    ورغم أهمية جنس النص، إلاّ أن متعة القراءة، ومن ثمَّ ما تترك من أثر خاص وعام، تتجاوز جنس الكتابة في تجليّات التلقّي، جمالياً وذهنياً. وعلى سبيل المثال، حين نقرأ فصولاً من تاريخ الطبري، يستأثر بنا الأديب بروعة أسلوبه كما يستأثر بنا الراوي واسع الأفق متعدد المصادر، ويستأثر بنا المفكر أيضاً، وكذلك هو النص الشكسبيري، فتجنيسه المسرحي واستمرار حضوره في العروض المسرحية، زمانياً ومكانياً وما تبوّأ من مكانة في تاريخ الفكر المسرحي، لم يحاصر حضوره في حدود المسرح فقط، بل توسع ليشمل المحيط القرائي، بآفاقه اللغوية والإيقاعية والفكرية، التاريخ والأسطورة، الواقعي ونقيضه، المعقول واللامعقول.
    وإذ أتوقع أن نص «مفتاح الباب المخلوع» سيحاط بأسئلة من قبيل: هل هو رواية أم سيرة ذاتية، وهل الرواية تنتسب إلى السيرة، فهي رواية سيرية، أم إن السيرة فيها تداخلت مع المتخيّل، واختفت في البناء الفني للنص من خلال تعدد رواية السيرة الواحدة؟ بل لقد شهدت مثل هذا الحوار بشأنها.
    قد يقال عنها إنها رواية تتداخل مع نص السيرة، وإنها سيرة ذاتية أفادت من معطيات السرد والشعر واليوميات معاً، وأفادت (الرواية والسيرة الذاتية) من انفتاح النص، وتراجع الجنس الأدبي الصافي، وأقول: نعم، إنها هذه وتلك، لكن في الحالتين، وفي تداخلهما وتكاملهما، كان لها من الخصوصية التي تحققت بفعل وعي الكاتب وجماليات الكتابة.
    قبل أسابيع من قراءة «مفتاح الباب المخلوع» حدثني الصديق الناقد سليم النجار عن مشروع كتابة روايته الأولى وإنه بدأ بكتابة الفصل الأول منها، ولم أسأله عن آفاق مشروعه الروائي، بل دار الحديث بيننا عن مطلق فن السرد، وما شهد من متغيرات، ولأنني أعرف صفحات من حياة محدّثي، مما يشكل بعض ملامح سيرته الذاتية وتجربته الحياتية، فقد أنهيت حوارنا بشأن مشروعه الروائي بالقول: «فلتمسك جيداً بخيوط الحكاية، حتى لا تضيع منك ولا تشتبك فتضيع في خضمّ النص، وتضيع على المتلقي، ولا تكرر أحداثاً تناولها قبلك كثيرون، فيبدو نصك الروائي كأنه يكرر فصولاً من نصوص روائية أخرى».
    أعرف إن ما قلته للصديق النجار لن يكون دليله في ما يكتب، فلكل كاتب أسلوبه في الكتابة، ولكلٍّ رؤيته التي تشكّل ملامح نصه، لكن حين قرأت ما كتبه الشاعر راشد عيسى أدركت أنه رأى ما رأيت، فهو لم يحرص على الحكاية في نصه حسب، ولم يمسك بخيوطها حتى لا تضيع ولا تشتبك، بل لقد حرّكها كما يشاء، مما جعل الواقع إبداعاً، ووحّد الإبداع والواقع، كما لم يقع في أحبولة الأحداث الكبرى، التي اقترنت بالنص زمنياً، وبالمكان أيضاً، وهذا ما قاد بعض الكتابات إلى التكرار.
    إن زمن «مفتاح الباب المخلوع» هو زمن القضية الفلسطينية، ويتواصل مع عمر الكاتب، والمكان فلسطين- الأردن، والمحيط هو المخيّم الفلسطيني، وهو إذ يتناول أحداث هذه المرحلة، إنما يتناولها برؤية الشاعر وقلمه، فلا يتحول إلى مؤرخ أو جامع وثائق أو كاتب يوميات، وهكذا تعامل مع المكان أيضاً، وفي الحالتين تسعفه لغة ثرية وذاكرة خصبة ومخيلة وثابة.
    حتى أبطال نصه لا يشبهون أبطال من سبقهم في روايات تنتمي إلى زمنها ومكانها، إذ يختلفون عن المألوف، فالراوي يتوزع في صوتي «جينو» و»نبهون»، حتى يكاد المتلقي يظن به الظنون، فيما كانت تصفه «إيشا» التي هي أمه بأنه فرخ الجن، وكذلك هي «إيشا» في غرابة علاقتها بوحيدها، أما «إيلي» الأب ففيه الكثير من مكونات شخصيات الصعلوك والبطل الشعبي والبطل الأسطوري.
    أما «سردة» التي تحترف الدجل وتمارس السحر، فهي المرأة والذئبة في آن، وأظن أن من يقرأ «مفتاح البيت المخلوع» ستسكن «سردة» في مخيلته ولا تفارقها.
    وباختصار أقول: إنه نص جميل.

    حميد سعيد



  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    يعطيكِ العافيه

    على كل جديد

    كل الود

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-02-2018, 03:48 PM
  2. صور عن مفتاح الجنة , عبارات عن مفتاح الجنة البر
    بواسطة نسمات الجنة في المنتدى صور اسلامية,كلمات اسلامية,عبارات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-01-2018, 01:07 PM
  3. حقائق عن عنكبوت الباب المسحور , معلومات عن عنكبوت الباب المسحور
    بواسطة ريحانة الوادي في المنتدى صور الحيوانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2017, 12:58 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-12-2016, 11:24 PM
  5. من اخلاق وادب الاسلام(اطرق الباب قبل أن تدخل)أين الباب ؟
    بواسطة أبو الخطيب في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 24-05-2010, 07:24 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك