الزواج العرفي.. تحايل على الشرع وتهديد لمؤسسة الزواج
"سعد" لبرنامج "من زوايا المجتمع": خفت على نفسي من الزنا فتزوجت عرفيا وأرضى لأختي مثله
الزواج العرفي.. تحايل على الشرع وتهديد لمؤسسة الزواج
صورة تعبيرية
الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
الزواج رباط مقدس وسنة من سنن الله، وهو نصف الدين، ووسيلة ربانية للتعارف بين الناس، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" (الحجرات:13).
[media]mms://factjo.com/images/fact-image-3/archiev-files/new-2010/m7/9/9.wav[/media]
وعلى الرغم من الميزات الكثيرة التي تقف وراء تشريع هذا السلوك الاجتماعي، المتوافق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فإنه تعرض للمسخ والتلاعب، فبات يقتصر اليوم على اتفاق سري بين رجل وامرأة وشاهدين، دون إعلام الأهل ولا حتى ولي الأمر، ودون إعلان العقد وتوثيقه في الدوائر الرسمية.
هذه الظاهرة الاجتماعية انتشرت في عدد من الدول الإسلامية بنسب متفاوتة، وهي تنتشر في الجامعات والمدارس على الأغلب، ويطلق عليها اسم "الزواج العرفي" أو "الزواج السري".
وفي قراءة بسيطة لبعض الأرقام التي ظهرت مؤخرا والتي تم تثبيتها في المحاكم الشرعية الأردنية، نجد أن هناك 687 حالة زواج عرفي منذ شهر تموز 2009 ولغاية حزيران 2010 وبنسبة تقترب من الأربعين في المائة من حالات الزواج عموما، وهذه الأرقام والنسب لا شك أنها تثير الدهشة، وتثير التساؤلات: هل أصبح الرجل في مجتمعنا "رجل ليل" متسترا بستار الشرع؟
برنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية" خصص حلقته الأسبوع الماضي لموضوع هذا الزواج ومخاطر انتشاره من خلال قصص واقعية رواها أصحابها عبر البرنامج.
يروي "سعد" بكل صراحة تجربته في الزواج العرفي، بالقول: "كنت طالبا في الجامعة وتعرفت على فتاة أثناء دراستي ورغبت بالزواج منها لكن الظروف الاقتصادية منعتني من تحقيق ذلك ما اضطرني إلى أن أتزوجها زواجا عرفيا بموافقتها فوجدنا أن هذا هو الطريق الأنسب والأقرب لنا والأبعد عن الحرام فهو قرار صائب وليس فيه أي حرمة ما دام الركنان الأساسيان تحققا وهما الإيجاب والقبول".
ويضيف سعد: "وبالفعل تم الاتفاق على الزواج وكنا واضحين منذ البداية حيث تم الاتفاق على انه إذا ما سمحت لنا الأمور المادية والاجتماعية أن نثبت العقد في المحكمة سنثبته وإذا لم تسمح سننهي الزواج والعلاقة بيننا دون أي خلاف وكانا متفقين على ذلك".
وقال سعد: "وبعد عام تقريبا أجبرت على أن أنهي علاقتي الزوجية معها بسبب حصولي على فيزا للسفر إلى الخارج وقمت بتطليقها وإنهاء العلاقة بكل يسر وسهوله دون أن تشوبها أي شائبة".
ويعتبر سعد أن زواجه حلال ليس فيه أي شبهة بناء على أن ما ورد عن الإمام أبي حنيفة بان الزواج قائم على ركن الإيجاب والقبول فإذا تحققت الشروط فان الزواج يكون شرعيا وصحيحا، كما يعتبر سعد الزواج العرفي البديل الوحيد للإنسان لإشباع رغبته الجنسية فهذا هو التفكير الرئيسي لكل شاب وفتاة فهو يبعد الطرفين عن الوقوع في الرذيلة والزنا".
ويرى سعد "أن ما ينطبق على الزواج المسجل لدى المحاكم الشرعية ينطبق على الزواج العرفي، فالفتاة يحق لها أن تكرر زواجها العرفي عدة مرات وبكل سهولة، وهذا حق شرعي باعتقادي لان المرأة التي تنكح بعلم القاضي في حال أنها طلقت يحق لها أن تتزوج بعد انقضاء فترة العدة وهذا الأمر ينطبق على الفتاه التي تتزوج زواجا عرفيا".
ويرى سعد أنه من التخلف أن نرفض الزواج العرفي بين شباب الأمة وهذا مؤشر خطير ربما يأخذنا لممارسة الزنا بشكل علني، وهذا ما أوصل العالم الغربي إلى هذا النوع من الهيجان الجنسي، معتقدا أن الغرب وصل إلى ذلك الأمر بعد انقراض فكرة الزواج العرفي لديهم مما حولهم إلى عالم غريب يشبع رغبته الجنسية في كل لحظة من خلال ممارسة الزنا بكافة أوجهه، وهذا ما يخشى سعد من أن تصل إليه الشعوب العربية والإسلامية في حال تخليها عن فكرة الزواج العرفي.
وناشد سعد الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الاعتراف بالزواج العرفي وإقراره ضمن قوانين الدول العربية لما له من أهمية كبيرة ربما تحمينا من الوقوع في الرذيلة.
رأي الشرع
ويرى الشيخ عبد الفتاح عمر، أن الزواج العرفي باطل وليس من الدين الإسلامي وانه طريق لممارسة الرذيلة بطريقة الاستحياء.
وأضاف الشيخ عمر أن من يرون أن الزواج العرفي زواج شرعي، يرددون كلاما عاريا عن الصحة، وان عواقبه وخيمة، ويجب على الدول العربية محاربته لأنه مخالف لمفاهيم ديننا الحنيف ولعادات وتقاليد مجتمعنا العربي والإسلامي، ويجعل المرأة سلعة تباع وتشترى وألعوبة بين يدي ضعفاء النفوس ويهضم حقها في أن تمارس حياتها الزوجية الطبيعية بكل يسر وسهولة كما يعرضها إلى انتقادات حادة وكبيرة ويسبب مشاكل أسرية ومشاكل للمجتمع بشكل عام وهذا يتطلب منا أن نقف في وجهه.
وعن رأي سعد بالزواج العرفي واعتباره زواجا شرعيا، يرى الشيخ عمر أن سعد وأمثاله يحاولون دائما أن يقنعوا الآخر بأخطائهم وان كانوا هم مقتنعين بخطورته وحرمته إلا أنهم يحرصون دوما على إيجاد المبررات لأنفسهم وإعطائها الفرصة الممكنة للقيام بممارسة الرذيلة.
رأي علم الاجتماع
أما الدكتور فائق حسن أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية فيقول إن الزواج العرفي ظاهرة وليست مشكلة لان الظاهرة اقل خطورة من المشكلة، واعتقد أنها تختلف من بلد لآخر، وهي ظاهرة غير مرغوب فيها بسبب وجود المرجعية الدينية والعادات والتقاليد والدوافع في عالمنا العربي.
وأكد أن مبررات إقدام الشباب على مثل هذا الزواج تعود إلى أسباب اجتماعية واقتصادية ونفسية وبطريقة متقلبة.
وتابع: كما نجد الشباب يستخدمون ذريعة الرغبة الجنسية لتبرير الزواج العرفي، في حين نجد البعض يرجعها إلى ظروفه الاقتصادية، ويقول بعض الشباب إنهم تقدموا أكثر من مرة للزواج من فتاة لكنهم رفضوا، وبالتالي لم يجدوا وسيلة للارتباط بالفتيات اللواتي يحبونهن إلا عن طريق الزواج العرفي، ولكن من دون أن ينظروا إلى تبعيات هذا الزواج من حيث النسب ونظرة المجتمع له.
ويرى الدكتور حسن أن ارتفاع المهور وتعقيد الأهالي ربما يعتبر من أسباب إقبال الشباب على الزواج العرفي لكن ليس هو السبب الرئيسي.
ووصف الزواج العرفي بأنه عبارة عن بغاء باستحياء أي بطريقة غض الطرف، غير أن المجتمع لا يمكن له أن يتقبله في ظل وجود العقيدة والعادات والعرف الاجتماعي لدينا وهي أرضية خصبة ليس من السهل حرقها ونزعها من عالمنا العربي.
واعتبر الدكتور حسن أن الضحية في النهاية هي الفتاة كون نظرة المجتمع إلى الفتاة تختلف عن نظرته للشاب، وربما يكون هذا من الأسباب الرئيسية لأن تكون الفتاة هي الضحية ولكن المنطق يقول غير ذلك فكل إنسان مسؤول عن تصرفاته والكل متساوون في هذا.
ويرى أن المؤسسات المدنية ضعيفة في حماية الشباب، ويجب أن لا تعطي الفرصة لهذا الغزو الفكري لكي يدخل إلينا، كما يجب أن يكون البيت منذ البداية الركيزة الأساسية من خلال حسن التربية والمتابعة وتوعية الأبناء حول هذا الأمر.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش 8-7-2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورسان البتراء
المفضلات