مقالات
«حُمرة الخجل».. هل تطل على وجوه الشباب؟
محمد الزيود
لم تعد المعاكسات مرتبطة بالرجال فقط بل إن بعض النساء أصبحن اليوم يتعمدن معاكسة الرجل وبأساليب مختلفة.
فهل أصبحت «حُمرة الخجل» تُطل على وجوه الشباب من «تصرفات» بعض الفتيات؟
التصرفات التي «يتعجب» منها بعض الشباب عبارة عن معاكسات نسائية تشمل الاتصالات الهاتفية، أو محاولات للفت الأنظار بوسائل أخرى عديدة.
وفي السياق؛ يرى أيمن النسور الموظف في أحد المولات التجارية، أن أكثر الذين يتعرضون لتلك المعاكسات النسائية هم العاملون في بيع السلع التي تقبل عليها الفتيات، مثل العطور، والملابس، والإكسسوارات، والأحذية.
ويضيف: أن هؤلاء يتعرضون بشكل يومي إلى معاكسات من قبل بعض الفتيات، خصوصاً المراهقات.
ويشير إلى أن العديد من البائعين يرددون قصص المعاكسات النسائية، ويتندرون بحكاياتها باعتبارها «ظاهرة غريبة» على المجتمع.
من جانبها تؤكد سحر (...) «محاولتها لفت نظر زوج المستقبل، وبخاصة في ظل العزوف من قبل بعض الشباب عن الزواج».
وتعترف بأن «معاكسة الشباب الطريقة الوحيدة للحصول على شريك الحياة، وإنما دون تجاوز حدود الأخلاق فالمرأة عادة ما تكتفي بالنظرات والابتسامات».
من جهتها تقول سمر 35 سنة: «أعتبر نفسي فتاة خجولة ولم أتجرأ يوما على معاكسة شاب أو حتى مجرد النظر إليه وهو ما جعل قطار الزواج يفوتني، وأنا أضعت عدة فرص كان بامكانها أن تتوج بالزواج، لذلك أنا لست ضد إقدام الفتاة على معاكسة الشباب إن صح التعبير لكن في حدود الحياء والأخلاق».
وتؤكد شيرين (...) :»اليوم بامكان الفتاة أن تبحث عن شريك حياتها لكن بطريقة لا تتجاوز فيها موقعها كفتاة فمثلما يعجب الشاب بالأنثى ويطلب منها ربط علاقة معها، بامكان الفتاة أيضا أن تطلب من الشاب ذلك إذا لمست فيه الجدية والإحساس بالمسؤولية، بشرط أن تكون الغاية الأولى والأخيرة تتويج هذه العلاقة بالزواج».
وتلوم هبة محمود بعض الأزواج على المعاكسات النسائية للرجال، مؤكدة «أن بعض السيدات المتزوجات اللاتي يشاركن في تلك المعاكسات يفتقدن الاهتمام من أزواجهن، أو يعانين من سوء المعاملة».
وتلفت إلى أن كثيرا من الأزواج يحسنون الحديث مع الآخرين والأخريات خارج المنزل، ويتحول الواحد منهم إلى إنسان مختلف في منزله، فيسيء معاملة زوجته، أو يلتزم الصمت.
من جانبها تؤكد الدكتورة عصمت حوسو، أخصائية دراسات المرأة والجندر في جامعة عمان الأهلية :»يلجأ الطرفان الذكور والإناث للمعاكسات في المجتمع، وهي تعتبر مقبولة إذا صدرت من الذكور وغير مقبولة إذا صدرت هذه المعاكسات من قبل الإناث، وذلك لأننا مجتمع ذكوري، وهنا تكمن الغرابة في المعاكسات الأنثوية تجاه الذكور».
وتعزو أسباب المعاكسات بشكل عام إلى تغير منظومة القيم في المجتمع، وعدم وضوحها كالسابق، بسبب الانفتاح والتقليد الأعمى للغرب بما لا يتناسب مع الدين والعادات والتقاليد، إضافة إلى البيئة والتنشئة الأسرية.
وتبيّن أن بعض المعاكسات تبدأ كمجاملات بين الجنسين كالإطراء والتجمل لإرضاء الطرف الآخر وقد تنتهي بالتحرش، من خلال الأذى النفسي أو الجسدي.
وحول لجوء بعض المتزوجات للمعاكسات تقول حوسو:»إن لجوء بعض المتزوجات لمعاكسة الرجال ينطبق أيضا على بعض الرجال المتزوجين، وذلك لتعويض الفراغ العاطفي الموجود أحياناً في الحياة الزوجية، فيميل الشخص إلى سماع إطراء ومجاملات الآخرين».
وتلفت إلى أن الخوف من الطلاق ونظرة المجتمع، في حال عدم التوافق بين الأزواج، يدفع بالبعض إلى هذه الأساليب غير المقبولة.
وبخصوص لجوء بعض الفتيات إلى معاكسات الشباب تقول:»إن الفتاة تتربى منذ نعومة أظفارها على أن الهدف من التعامل مع الجنس الآخر هو الزواج حتى تكون الفتاة مقبولة في المجتمع، دون التفكير بأن الزواج مؤسسة مهمة في بناء المجتمع تحتاج إلى تفكير صحيح من أجل اختيار الزوج المناسب».
وتشير إلى أن عزوف الشباب عن الزواج أحد أسباب لجوء الفتيات إلى المعاكسات من أجل استقطاب الشباب والبحث عن زوج المستقبل، دون التفكير بالمواصفات المناسبة لها أو بنجاح الزواج فيما بعد.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الاحزان
المفضلات