احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: خوف الأطفال

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    خوف الأطفال



    خوف الأطفال.. الأسباب والعلاج



    بقلم: معتز شاهين

    الأمن نعمة يمنها الله على من يشاء من عباده.. قال تعالى: }الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف{ (قريش: 4)، فذكرها الله كمنة منه ونعمة سبحانه وتعالى على أهل مكة، والخوف غريزة وضعها الله في نفس كل بشر؛ لتحميه وتقيه مثلها مثل باقي الغرائز، فالخوف سلاح ذو حدين، لو ظل في معدله وصورته الطبيعيتين؛ سيؤدي إلى حفظ ذات الفرد وحمايته من العديد من المخاطر، أما إذا زاد عن حده وتحول إلى (خوف مرضي)، فسيتحول إلى عقبة كؤود ومانع يعيق حريته، الأمر الذي يؤدي لنقص قدراته على مواجهة الحياة.
    وللخوف تعريفات كثيرة، يمكن أن نجملها في أن الخوف هو «انفعال قوي غير سار، ينتج عن الإحساس بوجود خطرٍ ما وتوقّع حدوثه»، وقد كان العلماء يعتقدون أن الطفل يولد مزوداً بغريزة الخوف، لكن الدراسات الحديثة، تشير إلى أن الخوف عند الطفل لا يبدأ قبل الشهر السادس، وتظل وتيرته ترتفع حتى تبدأ في الخفوت بعد سن السادسة وهي بداية مرحلة النضوج العقلي للطفل، وقد أكدت الدراسات أن 90% من الأطفال قبل سن السادسة لديهم مخاوف من أشياء ومصادر متعددة.
    أسباب الخوف
    للخوف أسباب تختلف باختلاف الأفراد، ومن الأهمية التعرف على سبب الخوف لعلاجه، وهناك أسباب عامة يمكن أن نجملها للخوف في الآتي:
    1- قد يكون ناتجا إما عن التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة؛ فالنقد الزائد للطفل، يولد لديه شعورا قويا بالخوف من الوقوع في الخطأ، ما يؤدي في النهاية لفقدانه ثقته بنفسه.
    والتدليل يجعله واهن العزيمة، غير قادر على تحمل مشاق الحياة، ما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها، فالأمر يحتاج إلى توازن بين الإفراط والتفريط (التدليل والقسوة).
    2- الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل؛ وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة، فهي تظل هائمة في عقل الطفل ليستعيدها لاشعوريًا، ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة.
    3- الصراعات الأسرية؛ فجو المشاحنات المستمرة يولد خوفا لدى الأطفال من المستقبل.
    4- التأثير على الآخرين، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين، وجذب الانتباه له، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل، فيصبح الخوف تجربة مريحة ومؤلمة في آن واحد.
    5- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل، فالضعف الجسمي أو النفسي، يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل، مما يكوّن لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة.
    6- تخويف الطفل: فالطفل في المراحل العمرية المبكرة، يعتمد تفكيره على الخيال الخصب، والبعد عن الواقع، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية، أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور.
    7- رد فعل الوالدين المبالغ فيه؛ فالارتباك والهلع الذي يصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة، يعزز ذلك السلوك لدى الطفل.
    أنواع خاصة من الخوف وكيفية التغلب عليها
    1- الخوف من الظلام:
    وهو خوف طبيعي يعتري الصغار والكبار، فالعقل البشري لا يستطيع التعامل مع المجهول، والظلام يجعل ما حولنا مجهولا، وخوف الطفل من الظلام هو واحدة من علامات عدم الفهم الكامل لأي ظاهرة يتعرض لها الأنسان، فالطفل بعقليته المحدودة لايستطيع أن يدرك أن الأشياء موجودة حتى وإن لم يرها؛ لأن الأشياء ثابتة ولا تتحرك بمفردها، فهو لا يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي من حولنا، وأنها ما زالت موجودة ولكننا لا نراها.
    ونتيجة لتك الحالة من عدم الإدراك، والخيال الخصب الذي يتمتع به الطفل، يرى خيالات وأشباحا تثير في نفسه المخاوف.
    تقول المتخصصة في العلاج الأسري في «بيفرلي هيلز» في ولاية كاليفورنيا، الدكتورة جين بيرمان: «عند الحديث عن الخوف من الأماكن المظلمة، فإن التلفزيون من أسوأ المتسببين بهذه المشكلة لدى الأطفال، والوالدان لا يدركان كم يتأثر الأطفال بما يُعرض على شاشات التلفزيون، وصور ومناظر الأشياء المخيفة، والأصوات المصاحبة لها خلال العرض التلفزيوني للقصص الخرافية أو الواقعية المخيفة، كلاهما يعملان كعوامل إثارة وتنشيط للخوف والشعور به كحقيقة واقعية يعيشها دماغ الطفل وتفكيره».
    ولكن مع كبر الطفل وزيادة نموه العقلي تقل تلك المخاوف، حتى تختفي في السنوات المتقدمة من الطفولة، وكذلك مع تفسيرنا وتواجدنا بجوار الطفل لتهدئته وطمأنته تقل المخاوف نحو الظلام.
    2- الخوف من الحيوانات:
    هو نوع من الخوف يعاني منه الكثير من الأطفال في سن 2-4 سنوات، وليس من الضروري أن يكون الطفل قد تعرض لحادثة معينة مع الحيوانات التي يرهبها، أو أنه قد رأى أحدا قد ناله أذى من تلك الحيوانات، ولكن هي مرحلة يمر بها الطفل نتيجة لقلة خبراته وخوفه من كل جديد غير مألوف بالنسبة له، وسرعان ما تتبدد تلك المخاوف مع نضج الطفل، والتدرج معه لمخالطة الحيوانات التي يهابها. فمثلا الطفل الذي يخاف من القطة، يمكن لنا تعريضه لها بالتدريج، مع بيان كيف حض الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الرفق والتعامل باللين مع تلك المخلوقات.
    3- الخوف من الموت:
    الخوف من الموت شيء طبيعي حتى وإن وُجد لدى الكبار، فتفكير الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يتسم «بالتمركز حول الذات Egocentrism، ‏وبالتفكير السحري Magical Thinking، ‏وبالاعتقاد في حيوية المادة Animism‏»، لذا ففهمه لحقيقة الموت وتصوره في مثل تلك المرحلة قد لا يكون صحيحا أو مكتملا بصورة كبيرة، ويبدأ اكتمال مفهومه نحو الموت في سنوات عمره المتقدمة، فطفل العاشرة غالبًا ما يستطيع فهم الموت كظاهرة.
    وقد يكون ذلك الخوف ناتجا عن مروره بخبرات غير سارة حول طبيعة الموت، وهي عادة المواقف التي تصاحب حالات الموت في أسرنا بالبكاء والصراخ والنواح والحزن، أو قد يكون قد فقد شخصا كان يحبه كثيرا بسبب موته، فترسخ كل هذا في عقله مما جعله لا يتقبله كأمر قدري.
    علاج الخوف
    أولا: يجب على الوالدين أن يكونا مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف، فيمارسا حياتهما بصورة طبيعية، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان. وحتى في وقت شعوره بالخوف يهدئانه ويكلمانه بهدوء وثقة، ولا يعنفانه، فيسألانه: لماذا أنت خائف؟ أنا أريد مساعدتك.. أنا بجوارك.
    ثانيًا: تقليل الحساسية والإشراط المضاد نحو مصدر الخوف، والقاعدة العامة هي أن الأطفال تقل حساسيتهم للخوف عندما يتم إقران موضوع الخوف أو الفكرة المثيرة له بأي شيء سار، كأن نضع شيئا يحبه الطفل في حجرة شبه مظلمة (كالشيكولاته)، ونقول له اذهب واحصل على تلك القطعة من الشيكولاتة بداخل الحجرة.. وهكذا.
    ثالثاً: محاولة مناقشة حقيقة الموت مع الطفل بصورة عقلانية وتوضيح ما يحدث بدقة.. أي أن يحاول الوالدان إفهام الطفل بصورة مبسطة يستوعبها عقله «حقيقة الموت»، وكيف أن الله قد خلقه ليبتلي عباده، وأن من يموت يذهب إلى الجنة ليتنعم فيها، مع عدم ذكر النار وما فيها من أهوال، فهذا وقت للترغيب لا للترهيب، مع إقران كل ذلك باستخدام الطفل لخياله الخصب في تخيله العيش في الجنة وما فيها من نعيم.
    رابعا: محاولة تقديم نماذج جيدة في التعامل مع المخاوف التي تثير شعور الخوف لدى الطفل، فالأب الذي يخاف من الفأر مثلا، ليحاول أن يكتم تلك المخاوف أمام طفله ولا يظهرها أمامه.
    خامسًا: فليحاول الوالدين تقليل نسبة الخوف لدى الطفل باتباع (استراتيجيات للتعايش) ، ففي حالة خوف الطفل من الظلام.. يحاول الأب الجلوس مع الطفل، ثم يخفض النور قليلاً، ويشعره بأنه معه في أمان، أو ينام الأب مع الطفل في حجرته والباب مفتوح، ثم يغلق الباب كل يوم بشكل أكبر من اليوم الذي قبله .. وهكذا حتى يتعود على الظلام ولا يخافه.
    سادسًا: ليحاول الوالدان أن يكسبا طفلهما الثقة بنفسه، ويمكن ذلك عن طريق «الدعاء»، فيمكن لهما أن يعلماه عبارات مثل: الله معي.. أستطيع أن أواجه ذلك.. إنني أصبح أكثر شجاعة.. أزمة وتمر. أو أن يقرأ آيات قرآنية مثل الفاتحة والمعوذتين لكي يتخلص من خوفه، فيما نطلق عليه استراتيجية «التحدث مع الذات Self-talk»، أو إعداد شريط قرآن يحتوي مثلا على سورة الفاتحة وسورة البقرة والمعوذتين، وتشغيله أثناء نوم الطفل، لكي يشعر بالأمان وبأن الله معه، وهذا يساعد في حفظ الطفل لتلك السور في المستقبل أيضا.
    سابعًا: حاولا التحدث مع طفلكما، وأن تفهماه أن الخوف طبيعي، ولكن يجب ألا يسيطر على الفرد فيجعله يلغي عقله.
    ثامناً: ليحذر الوالدين من الاستهزاء أو التقليل من حالة الخوف التي يتعرض لها ابنهما، فبذلك سنجعله يخفي مخاوفه مستقبلا، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأمر من الناحية النفسية.
    تاسعًا: لا نحاول إجبار الطفل على عمل شيء لا يريده كالجلوس بمفرده في الظلام، فقد يصيبه هذا بنوبات ذعر تؤدي إلى زيادة الخوف لا تقليله.
    عاشرًا: لنرَبِّ أطفالنا على الشجاعة ولا نخجل من مخاوف أطفالنا. ومن المهم تعليم الطفل، عن طريق الكلام والأفعال، أن القلق والخوف مشاعر طبيعية، وتحفيز الطفل وتشجيعه على مواجهة مخاوفه، وذلك بتخصيص جوائز وحوافز عينية ومادية له.
    وختامًا يجب ألا يشعر الطفل بأن والديه قد يئسا من تكرار مظاهر الخوف لديه، وأنهما غاضبان من تصرفاته تلك، بل يجب أن يعملا على غرس مشاعر الأمن في نفسه؛ بتعاطفهما معه وإظهار ذلك في تصرفاتهما، وأذكر الوالدين بأن الأمان إن لم يجده الطفل داخل الأسرة، فإنه لن يجده في أي مكان آخر.


  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل؛ وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة، فهي تظل هائمة في عقل الطفل ليستعيدها لاشعوريًا، ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة
    الاسطورة الغاليه

    دائماً تتحفينا بالمواضيع الهامه

    ما ننحرم من جهودك

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Aug 2009
    الدولة
    عالم البراءه والاحلام
    المشاركات
    15,990
    معدل تقييم المستوى
    34
    يســـلمو ملاكي ع الــطرح الــمفيد
    تحــياتـــي

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Dec 2009
    الدولة
    حـــد الجيـــران
    العمر
    37
    المشاركات
    16,275
    معدل تقييم المستوى
    31
    كــــل الشكــــر على مـــا قــدمت

    يعطيـــــك الـــــف عافيــــــة

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri May 2010
    المشاركات
    8,136
    معدل تقييم المستوى
    22
    الشكــــر على مـــا قــدمت

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمــر العتوم مشاهدة المشاركة
    الشكــــر على مـــا قــدمت

  10. #10
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الف شكر على الموضوع الرائع
    يعطيكي الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-09-2013, 09:53 AM
  2. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 04:22 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-08-2012, 12:10 PM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-07-2012, 08:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك