بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
ماذا يريد الشيطان لك ؟!
قال تعالى: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ (سورة النور:21 ).
للشيطان وسائل عديدة وحِيَل متنوِّعة في الإيقاع بالبشر، والانتباه لمكائده يُعَد الخطوة الأولى للتغلب عليه.
فالشيطان ماذا يريد لك ؟
إنه يريد أن يُدخلك في قَعر جهنم، فإذا لم تكن بهذا السوء سيعمل على إدخالك قلب جهنم، فإذا نجوتَ، فإنه يريد لك جهنم فقط، وإن كنت أفضل من ذلك لا يريدك أن تدخل الجنة، فتقف مع أصحاب الأعراف بين الجنة والنار، ولو كان لديك أعمال صالحة لا يريدك أن تدخل الفردوس الأعلى، فانظر ماذا يفعل :
خطوته الأولى: يقول لك الشيطان اكفر بالله U وبدينه وبلقائه، فإن تخلَّص منك في هذه الخطوة بردت نار عداوته واستراح منك. غير أنني على يقين بأن هذه الخطوة لا يقدر عليها الشيطان، لأن الدين يجري في دمائنا مجرى الدم، لذلك سينتقل بك الشيطان إلى الخطوة الثانية. خطوته الثانية: سيقول لك أشرِك مع الله U غيره، ويمكنك أن تنجو من هذه الخطوة بشيء بسيط، وهو المحافظة على الفرائض، خاصة الصلوات الخمس، والالتزام بسُنَّة النبي r. فإن الحفاظ على الصلوات الخمس دليل أنك تقدم رضا الله U على ما سواه، والتزام السُّنة دليل على أنك تطيع الله U ليس وِفقاً لهواك الشخصي، وإنما وِفقاً لما جاء به النبي r، وهنا سينتقل الشيطان إلى الخطوة الثالثة.
خطوته الثالثة: يقول لك افعل الكبائر، مثل: ترك الصلاة، أو عقوق الوالدين، أو الزنا، أو شرب الخمر، أو استعمال المخدّرات، وتنجو من ذلك بأن تبتعد عن كل مكان أو صديق يأخذ بيدك إلى هذه المنكرات، وتتوب لله فوراً.
خطوته الرابعة: يزيِّن لك الصغائر، فيقول لك ما دُمتَ تركتَ الكبائر فأنت أفضل من آلاف من الشباب غيرك، والله غفور رحيم، فلا بأس إذن بالمعاصي الصغيرة. فيكون مرتكب الكبيرة النادم الخائف أحسن منك حالاً، لأن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة، وتنجو من هذه المكيدة بدوام الاستغفار، والإكثار من الحسنات.
خطوته الخامسة: يعمل على إضاعة وقتك في الأمور المباحة، التي ليست حراماً، بأن يشغلك طوال النهار في حَلِّ الكلمات المتقاطعة، أو الجلوس إلى المقاهي طوال الليل. لأن الشيطان عندما اكتشف أنك لا ترتكب المعاصي خاف أن تستغل وقتك في فعل الحسنات، فقرَّر أن يشغلك بالمباح بدلاً من طاعة الله تعالى. وتتجنَّب ذلك بمعرفة قيمة الوقت والطاعات، ولكن الشيطان لم ييأس حتى الآن، فيأخذك إلى الخطوة السادسة.
خطوته السادسة: يشغلك بالأقل أهمية في الإسلام عن الأكثر أهمية، فالإسلام درجات، يقول النبي r: ( الإيمانُ بضع وستون شعبة: أعلاها قول لا اله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ). فيأتيك الشيطان ويشغلك بإماطة الأذى عن الطريق، ويجعلها قضية حياتك عما هو أهم، وهكذا حتى تجد نفسك مشغولاً بسفاسف الأمور. يقول النبي r: ( إنَّ اللهَ يُحب مَعالي الأمور ولا يحب سفاسفها ). وتنجو من هذه الخطوة بمعرفة أولويَّات هذا الدين، وتقدير الأهم، وبأن تسأل العلماء، وتقرأ في كتب الدين، وعندها لا يجد الشيطان أمامه سوى الخطوة السابعة الآتية.
خطوته السابعة: وهي مكيدة المكائد، بأن يسلّط عليك الناس، يسخرون منك ويهزئون بك لتديّنك، وهو بذلك يفعل أخر ما في وسعه لصدِّك عما وصلت إليه. وتنجو من هذه الخطوة الأخيرة بأن لا تخجل من تدينك، بل تفخر به، ولا تحرج من دينك، فيقول الله تعالى: ] فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ [(الأعراف :2)
والآن اِسأل نفسك ، في أي خطوه تخلَّص منك الشيطان ؟!
فإذا كانت الخطوة الثالثة - مثلاً - فقد تخلَّص منك بسرعة، أما إذا وصلتَ معه إلى الخامسة أو السادسة أو السابعة، فأنت صاحب طموح وعقيدة.
قصــة أبي هريرة t مع الشيطان أخرج البخاري والنسائي وأبو نعيم وابن مردويه, عن أبي هريرة t قال: ( وكلني رسول الله r بحفظ زكاة رمضان, فأتاني آت فجعل يحثوا من الطعام, فأخذته, وقلت: لأفرعنك إلى رسول الله r, قال: إني محتاج وليّ عيال وبي حاجة شديدة, فخلّيت عنه, فأصبحت, فقال النبي r: " يا أبا هريرة.. ما فعل أســيرك البارحة ؟ " فقلت: يا رســول الله شــكا حاجة شـديدة وعيالا فرحمتـه, فخليت ســبيله, قال r: " أما إنه كذبك وســيعود ".. فعرفت أنه ســيعود لقوله r إنه سيعود, فرصدته، فجاء يحثو من الطعام فأخذته, فقلت: لأرفعنـّك إلى رسـول الله r, قال: دعني, فإني محتاج وليّ عيال لا أعـود, فرحمتــه فخليت سبيله, فأصبحت فقال النبي r: " يا أبا هريرة ما فعل أســيرك؟ " قلت: يا رســول الله، شـكا حاجة وعيالا شديدة فرحمته وخلّيت سبيله, فقال r: " أما إنه كذبك وسـيعود ".. ورصدته الثالثة, فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله r، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لن تعود ثم تعود! قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها, قلت: ما هي ؟ قال: إذا أويت إلى فراشـــك فاقرأ آية الكرســي (الله لا اله إلا هو الحي القيوم) حتى تختـم الآية, ولا يقربك شــيطان حتى تُصبح, فخلّيت ســبيله, فأصبحت, فقال ليّ رسول الله r: " ما فعل أســيرك البارحة ؟ "، فقلت: يا رسول الله, زعم إنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها, قال: " ما هي ؟ " قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشــك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية, (الله لا اله إلا هو الحي القيـوم), وقال لي: لن يزال عليـك من الله تعالى حافظ ولا يقربك شــيطان حتى تصبـح، وكانوا أحرص شيء على الخيـر, فقال النبي r: " أما إنه قد صدقك وهـو كذوب.. تعلم من تخاطبـه منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ " قلت: لا, قال: ذلك الشيطان. " )
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الفردوس
المفضلات