الـحـب نـبـعُـه الـمـحـبـة فـي الـقـلـب
والـمـحـبـة هـي مَـيـْـل دائـم فـي قـلـب هـائـم ومـحـبـة الله هـي سـلـعـة مـا بُـخِـسَـت فـيـسـومَـهـا الـمُـفـلِـس ولا كـسَـدَت فـيـبـيـعـهـا
بـالآجـل الـمُـعـسِـر ولـكـنـهـا سـلـعـة مـعـروضـة فـي سـوق مَـنْ يـزيـد ؟
وأُعـلِـن الـثـمـن >>> بـذل الـنـفـس
ولـمَّـا عُـرف الـثـمـن تـأخـر الـمـتـخـاذلـون عـن
الـشـراء وتـقـدم
الـصـادقـون يـتـسـابـقـون ، أيُّـهـم يـسـبـق فـيـدفـع الـثـمـن
فـدارت الـسـلـعـة بـيـنـهـم يـتـسـاومـونـهـا ويـتـزايـدون
فـي الـثـمـن فـوقـعـت فـي
يـد رجـال { أَذِلَّـةٍ عَـلَى الْـمُـؤْمِـنِـيـنَ أَعِـزَّةٍ عَـلَى
الْكَـافِـرِيـنَ ... : الـمـائـدة
: 54 } ولـمَّـا كـثـر الـمُـدَّعـون لـلـمـحـبـة طـولـبـوا بـإقـامـة
الـبـيـّـنـة عـلـى صـحـة ادِّعـائـهـم فـأحـضـَـروا الـشـهـود لـلـشـهـادة عـلـى صـحـة الـدعـوى
فـقـيـل لـهـمـ لا تـقـبـل هـذه الـدعـوى إلا بـبـيـّـنـة
{ قُـلْ إِنْ كُـنْـتُـمْ تُحِـبُّـونَ اللَّهَ
فَاتَّـبِعُـونِي يُحْـبِـبْـكُـمُ اللَّهُ ... : آل عـمـران : 31 } فـتـأخـر
الـخـلـق كـلـهـم ولـم يـتـقـدم إلا الـمـحـبـيـن
أتـبـاع
الـحـبـيـب صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـي أفـعـالـه
وأقـوالـه وأخـلاقـه ولـمَّـا كـثـر الـمـحـبـون
طـولِـبـُـوا بـتـزكـيـة الـبـيـّـنـة وقـيـل أن
تـزكـيـة بـيـّـنـةِ الـمُـحـبـَّـيـن أن نـفـوسـهـم
وأمـوالـهـم لـيـسـت لـهـم فـتـأخـر أكـثـر الـمُـحِـبـّـيـن
وقـام رجـال مـنـهـم فـقـيـل
لـهـمـ هَـلـمُّـوا إلـى بـيـعـة
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... الـتـوبـة : 111 } فـلـمّـا
عـرفـوا عـظـمـة الـمـشـتـري وفـضـل الـثـمـن وجـلالـة
مَـنْ جـرى عـلـى يـديـه عـقـد الـتـبـايـع عـرفـوا غـلاء
قـدر الـسـلـعـة وأن لـهـا شـأن خـفـي نـفـيـس فـرأوا أن
مـن الـغـبـن أن يـبـيـعـوهـا لـغـيـره بـثـمـن بـخـس
فـعـقـدوا
مـعـه بـيـعـة الـرضـوان بـالـتـراضـي مـن غـيـر ثـبـوت اخـتـيـار
وقـالـوا (( والله لا نـُـقِـيـلـُـك ولا نـَـسْـتـقـيـلـك )) فـلـمـا تـم عَـقْـد الـبـيـع وسَـلـَّـمُـوا
الـمَـبـيـع قـيـل لـهـمـ الآن
صـارت نـفـوسـكـم وأمـوالـكـم لـنـا رددنـاهـا
عـلـيـكـم أوفـر مـا كـانـت ، وأضـعـافـهـا مـعًـا
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ ... آل عـمـران 169 ،
170 } إذا
غـُـرسَــتْ شـجـرة الـمـحـبـة فـي الـقـلـب
وسُـقِـيـَـتْ بـمـاء الإخـلاص ومـتـابـعـة
الـحـبـيـب أثـمـرَتْ
أطـيـب الـثـمـار ، وآتـت أكُـلـهـا كـل حـيـن بـإذن ربـهـا
أصـلـهـا ثـابـت فـي قـرار الـقـلـب وفـرعـهـا
مـتـصـل بـسِـدرة الـمـنـتـهـى ولا يـزال سـعـي الـمُـحِـب صـاعـدًا إلـى حـبـيـبـه
لا يـحـجـبـه دونـه شـيء { إِلَيْهِ يَصْعَـدُ الْـكَـلِـمُ
الطَّـيِّـبُ وَالْـعَـمَـلُ الـصَّـالِـحُ يَـرْفَـعُـهُ
.فـاطـر : 10 } *
وحَــيَّ عــلــى جـنـَّــات عَـــدْن مـنـازلـك
فـيـهـا إن كــنــت نـــازلا هـي سـاعـة ثـم تـنـقـضـي ويُـصـبـح ذو الأحـزان فـرحـان جـاذلا
رد مع اقتباس
المفضلات