إِلَى حَبِيْبِيْ!!
حَبِيْبِيْ
فَجْرُنَاْ أسْفَرْ!
وَ هَذَاْ الصُّبْحُ قَدْ نَوَّرْ!
فَفِيْ الشَّمـْسِ ضَــحْكَاْتٌ وَ هَذَاْ الْوَرْدُ قَدْ أفْتَرْ..
وَ فَاْحَ النَّدُّ وَ النِّسْرِيْنُ
وَ لَابَ الزَّهْرُ فِيْ الْمِعْطَرْ!!
وَ رَاْحَ النَّرْجَسُ الهَاْدِي
يُوَشِي السَّفَحَ وَ الْوَآدي
وَ يُطْفِئُ ظَمْأةَ الصَّاْدِي
مِنَ الْمِسْكِ إنْ أذْفَرْ..!!
وَ أَمْسَىْ الرَّائِحُ الْغَاْدِيْ
وَ أضَحَىْ الشَّيْخُ فِيْ النَّاْديْ
ضَحَاْيَا الطِيْبِ وَالْكَاْذيْ
تُوَشْوِشُ قِصَّةَ الأَسْمَرْ!!
حَبِيْبِي..
فَجْرُنَاْ أسْفَرْ!!
فَسِفْرٌ مِنْ شُعَاْعِ الكَوْنِ لِلْأشْوَاْقِ قَدْ عَطَّرْ!!
وَ هَذَاْ الدِّيْكُ قَدْ فَرْفَرْ..
فَلَمْ يَتْعَبْ وَ لَمْ يَهْتُـــــرْ!!..
تَعَاْلَتْ شَغْفَةَ الرُّوْحِ ..
رِيَاْحُ الْعُوْدِ وَ الْعَنْبَرْ !!
فَرَاْحَ الْفَجْرُ فِيْ نَفْسِيْ تَبَاْرِيْحَاً بِهَاْ نَسْكَرْ !
مِنْ الْحُبِّ وَ الشَّــوْقِ
وَمِـنْ وُدٍّ بِـهِ نَكْـبُرْ !..
حَبِيْبِيْ حَاْضِرٌ أبَدَاً
فَلَاْ يَأتِيْ !
وَ لَاْ أحْضُرْ ..؟
عِيُوْنٌ تُشْبِعُ الْفَجْرَ زَغَاْرِيْدَاً بِهَاْ سُكَّرْ!!
وَ خَدٌّ عَرْفُهُ رَنْدٌ
فَيُسْكِرُنِيْ..
وَ لَاْ أَسْكَرْ ؟
وَ ثَغْرٌ سَاْحَ مِنْ عَسَلٍ
وَ شُهْدِ الدُّرِّ وَ الْجَوْهَرْ !!
فَلَاْ وَاللهِ مِنْ تَرَفٍ .. شَمَمْتُ الطِيْبَ قّدْ بَخَّرْ
وَ شَعْرٌ قَدْ كَسَى الْلَّيْـلَا
تَـرَاْنِيْمَاً... وَ تَـرْتِيْـــلَا
فَأفْنَــى النَّــجْمَ تَقْبِيْـــلَا
وَ رَصَّ الضَّوءَ إكْلِيْلَا
فَإنَّ الْحُبَّ قَدْ أسْرَى..
وَلَمْ أغْرَمْ ، وَ لَنْ أخْسَرْ!!
وَ صَدْرٌ ضَمَّنِيْ حَتَّىْ ذَاْبَ الْكِلْسُ وَ الْـمَرْمَرْ !!
تَمَاْهَى لُؤْلُؤاً فِيْنَاْ...
وَ سِحْراً سِحْرُهُ يُسْحِرْ ؟
فَأَنْتَ ـ جُمْلَةً ـ سِرٌ...
فَيَاْ سُبْحَاْنَ مَــنْ صَـوَّرْ..!
حَبِيْبِيْ سَاْكِنٌ كَوْنَاً ،
وَ فِيْ رُوحِيْ لَهُ مِنْبَرْ!؟
رَنَوْتُ الضَّوءَ مِنْ فَنِّيْ..
وَ رُمْتُ الْحَقَّ مِنْ ظّنِّيْ
حَسِــبْتُ لَــحْظَةً أنِّــــيْ...
رَكِبْتُ الْبَيْرَقَ الأَوْثَرْ!!!
فَزُرْتُ السِّدْرَةَ الْوُسْنَى .
وَ عُمْتُ الْحَوْضَ وَ الْكَوْثَرْ!!
طَرِيْقُ الْحُبِّ مِشْوَاْرِيْ
فَلَنْ أَتِعَبْ وَ لَنْ أضْجَرْ!!
يُغَطِـيْ بَــرْدُهَاْ نَــاْري
وَأسْكُبُ فِيْـكَ أشْـعَاْرِي
لِتُطْرِبَ لَـحْنَ أَوْتَـاْرِي
فَأَنْتَ الْـعُوْدُ وَ الْمِزْهَـرْ !!
حَبِيْبِيْ..
هَدَّنِيْ سَهَرٌ!!
كَمَاْ السِّكِيْنُ وَ الْخَنْجَرْ!
يَحُشُّ الْجَفْنَ وَ الرِّمْشَا
يـَرَشُّ الشَّـوْكَ وَالْقَشَّـا
وَيَذْرِي عَوْسَجَاً وَرِشَا
وَ يَفْشِي السَّرَّ وَ الْمَخْبَرْ!!
حَبِيْبِيْ
ضَاْقَتِ الدُّنْيَاْ !..
فَعَاْدَتْ خَاْتَمُ الْخِنْصَرْ..؟
وَ رَاْهَنْتُ فِيْكَ الشَّمْـسَ أنَّكَ مَشْرِقِي الأَنْوَرْ!!
وَغَاْزَلْتُ اللَـّمَعَ فِيْ النَّــجْمِ وَلا شَيئاً بِـيَ أثَـّرْ؟..
فَرُحْتُ أَحْتَسِيْ الطَّـلَّا
شَرِبْتُ الْفَئَ وَ الظّـلَّا..
وَ عُمْتُ النَّهْرَ والأبْحُرْ..
وَ رُمْتُ الْغَيْثَ فِيْ شَرِهٍ فَكَاْنَتْ لِيْ كَمَنْ قَطَّرْ!!
غَزَوْتُ الْكَوْنَ آفَاْقَاً !..
فَكُنْتُ كَوْنِيَ الأَكْبــرْ!!
تَرَاْمَتْ مُهْجَتِيْ حَرَّى
وَ حَتَّى جَفَّتِ الأنْهُرْ..!
فَيَاْ رُوْحِيْ وَ تَسْبِيْحِـيْ..
وَ يَاْ شَوْقِيْ وَ تَبْرِيْحِي..
وَ يَاْ بَرْئِيْ وَ تَجْرِيْحِيْ
وَ يَاْ شِرْيَاْنِيَ الأبْهَرْ..!
حَبِيْبيْ .. رِحْلَةٌ وُسْنَىْ !
وَ فِيَّ النُّوْرُ قّدْ أَزْهَرْ!
حَبِيْبِيْ ! لَاْ تَنَمْ أَبَدَاً.. فَإنَّ الــْبَدَرَ قَـد دَّوَّرْ!!
فَأمْسَتْ سَاْمِرُ الْحَيِّ تُغِيْظُ الشَّاْنِئَ الأِبْتَرْ..
لَكَ الرُّوْحُ إنْ رَاْحَتْ
وَ قَلْبِيْ تَاْبِــعٌ أَكْبَرْ !!
لَكَ فِيْ الْقَلْبِ سُلْـطَاْنٌ
بِــهِ تَنْهَى..!
بِهِ تَأمُرْ؟
فَمَــاْلِيْ خِــيْرَةٌ فِيْــكَ وَأَنْتَ الْعُمْرُ قَدْ قُدِّرْ!
فَأَنْتَ الرَّاْحُ وَالرَّوْحُ...
وَ أَنْتَ الْخَمْرُ
لَوْ أخْمَرْ!!
حَبِيْبِيْ الثَّغْرُ لَوْ أَشْدُو
حَبِيْبِيْ الطَّرْفُ..
إِذْ أُبْصِرْ..!
فَلَوْحُ الْحُبِّ عُنْوَاْنِيْ
وَ أَنْتَ الْحِبْرُ وَ الدَّفْتَرْ!
رَبِحْتُ الْبَيْعَ ..
يَاْ فَرَحِيْ!!
فَلَمْ أَغْرَمْ ، وَلَنْ أَخْسَرْ !!
فَيَاْ حِــسِّيْ وَ أَنْفَــاْسِـيْ
وَ يَاْ عِيْدِيْ وَ أَعْرِاْسِيْ
وَ يَاْ آلِــيْ وَ يَـاْ نَاْسِــيْ
وَ يَاْ كَأسِيْ وَ جُلَّاْسِــيْ
شَرِبْتُ الْكَأسَ مِنْ ظَماءٍ ..
فَعُــدْتَ مُـمْلِئَـاً كَاسِــيْ !!
فَأنْتَ الْكِنْزُ يَاْ قَمَرَيْ يُخَبِّأُ جَوْفُهُ مَاْسِيْ !
رَبِحْتُ الْبَيْعَ..
يَاْ فَرَحِيْ!!
فَلَمْ أَغْرَمْ ، وَ لَمْ أَخْسَرْ !!
رَبِيْعُ الْعُمْرِ مَاْ وَلَّى..
فَقَدْ دَاْمَ ..
وَ إنْ غَاْدَرْ ؟؟
رَبِيْعٌ أَنْتَ فِيْ أَبَدٍ..!
فَتَكْبُرُ.. دَاْئِمَاً تَكْبَرْ ؟؟
فَأَيْنَ السِّحْرُ مِنْ قَلْبِيْ ؟
حَبِيْبُ الْقَلْبِ ذَاْ يُسْحِرْ!!
حَبِيْبِيْ غَيَّرَ الدُّنْيَا...! وَفَـــجَّرَ تـِبْرَهَاْ الأَصْفَـرْ!
وَ دَاْخَ الْكَوْنَ فِيْ يَـدِهِ بِـآيٍّ ثَغْــــرُهُ يَفْتَـــــــــرْ
فَلَفَّ الشَّمْسَ فِيْ كَفٍ وَ زَفَّ الْبَدْرَ فِيْ الآخِـرْ!!
فَرَاْحَ الرَّمْلُ فِيْ وَلـَهٍ يَرَىْ السَّــوْسَنَ الأَزْهَرْ
وَ هَـذِا الصَّخْرُ قـَدْ ثَــرَّتْ عِيُـوْنٌ مِنْـهُ وَاسْتَـوْثَرْ
وَ ذِيْ الصَّحْرَآءُ قَدْ لَبِسَتْ
حُقُوْلَ السُّنْدُسِ الأَخْضَرْ!!
فَأضْحَىْ الْعَوْسَـجُ الْدَّاْمِـيْ أَثَاْثـَاً فـَرْشَـهُ أوْثَـــرْ..!
وَعَاْدَتْ خَيْمَتِيْ قَصْرَاً وَ كِسْرَىْ فِيِهِ قَدْ أتْبَرْ
حَبِيْبِيْ دّوَّخَ الدُّنْيَاْ... وَ فِيْ السِّحْر قَدْ أَبْحَرْ!!
فَنَاْمَ الْفَجْـرُ فِـيْ عـيْنَيْهِ ، وَ رَاْمَـتْ قـَلْبَهُ الأَنْهُرْ
حَبِيْبِيْ..
رِحْلَتِيْ..!
عُمْرِيْ...!!
أمْطَرْتَ فَوْقَ مَاْ أَقْدِرْ
فَحُبُّكَ فَاْضَ مِنْ عَيْنِيْ
عَقِيْقَاً دُرُّهَاْ أحْمَرْ..!
سَألْقَاْكَ يَاْ بَصَرِيْ !
فِيْ عَيْنِيْ ..وَ فِيْ الْمِحْجَرْ!
سَألْقَاْكَ فِيْ آنِيْ ،..
وَ فِيْ الْبَعْثِ وَ الْمَحْشَرْ!!
فَأنْتَ وَعِدِيَ الأوْل...
وَ أنِتَ الْمَوْعِدُ الآخِرْ!!
فَأَنْتَ قِيَاْمَتِيْ قَاْمَتْ..!
وَ أَنْتَ الشَّاْفِعُ الأَحْوَرْ!!
شِعر
الشيخ المهندس
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
للمارين من هنا ارجو التامل لتعرفوا فيمن قيلت
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات