مكارم الأخلاق هي لغة الإنسان...كل إنسان...على مدار العصور...وعلى مر الدهور... يفهمها الصغير والكبير...يفهمها الغني والفقير...يفهمها الساقي والأمير...يفهمها العامي ومن كان في البلاغة مثل جرير...
وما يميز الإنسان...عن غير الإنسان...هي مكارم الأخلاق... فليست الأخلاق هنا هي المقصودة...إنما مكارمها...أي أعلى درجاتها...وأرقى منازلها...
فأن تتحلى بالأخلاق...أمر رائع...
لكن أن تتحلى بمكارم الأخلاق...فتلك حكاية أخرى...لا يطيقها إلا الكبار...تغرد لرقيها الأطيار...وتنثر في القلوب عطرا وأزهار...
وأختم هذه الأزهار...بحديث يضيئ للإنسان...أنوار القلوب والأرواح أحب الناس إلى الله أنفعهم
و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا
و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا
و من كف غضبه ستر الله عورته
و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة
و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام
و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل وقد رغب الرسول بأتباع الأخلاق الحميدة ، وحذر من كل خلق ذميم ، فالخير الحقيقي في ميزان الرسول الخلق الحسن ، ففي الحديث الشريف " البر حسن الخلق " والخلق سبيل الارتقاء إلى مدارج الكمال ، وفي الحديث :" إن من خيركم أحسنكم خلقا " وفي حديث أبي هريرة "إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وحسن الخلق أثقل شيء في الميزان كما يقول الرسول ففي الحديث :" ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ". فعليك أخيه بحسن الخلق ، فلعله يوصلك إلى أعالي الجنان وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى .
وقال : غضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وقال : إياكم والجلوس على الطرقات ، قالوا : يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها ، قال : فإن كنتم لا بد فاعلين ، فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حقه ؟ قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فالنظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع ، وفي هذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كل مليحة ومليح
وتظن ذاك دواء جرحك وهو في ال تحقيق تجريح على تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا فالقلب منك ذبيح أي ذبيح كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة بلغت في قلب صاحبها
كمبلغ السهم بين القوس والوتر والعبد ما دام ذا طرف يقلبه
في أعين العين موقوف على الخطر يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
المفضلات